Warning: Undefined array key "view" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/group.php on line 68

Warning: Undefined array key "page" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/group.php on line 104

Warning: Undefined array key "view" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/group.php on line 462
التفاسير والخواطر والمفاهيم القرآنية
تفاسير _خواطر _ مفاهيم_ تدبرات

Warning: Undefined array key "basic" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/eb5647a598cdcc86fc4561d9bc7dbac072c92bf3_0.file.group.tpl.php on line 797

Warning: Undefined array key "_title" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 29

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 29
تدوينات حديثة

Warning: Undefined array key "_filter" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 35

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 35
/home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 243

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 243
all" data-id="103">

  • Warning: Undefined array key "_snippet" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637
    /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644
    ">
    وأنه هو رب الشعرى
    #إعجاز_القرآن
    الشعرى هو نجم الشعرى اليمانية (سيروسSirius) وهو النجم الوحيد الذي ورد اسمه صريحاً في القرآن الكريم بخلاف الشمس، وهو واحد من أقرب وألمع النجوم إلينا.

    وأثبتت الدراسات الفلكية بأن هذا النجم كان معروفاً في فترة العصر الحجري المتأخر لعديد من سكان الأرض، وأنه كانت له قدسية خاصة عندهم.

    صورة رقم(1) الشِّعْرَى اليَمَانِيَّة أسطع النجوم في السماء ليلاً (أي أكثرها لمعانًا وبريقًا)، يبلغ بريقها 25 ضعف بريق الشمس.

    فسكان نبته القدماء في المنطقة الواقعة في منتصف ما بين أبو سمبل وشرق العوينات في جنوب غرب مصر كانوا قد أقاموا صف من الأحجار على هيئة أعمدة على خط مستقيم للاتجاه الذي سيشرق منه نجم الشعرى يوم الانقلاب الصيفي، وهو بداية الصيف وهبوط الرياح الموسمية الصيفية المحملة بالأمطار؛ لتحيل الصحارى الجافة لمراعي خصبة يملؤها العشب والكلأ للبقر، وتملئ الأحواض الجافة وتصير برك ومستنقعات … كانت هذه المنطقة منطقة سافانا في عصر الهولوسين المطير… وكان لبداية الصيف قدسيته وللشعرى قدسيته الكبرى في ذلك اليوم وغيره وذلك منذ 4800 عام قبل الميلاد.

    صورة رقم(2) قديمة للهرم الأكبر خوفو

    ونظراً لأن الزراعة في مصر كانت معتمدة على الري من النيل فإن التنبؤ بميعاد فيضان النيل كان هو أهم ما يجب عمله؛ اتقاء لشره إذا كان فيضاناً عارماً، وذلك بترميم الجسور وتحسباً له إذا جاء الفيضان خفيفاً غير وافي؛ لأن ذلك معناه المجاعة بكل أبعادها المخيفة، ولقد لاحظ قدماء المصريين بأن بداية فيضان النيل مرتبطة بشروق الشمس من اتجاه النجم سيروس (الشعرى اليمانية) وهو مايسمى فلكياً بظاهرة الاحتراق الشروقي للنجم سيروس وكان هذا يحدث في صيف كل عام.

    كان للنجم سيروس قداسته عند قدماء المصريين؛ لارتباطه بفيضان النيل، لذلك أسموه ‘نجم إيزيس’ لارتباط دموع إيزيس زوجة أوزيريس بفيضان النيل عندما حزنت عليه بعد مقتله على أخيه ست حسب الأسطورة المصرية القديمة. وكان هذا النجم هو قرين للملكات في مصر القديمة في السماء لذلك فإن ما يسمى بفتحة التهوية في الهرم الأكبر الممتد من حجرة الملكة إلى اتجاه الجنوب ما هو إلا فتحة لكي تطل منها الملكة في مرقدها على قرينها في السماء سيروس عند مروره على دائرة الزوال، لذلك فإن هذه ليست فتحات تهوية بل هي مناظير مزوالية ثابتة متجهة لنجوم معينة في السماء حسب علم الفلك الحديث. ونظراً للمكانة الكبيرة لنجم الشعرى اليمانية (سيروس) وقدسيته عند الشعوب القديمة جاء قول الله تعالى ليؤكد { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى } (سورة النجم 49) ولا سجود لغيره … سبحانه وتعالى الواحد الأحد … لا شريك له في الملك ولا ند ولا ولد.
    #المصدر https://cutt.us/IHRhO
    0
  • رحلة الإسراء والمعراج ولماذا كانت في الليل ؟!
    #خواطر_الشعراوي
    رحلة الإسراء والمعراج ولماذا كانت في الليل ؟! #خواطر_الشعراوي
    5
    40 0

  • Warning: Undefined array key "_snippet" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637
    /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644
    ">
    مرور الجبال كمرور السحاب
    #إعجاز_القرآن
    وَعَدَنَا الحق تبارك وتعالى في جملة مواضع بأن في القرآن أنباء ستتضح معانيها في مستقبل الأيام كآيات تثبت كل حين أنه الحق للعالمين؛ السابقين واللاحقين، نحو قوله تعالى: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾ [ص: 87-88]، وقوله تعالى: ﴿لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنعام: 67]، وقوله تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا﴾ [النمل: 93]، إذن من القرآن ما يَحَار في دلالته الأولون ويفسره الزمان؛ حتى يستقر في الأذهان، ولم تكن البيئة العربية مؤهلة لِتُخَاطَب بعلوم الكون؛ وإن كانوا أبلغ فُصَحَاء عصرهم، ونصيب اللاحقين إذن يتعلق بكشف أسرار الكون قبل أن تنكشف للناس؛ وفق ما يُفِيدُه صريحًا قوله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت: 53].
    وفي قوله تعالى: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾ [النمل: 88]؛ اجتهد البعض من الأعلام الأجلاء فحملوا الدلالة على المستقبل البعيد حين تدمير العالم استعدادًا للقيامة والحساب، وتردد البعض لأن السياق لا يُساعد، وجزم آخرون فقالوا أن الجبال تتحرك حقيقةً؛ وإن كان بخلاف ما يشاهدون لأنه قول الحق، وأنزل البعض حركة الجبال على حركة كوكب الأرض؛ باعتبار الجبال جزءًا منه، ولكن حركة الأجسام نسبية؛ والغلاف الهوائي المُمَيَّز بالسحاب تابع للكوكب؛ وكذلك الغلاف الصخري المُمَيَّز بالجبال، وإذا تحرك الكوكب تَحَرَّكَا معه، فلا يُمكن وصف حركة جزء إلا بالنسبة لآخر يُعتبر ثابتًا، ولا تصح نسبة حركة طبقة الجبال إلى الكوكب وهي تتحرك معه، والقرآن الكريم صريح في أن طبقة الجبال التي خلقت لاحقا تهيئةً للكوكب فوقه؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا﴾ [فصلت: 10]، وإنما تُنسب حركة الغلاف الصخري المُمَيَّز بالجبال إلى ما دونه؛ كما تُنسب حركة السحاب إلى طبقة الغلاف الصخري دونها، والمعنى إذن المُصَاغ بتلطف لا يلفت عن غرض بيان قدرة الله تعالى والعلم بما خلق؛ إيذانًا بيوم الحساب على ما فعل من خلق، هو أن الكوكب طبقات، والجبال العِظَام تحملها تيارات باطنية وتُحَرِّكَهَا ببطء، كما تحمل تيارات الهواء السحاب وتُحَرِّكُه ببطء.


    ومختصر قول القاسمي: “قالوا المراد بهذه الآية تسيير الجبال.. يوم القيامة (ولكن) لا يمكن أن يكون المراد بهذه الآية ما قالوه لعدة وجوه: أن قوله {وترى} لا يناسب مقام التهويل والتخويف، وكذلك قوله {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} لا يناسب مقام الإهلاك والإبادة، وهذه الآية صريحة في إرادة الحال لأن خراب العالم لا يراه البشر، وإذا رآه أحد شعر به وهذا ينافي قوله تعالى: {تَحْسَبُهَا جَامِدَةً}؛ أما في الدنيا فلا نشعر بحركة الجبال لأننا نتحرك معها، وهذه الآية في سياق آية { أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ } (سورة النمل 86)؛ اعتراض في تضاعيف أهوال القيامة، والمراد بهما ذكر شيء من دلائل قدرة الله تعالى المشاهدة آثارها في هذا العالم الآن ليكون ذلك دليلاً على قدرته على البعث؛ ولذلك ختم هذه الآية بقوله {إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} فذكر هذه الأشياء في هذا السياق كذكر الدليل مع المدلول، أو الحجة مع الدعوى، فهذه الآية صريحة، وليس يمكن حملها على أن ذلك يقع عند قيام الساعة وفساد العالم وخروجه عن متعاهد النظام، حيث هو نقض وإهدام وليس صنع وإحكام، وهذا المرور وإن لم يكن مبصراً محسوساً، لكنه معجزة للنبيّ صلى الله عليه وسلم؛ إذ لم يُخْبَر به غيره من الأنبياء”.
    وقال ابن عاشور: “هذه الآية معترضة من تخلل دليل على دقيق صنع الله تعالى في أثناء الإنذار والوعيد، ومر الجبال غير (السير) الذي في قوله تعالى: { وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ } (سورة الكهف 47)؛ وقت اختلال نظام العالم، و(صنع الله) اعتبارًا بحالة نظامها المألوف، وفي مادة صنع معنى التركيب والإيجاد، والإتقان إجادة؛ والهدم لا يحتاج إلى إتقان، و(الذي أتقن كل شيء) تعميم؛ أي هو صنع عجيب مماثل لأمثاله من الصنائع الإلهية، وهذا يقتضي أن مر الجبال من نوع التكوين واستدامة النظام؛ وليس من نوع الخرم والتفكيك، وليس في كلام المفسرين شفاء لبيان وجه تشبيه سير الجبال بسير السحاب، وفي هذا استدعاء لأهل العلم، فهذا من العلم الذي أودع في القرآن ليكون معجزة من الجانب العلمي يدركها أهل العلم، وخص الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام ادخار لعلماء أمته الذين يأتون في وقت ظهور هذه الحقيقة، إذ لا يتعلق بعلمه للناس مصلحة حينئذ، حتى إذا كشف العلم عنه من نقابه؛ وجد أهل القرآن ذلك حقاً في كتابه، فاستلوا سيف الحجة به وكان في قرابه”.
    وفي تفسير الخطيب: ” في الآية استعراض لبعض مظاهر قدرة الله وحكمته وتدبيره في خلقه، فهذه الجبال التي يراها الرائي فيحسبها جامدة هي في الواقع على غير هذا الظاهر؛ إنها تتحرك في انتظام كما يمر السحاب، حقيقة لا ترى بالعين، والتعبير (صُنْعَ اللَّهِ) فيه دعوة إلى البحث عن هذه الحقيقة؛ حقيقة كامنة تشهد بجلال الله، ولا تنكشف إلا بالعلم والنظر إلى ما خلف صفحة هذا الوجود من نظام، نظرًا يملأ القلوب روعةً وخشوعًا ورهبةً، والتعبير (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) تقرير لتأكيد روعة الصنعة وإحكامها بنظم مقدرة؛ وهذا لا يكون واقعا يوم القيامة والجبال وقد تناثرت أشلاء”.
    وفي تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي: “البعض فهم الآية على أن مرَّ السحاب سيكون في الآخرة، وقد جانبه الصواب لأنها ستتفتت وتتناثر؛ لا أنها تمر، والكلام هنا مبنيٌّ على الظن {تَحْسَبُهَا} وليس في القيامة ظن؛ إذا قامتْ أحداثها مُتيقنةٌ، ومن الأدلة التي تثبت صحة ما نميل إليه في معنى حركة الجبال أن قوله تعالى {صُنْعَ الله الذي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}؛ امتنان من الله تعالى بصنعته، والله تعالى لا يمتنُّ بصنعته يوم القيامة؛ إنما الامتنان علينا الآن ونحن في الدنيا ببيان دلائل قدرته وعلمه، ونفهم من هذا القول الكريم أن حركة الجبال ليست ذاتيةً كما يتحرك السحاب تبعاً لحركة الرياح”.

    وفي بداية القرن التاسع عشر لاحظ جورج إفرست George Everest أن قوة الجذب المُقاسة بميل البندول في جبال الهيميلايا بالهند أكبر من المُفترض بكثير، ولم يُعرف حينذاك السبب ولذا سميت الظاهرة المحيرة لغز الهند Puzzle of India. وفي عام 1855 استبعد جورج إيري George Airy أن تكون الجبال مثبتة على طبقة صلبة تحتها، فَمَهَّدَ للاستنتاج بأنها تطفو بالألواح القارية Plate Tectonics كالسفن قاعها عميق، حيث تمتد جذورها عميقًا في بحر من الصخور الحارة اللينة الأعلى كثافة؛ ورواسي السفن قديما هي صخور كبيرة تمتد عميقا تربطها حبال بجانبي السفينة لتثبيتها حتى لا تميد وتضطرب، فالدور الرئيسي إذن الذي تؤديه الجبال هو تثبيت ألواح الغلاف الصخري لا كوكب الأرض ذاته؛ والمعلوم أن لفظ الأرض في القرآن الكريم يأتي بدلالات متباينة يحددها السياق؛ كالكوكب والتربة والبلد، وقد يعني الغلاف الصخري المميز بالجبال أو ما يصطلح عليه في علوم الأرض Geology باسم الألواح القارية؛ وهو المعنى اللائق بجعل الجبال أوتادًا تثبت الأرض في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَاداً. وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً﴾ [النبأ: 6-7]، وقد شاغب المتربصون وقالوا أن القرآن يصرح بثبات كوكب الأرض عن الحركة حول نفسه وحول الشمس في قوله تعالى: ﴿أَمّن جَعَلَ الأرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ﴾ [النمل: 61]، وقوله تعالى: ﴿اللّهُ الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ قَرَاراً﴾ [غافر: 64]، وغفلوا عن تعدد دلالة لفظ (الأرض) بحسب قرائن السياق؛ وأنها لا تعني بالضرورة الكوكب، فلفظ (الأرض) في قوله تعالى: ﴿بَقَرَةٌ لاّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ﴾ [البقرة: 71]؛ في سياق يتعلق بوصف بقرة تثير الغبار أثناء أعمال الزراعة كالحرث وإدارة ساقية الماء يستقيم حمله على التربة لا الكوكب، ويستقيم حمل لفظ (الأرض) على الغلاف الصخري لا الكوكب؛ في سياق يتعلق بتمهيد غلافًا يحمي من الأخطار دونه بقرينة التمثيل بالبساط والمهاد في قوله تعالى: ﴿وَاللّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ بِسَاطاً﴾ [نوح: 19]، وقوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الأرْضَ مِهَاداً. وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً﴾ [النبأ: 6-7]؛ خاصة مع التمثيل بالرواسي في قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَىَ فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾ [النحل: 15+ لقمان:10]؛ وقوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ﴾ [الأنبياء: 31]، والسفن الطافية يمتد قاعها ورواسيها عميقا لئلا تميد فوق التيارات دونها، وهو نفس دور الجبال فوق تيارات عاتية دونها وفق صريح التعبير: ﴿أَأَمِنتُمْ مّن فِي السّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ﴾ [الملك: 16]، وتتحرك الألواح القارية ببطء ومعها الجبال، تدفعها تيارات الباطن؛ تمامًا كما تدفع تيارات الريح السحاب ليتحرك ببطء، ولا تفسير سوى الوحي لأوصاف القرآن الكريم تلك للغلاف الصخري وحركة قطعه المتجاورات التي تلتقي مع المعارف التي لم يدركها بشر سوى اليوم.
    #المصدر
    https://cutt.us/GrQdd
    0

  • Warning: Undefined array key "_snippet" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637
    /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644
    ">
    البناء الكوني كلمات قرآنية يردّدها علماء الغرب
    #إعجاز_القرآن

    ملخص البحث

    لقد بدأ علماء الكون حديثاً بإطلاق مصطلحات غريبة، فالصور التي رسمتها أجهزة السوبر كومبيوتر في القرن الحادي والعشرين أظهرت الكون وكأن المجرات فيه لآلِئ تزين العقد! ولذلك فهم يتحدثون اليوم عن زينة السماء بهذه المجرات، وأن هنالك نسيجاً كونياً تتوضع المجرات على خيوطه!! كذلك اكتشفوا أن الكون بناء محكم لا فراغ فيه فأطلقوا مصطلح “بناء” بدلاً من “فضاء”، لقد اكتشفوا أشياء كثيرة وما زالوا. وكل يوم نجدهم يطلقون أبحاثاً جديدة وينفقون بلايين الدولارات في سبيل هذه الاكتشافات، بل ويؤكدون هذه الاكتشافات عبر آلاف الأبحاث العلمية.

    والعجيب جداً أن القرآن الكريم تحدث بدقة فائقة عن كل هذه الأمور! والدلائل التي سنشاهدها ونلمسها من خلال هذا البحث هي حجّة قوية جداً على ذلك. وسوف نضع أقوال أهم الباحثين على مستوى العالم بحرفيتها، وبلغتهم التي ينشرون بها أبحاثهم، ومن على مواقعهم على الإنترنت، والتي يمكن لكل إنسان أن يرى هذه الأقوال مباشرة. ونتأمل بالمقابل كلام الله الحقّ عزّ وجلّ، ونقارن ونتدبّر دون أن نحمِّل هذه الآيات ما لا تحتمله من التأويلات أو التفسيرات.

    سوف نرى التطابق الكامل بين ما يكشفه العلم اليوم وبين ما تحدث عنه القرآن قبل قرون طويلة. وفي هذا إثبات على صدق قول الحق تبارك وتعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82].

    مقدمة

    إن أروع اللحظات هي تلك التي يكتشف فيها المؤمن معجزة جديدة في كتاب الله تعالى، عندما يعيش للمرة الأولى مع فهم جديد لآية من آيات الله، عندما يتذكر قول الحقّ عزَّ وجلَّ: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) [النمل: 93]. وفي هذا البحث سوف نعيش مع آية جديدة ومعجزة مبهرة وحقائق يقينية تحدث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، ويأتي علماء الغرب اليوم في القرن الحادي والعشرين ليردِّدوها بحرفيتها!!

    ولا نعجب إذا علمنا أن العلماء قد بدءوا فعلاً بالعودة إلى نفس التعبير القرآني! وهذا الكلام ليس فيه مبالغة أو مغالطة، بل هو حقيقة واقعة سوف نثبتها وفق مبدأ بسيط (من فَمِكَ أُدينُك). وفي هذا رد على كل من يدعي بأن القرآن ليس معجزاً من الناحية العلمية والكونية.

    فقد كانت تستوقفني آيات من كتاب الله تعالى لا أجد لها تفسيراً منطقياً أو علمياً، وبعد رحلة من البحث بين المواقع العلمية وما يجدّ من اكتشافات في علوم الفلك والفضاء والكون، إذا بي أُفاجأ بأن ما يكتشفه العلماء اليوم قد تحدث عنه القرآن بمنتهى الوضوح والدقة والبيان.

    ولكن هذه المرة حدث العكس، فقد لاحظتُ شيئاً عجيباً في الأبحاث الصادرة عن تركيب الكون ونشوئه وبنائه. فقد بدأ علماء الفلك حديثاً باستخدام كلمة جديدة وهي: (بناء). فعندما بدأ العلماء باكتشاف الكون أطلقوا عليه كلمة (فضاء) أي space ، وذلك لظنّهم بأن الكون مليء “بالفراغ”. ولكن بعدما تطورت معرفتهم بالكون واستطاعوا رؤية بنيته بدقة مذهلة، ورأوا نسيجاً كونياً cosmic web محكماً ومترابطاً، بدءوا بإطلاق مصطلح جديد هو (بناء) أي building .

    إنهم بالفعل بدءوا برؤية بناء هندسي مُحكم، فالمجرات وتجمعاتها تشكل لبنات هذا البناء، كما بدءوا يتحدثون عن هندسة بناء الكون ويطلقون مصطلحات جديدة مثل الجسور الكونية، والجدران الكونية، وأن هنالك مادة غير مرئية سمّوها بالمادة المظلمة أي dark matter ، وهذه المادة تملأ الكون وتسيطر على توزع المجرات فيه، وتشكل جسوراً تربط هذه المجرات بعضها ببعض(1).

    انتقادات واهية

    صدرت بعض المقالات مؤخراً يتساءل أصحابُها: إذا كانت هذه الحقائق العلمية والكونية موجودة في القرآن منذ 1400 سنة، فلماذا تنتظرون الغرب حتى يكتشفها ثم تقولون إن القرآن قد سبقهم للحديث عنها؟ ولماذا تحمّلون النص القرآني ما لا يحتمل من التأويل والتفسير؟

    والجواب نجده في نفس الآيات التي جاء فيها التطابق بين العلم والقرآن، فهذه الآيات موجهة أساساً للملحدين الذين لا يؤمنون بالقرآن، خاطبهم بها الله تعالى بأنهم هم من سيرى هذه الحقائق الكونية وهم من سيكتشفها. لذلك نجد البيان الإلهي يقول لهم: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].

    هذه الآية الصريحة تخاطب أولئك الذين يشككون بالقرآن، وأن الله سيريهم آياته ومعجزاته حتى يدركوا ويستيقنوا أن هذا القرآن هو الحق، وأنه كتاب الله تعالى. ويخاطبهم أيضاً بل ويناديهم بقوله تعالى: (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) [النساء: 82]. إذن لو كان هذا القرآن من عند بشر غير الله تعالى، لرأينا فيه الاختلافات والتناقضات، ولكن إذا رأيناه موافقاً ومطابقاً للعلم الحديث ولا يناقضه أبداً، فهذا دليل على أنه صادر من الله تبارك وتعالى فهو خالق الكون وهو منزِّل القرآن.

    وهذا هو هدف الإعجاز العلمي، أن نرى فيه التناسق في كل شيء، ولا نجد فيه أي خلل أو خطأ أو تناقض، وهذه مواصفات كتاب الله تعالى. بينما كتب البشر مهما أتقنها مؤلفوها سيبقى فيها التناقض والاختلاف والأخطاء. وأكبر دليل على صدق هذه الحقيقة القرآنية أن العلماء بدءوا يغيرون مصطلحاتهم الكونية: مثل (فضاء) إلى (بناء). إذن هم اكتشفوا أنهم مخطئون في هذه التسمية فعدلوا عنها إلى ما هو أدق وأصحّ منها بعدما اكتشفوا المادة المظلمة. ولكن القرآن المنزَّل من الذي يعلم أسرار السماوات والأرض، أعطانا التعبير الدقيق مباشرة، وهذا ما سنراه الآن.

    إن هذه الاكتشافات لو تمَّت على أيدي مؤمنين ثم قالوا إنها موجودة في القرآن إذن لشكَّك الملحدون بمصداقيتها، وقالوا بأنها غير صحيحة. ولكن المعجزة أنك تجد من ينكر القرآن يردِّد كلمات هذا القرآن وهو لا يشعر!!

    وفي هذا إعجاز أكبر مما لو تمَّ الاكتشاف على أيدي المؤمنين. ولو تتبعنا آيات القرآن الكونية نجدها غالباً ما تخاطب الملحدين البعيدين عن كتاب الله والمنكرين لكلامه تبارك وتعالى. فالمؤمن يؤمن بكل ما أنزل الله تعالى، وهذه الحقائق العلمية تزيده يقيناً وإيماناً بخالقه سبحانه وتعالى. أما الملحد فيجب عليه أن ينظر ويتأمل ليصل إلى إيمان عن قناعة، وليدرك من وراء هذه الحقائق صدق هذا الدين وصدق رسالة الإسلام.

    تطور الحقائق العلمية

    في القرن السابع الميلادي عندما نزل القرآن الكريم، كان الاعتقاد السائد عند الناس أن الأرض هي مركز الكون وأن النجوم والكواكب تدور حولها. لم يكن لأحد علم ببنية الكون، أو نشوئه أو تطوره. لم يكن أحد يتخيل الأعداد الضخمة للمجرات، بل لم يكن أحد يعرف شيئاً عن المجرات. وبقي الوضع كما هو حتى جاءت النهضة العلمية الحديثة، عندما بدأ العلماء بالنظر إلى السماء عبر التليسكوبات المكبرة، وتطور علم الفضاء أكثر عندما استخدم العلماء وسائل التحليل الطيفي لضوء المجرات البعيدة. ثم بدأ عصر جديد عندما بدأ هؤلاء الباحثون باستخدام تقنيات المعالجة بالحاسوب للحصول على المعلومات الكونية.

    ولكن وفي مطلع الألفية الثالثة، أي قبل خمس سنوات من تاريخ كتابة هذه المقالة، دخل علم الفضاء عصراً جديداً باستخدام السوبر كومبيوتر، عندما قام العلماء برسم مخطط للكون ثلاثي الأبعاد، وقد كانت النتيجة اليقينية التي توصل إليها العلماء هي حقيقة أن كل شيء في هذا الكون يمثل بناءً محكماً.

    “لبنات بناء”

    وهذا مثال على كلمات رددها علماء غربيون حديثاً وهي موجودة في القرآن قبل مئات السنين. ففي أحد الأبحاث التي أطلقها المرصد الأوروبي الجنوبي يصرح مجموعة من العلماء بأنهم يفضلون استخدام كلمة (لبنات بناء من المجرات) بدلاً من كلمة (المجرات)، ويؤكدون أن الكون مزيَّن بهذه الأبنية تماماً كالخرز المصفوفة على العقد أو الخيط!!


    مرفق (شكل (1) عندما نتأمل السماء من فوقنا نجدها تزدحم بالنجوم والمجرات والغبار والغاز والدخان الكوني. إن الدخان الكوني سوف يتحول إلى نجم لامع، إن العلماء اليوم يدرسون كيفية تشكل هذه النجوم والمجرات بدقة مذهلة، أي هم يدرسون كيف تم بناء الكون، أي هم ينظرون إلى السماء ويدرسون كيفية بنائها، والسؤال: أليست هذه الدراسة هي تطبيق لقول الله تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا)؟)

    ففي هذا البحث يقول بول ميلر وزملاؤه:

    “The first galaxies or rather, the first galaxy building blocks, will form inside the threads of the web. When they start emitting light, they will be seen to mark out the otherwise invisible threads, much like beads on a string“.

    وهذا معناه: “إن المجرات الأولى، أو بالأحرى لبنات البناء الأولى من المجرات، سوف تتشكل في خيوط النسيج. وعندما تبدأ ببث الضوء، سوف تُرى وهي تحدّد مختلف الخيوط غير المرئية، وتشبه إلى حد كبير الخرز على العقد” (2).

    وبعد أن أبحرتُ في الكثير من المقالات والأبحاث العلمية والصادرة حديثاً حول الكون وتركيبه، تأكدتُ أن هذا العالم ليس هو الوحيد الذي يعتقد بذلك، بل جميع العلماء يؤكدون حقيقة البناء الكوني، ولا تكاد تخلو مقالة أو بحث من استخدام مصطلح بنية الكون structure of universe .

    وهذا يدل على أن العلماء متفقون اليوم على هذه الحقيقة العلمية، أي حقيقة البناء. وذهبتُ مباشرة إلى كتاب الحقائق – القرآن، وفتَّشتُ عن كلمة البناء وما هي دلالات هذه الكلمة، وكانت المفاجأة أن هذه الكلمة وردت كصفة للسماء في قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [غافر: 64]. وفي آية أخرى نجد قوله أيضاً: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [البقرة: 22].

    وسبحان الله تعالى! كلمة يستخدمها القرآن في القرن السابع، ويأتي العلماء في القرن الحادي والعشرين ليستخدموا نفس الكلمة بعدما تأكدوا وتثبَّتوا بأن هذه الكلمة تعبِّر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة الكون وأنه بناء محكم، فهل هذه مصادفة أم معجزة؟!

    مرفق ( شكل (2) تظهر الصور الملتقطة حديثاً للكون وجود مادة مظلمة لا تُرى اتضح أنها تشكل أكثر من 95% من البناء الكوني. وأن كل ما نراه من مجرات وغبار وغاز ودخان كوني لا يشكل إلا أقل من 5 % من الكون. وهذه المجرات تظهر بألوان زاهية ومتنوعة ويشبهها العلماء اليوم بأنها كاللآلئ التي تزين العقد! وأن المادة والطاقة يملآن الكون فلا وجود للفراغ. إذن الحقيقة الكونية اليقينية التي يراها العلماء اليوم يمكن تلخيصها: “الكون هو بناء، وهو مزيَّن، ولا يوجد فيه فراغ أو شقوق”. والعجيب أن القرآن قد سبق هؤلاء العلماء ولخص لنا هذه الحقائق في آية واحدة في قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وزَيَّنَّاهَا وما لها مِنْ فُرُوجٍ)؟)

    لآلئ تزيِّن العقد!

    وفي أقوال العلماء عندما تحدثوا عن البناء الكوني نجدهم يتحدثون أيضاً عن تشبيه جديد وهو أن المجرات وتجمعاتها تشكل منظراً رائعاً بمختلف الألوان الأزرق والأصفر والأخضر مثل الخرز على العقد، أو مثل اللآلئ المصفوفة على خيط. أي أن هؤلاء العلماء يرون بناءً وزينةً.

    ففي إحدى المقالات العلمية نجد كبار علماء الفلك في العالم يصرحون بعدما رأوا بأعينهم هذه الزينة:

    Scientists say that matter in the Universe forms a cosmic web, in which galaxies are formed along filaments of ordinary matter and dark matter like pearls on a string.

    وهذا معناه: “يقول العلماء: إن المادة في الكون تشكل نسيجاً كونياً، تتشكل فيه المجرات على طول الخيوط للمادة العادية والمادة المظلمة مثل اللآلئ على العقد” (3).

    إذن في أبحاثهم يتساءلون عن كيفية بناء الكون، ثم يقررون وجود بناء محكم، ويتحدثون عن زينة هذا البناء. ويقررون أن الكون يمتلئ بالمادة العادية المرئية والمادة المظلمة التي لا تُرى، أي لا وجود للفراغ أو الشقوق أو الفروج فيه.

    وقد كانت المفاجأة الثانية عندما وجدتُ أن القرآن يتحدث بدقة تامة وتطابق مذهل عن هذه الحقائق في آية واحدة فقط!!! والأعجب من ذلك أن هذه الآية تخاطب الملحدين الذين كذبوا بالقرآن، يخاطبهم بل ويدعوهم للنظر والتأمل والبحث عن كيفية هذا البناء وهذه الزينة الكونية، وتأمل ما بين هذه الزينة كإشارة إلى المادة المظلمة، تماماً مثلما يرون!!! يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) [ق: 6 ]. والفروج في اللغة هي الشقوق كما في معجم لسان العرب.

    وتأمل أخي القارئ كيف يتحدث هؤلاء العلماء في أحدث اكتشاف لهم عن كيفية البناء لهذه المجرات، وكيف تتشكل وكيف تُزين السماء كما تزين اللآلئ العقد، وتأمل أيضاً ماذا يقول البيان الإلهي مخاطباً هؤلاء العلماء وغيرهم من غير المؤمنين: (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ) [ق: 6 ]. حتى الفراغ بين المجرات والذي ظنّه العلماء أنه خالٍ تماماً، اتضح حديثاً أنه ممتلئ تماماً بالمادة المظلمة، وهذا يثبت أن السماء خالية من أية فروج أو شقوق أو فراغ.

    كلمات قرآنية في مصطلحات الغرب!

    وسبحان الذي أنزل هذا القرآن! الحقُّ تعالى يطلب منهم أن ينظروا إلى السماء من فوقهم، ويطلب منهم أن يبحثوا عن كيفية البناء وكيف زيَّنها، وهم يتحدثون عن هذا البناء وأنهم يرونه واضحاً، ويتحدثون عن شكل المجرات الذي يبدو لهم كالخرز الذي يزين العقد. ونجدهم في أبحاثهم يستخدمون نفس كلمات القرآن!

    ففي المقالات الصادرة حديثاً نجد هؤلاء العلماء يطرحون سؤالاً يبدءونه بنفس الكلمة القرآنية (كيف) how، وعلى سبيل المثال مقالة بعنوان: “How Did Structure Form in the Universe?” ، أي “كيف تشكل البناء الكوني”. لقد استخدم هذا العالم نفس الكلمة القرآنية وهي كلمة (كيف) ولو قرأنا هذه المقالة نجد أنها تتحدث عن بنية الكون وهو ما تحدثت عنه الآية (كَيْفَ بَنَيْنَاهَا)!

    حتى إننا نجد في القرن الحادي والعشرين الجوائز العالمية تُمنح تباعاً في سبيل الإجابة عن هذا سؤال طرحه القرآن في القرن السابع أي قبل أربعة عشر قرناً، أليس هذا إعجازاً مبهراً لكتاب الله تعالى؟!

    ولكن الذي أذهلني عندما تأملتُ مشتقات هذه الكلمة أي (بناء)، أن المصطلحات التي يستخدمها العلماء وما يؤكدونه في أبحاثهم وما يرونه يقيناً اليوم، قد سبقهم القرآن إلى استخدامه، وبشكل أكثر دقة ووضوحاً وجمالاً.

    ولو بحثنا في كتاب الله جل وعلا في الآيات التي تناولت بناء الكون، لوجدنا أن البيان الإلهي يؤكد دائماً هذه الحقيقة أي حقيقة البناء القوي والمتماسك والشديد. يقول تعالى: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا) [النازعات: 27]. والعلماء يؤكدون أن القوى الموجودة في الكون تفوق أي خيال. ويمكن مراجعة الروابط في نهاية البحث لأخذ فكرة عن ضخامة القوى التي تتحكم بالكون، مثلاً الطاقة المظلمة! بل إن الله عز وجل قد أقسم بهذا البناء فقال: (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا) [الشمس: 5]. والله تعالى لا يُقسم إلا بعظيم.

    وهذا هو أحد العلماء يؤكد أن الكون بأكمله عبارة عن بناء عظيم فيقول:

    “One of the most obvious facts about the Universe is that it shows a wealth of structure on all scales from planets, stars and galaxies up to clusters of galaxies and super-clusters extending over several hundred million light years“.

    ومعنى هذا: ” إن من أكثر الحقائق وضوحاً حول الكون أنه يُظهر غِنىً في البناء على كافة المقاييس من الكواكب والنجوم والمجرات وحتى تجمعات المجرات والتجمعات المجرية الكبيرة الممتدة لمئات الملايين من السنوات الضوئية” (4).


    مرفق ( شكل (3) جدار من النجوم والدخان الكوني يبلغ طوله 1500 سنة ضوئية، هذا الجدار يوجد منه الملايين في الكون، إن الذي يتأمل اكتشافات العلماء في الكون وحديثهم عن وجود جدران كونية وجسور كونية تربط بينها يستنتج بأن الكون هو بناء هندسي عظيم. وسبحان الذي حدثنا عن هذا البناء قبل أن يكتشفه علماء الغرب بقرون طويلة فقال: (والسماءَ بناءً) [البقرة: 22]. وكلمة (بناء) الواردة في هذه الآية هي ذاتها التي يستخدمها العلماء اليوم “building”.)

    وهنا نتوقف لحظة ونتأمل

    هؤلاء العلماء ينكرون كلام الله وهو القرآن، ويقولون إنه من صنع محمد صلى الله عليه وسلم. وربما لا يؤمنون بوجود خالق لهذا الكون، فهم في تخبّط واختلاط. والعجيب أن الله تعالى يصف حالهم هذه في قوله عزّ وجلّ: (بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) [ق: 5]. أي أن هؤلاء المكذبين بالقرآن وهو الحقّ، هم في حيرة واختلاط من أمرهم.

    على الرغم من ذلك يدعوهم الله تعالى في الآية التالية مباشرة للنظر والتأمل في كيفية بناء وتزيين الكون، ويؤكد لهم أنه هو الذي بنى هذه المجرات وهو الذي جعلها كالزينة للسماء (كَيْفَبَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا) ، بل ويسخر لهم أسباب هذا النظر وأسباب هذه الاكتشافات، وذلك ليستدلوا بهذا البناء على الباني سبحانه وتعالى. وليخرجوا من حيرتهم وتخبُّطهم ويتفكروا في هذا البناء الكوني المتناسق والمحكم، ليستيقنوا بوجود الخالق العظيم تبارك وتعالى. والسؤال: أليست هذه دعوة من الله تعالى بلغة العلم للإيمان بهذا الخالق العظيم؟

    إن الدين الذي يتعامل مع غير المسلمين بهذا المنهج العلمي للإقناع، هل هو دين تخلف وإرهاب، أم دين علم وتسامح وإقناع؟!! ألا نرى في خطاب الله تعالى لغير المسلمين خطاباً علمياً قمَّةَ التسامح حتى مع أعداء الإسلام؟ أليس الإعجاز العلمي أسلوباً حضارياً للدعوة إلى الله تعالى؟

    إذا كان الإعجاز العلمي والذي هو الأسلوب الذي تعامل به القرآن مع أعدائه ودعاهم للنظر والتدبر، إذا كان هذا الإعجاز ـ كما يقول البعض ـ وسيلة غير ناجحة للدعوة إلى الله تعالى، إذن ما هي الوسيلة التي نخاطب بها الملحدين في عصر العلم والمادة الذي نعيشه اليوم؟

    في رحاب التفسير

    قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى، وقوله: (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها) يقول تعالى ذكره : أفلم ينظر هؤلاء المكذبون بالبعث بعد الموت المنكرون قدرتننا على إحيائهم بعد بلائهم، (إلى السماء فوقهم كيف بنيناها) فسوَّيناها سقفاً محفوظاً، وزيَّناها بالنجوم؟ (وما لها من فروج) يعني : وما لها من صدوع وفتوق . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

    وقال الإمام القرطبي رحمه الله: التفسير قوله تعالى : (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم) نظر اعتبار وتفكر وأن القادر على إيجادها قادر على الإعادة (كيف بنيناها) فرفعناها بلا عمد (وزيناها) بالنجوم (وما لها من فروج) جمع فرج وهو الشق. وقال الكسائي ليس فيها تفاوت ولا اختلاف ولا فتوق.

    وفي تفسير الطبري رحمه الله تعالى،نجده يقول: القول في تأويل قوله: (والسماء بناءً). قال أبو جعفر: وإنما سميت السماء سماءً لعلوِّها على الأرض وعلى سكانها من خلقه، وكل شيء كان فوق شيء آخر فهو لما تحته سماة. ولذلك قيل لسقف البيت: سماوة، لأنه فوقه مرتفع عليه. فكذلك السماء سميت للأرض سماء، لعلوِّها وإشرافها عليها. وعن قتادة في قول الله: (والسماء بناء)، قال: جعل السماء سقفاً لك.

    ونتساءل الآن: أليس ما فهمه المفسرون رحمهم الله تعالى من هذه الآيات، هو ما يكتشفه العلماء اليوم؟ أليست المادة تملأ الكون؟ أليست النجوم والمجرات كالزينة في السماء؟ أليست هذه السماء خالية من أي فروج أو شقوق أو فراغات؟ وهذا يؤكد وضوح وبيان النص القرآني وأن كل من يقرأ كتاب الله تعالى، يدرك هذه الحقائق كلٌّ حسب اختصاصه وحسب معلومات عصره.

    أوجه الإعجاز والسبق العلمي للآيات

    تساؤلات نكررها دائماً: لو كان القرآن من تأليف محمد عليه صلوات الله وسلامه، إذن كيف استطاع وهو النبي الأمي أن يطرح سؤالاً على الملحدين ويدعوهم للنظر في كيفية بناء الكون؟ كيف حدَّد أن النجوم تزين السماء؟ ومن أين أتى بمصطلح علمي دقيق مثل “بناء”؟ كيف علم بأن الكون لا يوجد فيه أية فراغات أو شقوق أو فروج أو تفاوت؟ من الذي علَّمه هذه العلوم الكونية في عصر الخرافات الذي عاش فيه؟

    إن وجود تعابير علمية دقيقة ومطابقة لما يراه العلماء اليوم دليل على إعجاز القرآن الكوني، ودليل على السبق العلمي لكتاب الله تعالى في علم الفلك الحديث. وفي كتاب الله تعالى نجد أن كلمة (بناء) ارتبطت دائماً بكلمة (السماء). وكذلك ارتبطت بزينة الكون وتوسعه، يقول تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]. والعجيب أننا لا نكاد نجد بحثاً حديثاً يتناول البناء الكوني، إلا ونجدهم يتحدثون فيه عن توسع الكون!! وهذا ما فعله القرآن تماماً في هذه الآية العظيمة عندما تحدث عن بنية الكون (بَنَيْنَاهَا) وعن توسع الكون (لَمُوسِعُونَ).

    أي أن القرآن هو أول كتاب ربط بين بناء الكون وتوسعه. وسؤالنا من جديد: ماذا يعني أن نجد العلماء يستخدمون التعبير القرآني بحرفيَّته؟ إنه يعني شيئاً واحداً وهو أن الله تعالى يريد أن يؤكد لكل من يشكّ بهذا القرآن، أنهم مهما بحثوا ومهما تطوروا لا بدّ في النهاية أن يعودوا للقرآن!

    هنالك إشارة مهمة في هذه الآيات وهي أنها حددت من سيكتشف حقيقة البناء الكوني، لذلك وجَّهت الخطاب لهم. ففي جميع الآيات التي تناولت البناء الكوني نجد الخطاب للمشككين بالقرآن، ليتخذوا من اكتشافاتهم هذه طريقاً للوصول إلى الله واليقين والإيمان برسالته الخاتمة.

    واستمع معي إلى هذا البيان الإلهي : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 21-24].
    #المصدر https://cutt.us/Lht4E

    0
  • تفسير سورة الكوثر #اللغة_الفرنسية
    تفسير سورة الكوثر #اللغة_الفرنسية
    6
    0

  • Warning: Undefined array key "_snippet" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637
    /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644
    ">
    تمدد الكون
    #إعجاز_القرآن

    أحدث الاكتشاف الرهيب الذي توصل إليه العالم الفلكي الأمريكي أدوين هابل عام 1929م إلى إحداث تغيير كبيرفي علوم الفضاء. وبسبب هذا الاكتشاف سمي منظار ناسا الشهير فيما بعد باسم (هابل) نسبة إلى هذا العالم.
    فبينما كان أدوين هابل يراقب النجوم بمنظاره… اكتشف أن لون الطيف الصادر من هذا النجم يتحول إلى اللون الأحمر ومعنى هذا حسب نظريات علم الفيزياء الفلكية astrophysics أنه عندما ينقلب لون الطيف الصادر من جسم سماوي (سوبر نوفا) إلى الأشعة الحمراء… فإن هذا يعني أن النجم يبتعد عن الأرض وأما إذا كان هذا النجم يقترب من الأرض فإن الطيف يظهر اللون الأزرق وكان هذا أول اكتشاف لهابل من ناحية حركة النجوم .
    وتابع هابل أبحاثة، فاكتشف أن النجوم لا تبتعد عن الأرض فحسب، بل يبتعد بعضها عن بعض .. بما يشبه البالون عند نفخه، أي أنك إذا رسمت نقاطا على البالون ثم نفخته تجد ان النقاط المنتشرة على سطح تبتعد بعضها عن بعض بما يجعلنا نتصور أن الكون كله يشبه ذلك البالون… وهذا يدل على أن هذا الكون في تمدد دائم كل ثانية…

    توصل أدوين هابل بعد ذلك إلى أن الكون يتمدد باستمرار وبسرعة متزايدة. واكتشف أيضاً أن المجرات التي ولدت تبتعد عن مركز الانفجار الأول وكذلك تبتعد عن بعضها البعض. هذا الاكتشاف دفع ببعض العلماء الفلكيين الآخرين إلى التساؤل حينذاك حول صحة هذا الاكتشاف وظن معظمهم بأن هابل قد أخطأ. فالفكرة كلها بدت صعبة التصديق لأن ذلك يستوجب الكثير من التغيير في طريقة التفكير التي كان يتبعها العلماء في نشأة الكون وأن الكون ثابت.
    وليس هذا فحسب بل إن الكون يتمدد بسرعة تزيد باطراد… على عكس ما كان يتوقع علماء الفيزياء المتأثرين بقوانين الجاذبية.. إلى أن اقتنعوا بوجود مادة سوداء في الكون لا يرونها وأنها هي السبب وراء تزايد سرعة التمدد…
    فهل أخبر القرآن عن ذلك؟
    نعم، لقد أخبر القرآن ذلك… اقرأ في سورة الذاريات هذه الآية الكريمة، يقول الحق تبارك وتعالى:
    {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (سورة الذاريات:47)
    “And the heaven we constructed with strength and indeed we are its expanders”
    إن كلمة موسعون تعني الاستمرارية أي أنها دليل على أن الكون مستمر في التمدد. في حين أن العلماء ما زالوا أمام ثلاث نظريات إحداها تقول بأن كثافة المادة (الكتلة/ الطاقة) في الكون أقل من القيمة الحرجة وبالتالي فإن المجرات افتكت من قوة الجاذبية مما يعني أن الكون سيتمدد إلى ما لا نهاية. فما هي هذه القيمة الحرجة للكثافة؟ إنها تساوي 10 مرفوع للقوة (-29 ) جرام / سم مكعب أي ما يساوي خمس ذرات هيدروجين في المتر المكعب. وهذا يعد قليلا بالنسبة لكثافة الماء التي تساوي 500 بليون بليون بليون ذرة هيدروجين في المتر المكعب.
    وأما النظرية الثانية فتقول إن كثافة المادة في الكون تساوي القيمة الحرجة وفي هذه الحالة فإن الكون يتمدد بفعل الانفجار الكوني الأول إلا أنه سيتباطأ إلى أن يصبح معدل التمدد صفرا وهذه تسمى نظرية الكون المسطح.
    والنظرية الثالثة فتقول إن كثافة المادة في الكون هي أكبر من الكثافة الحرجة وبالتالي فإن قوة الجاذبية ستتغلب وسيبدأ الكون بالانكماش إلى أن يحصل الانكماش الأول أو ما يمكن التعبير عنه بلغة القرآن بالرتق بعد الفتق.
    غيّر قانون تمدد الكون الذي اكتشفه أدوين هابل الطريقة التي كان علماء الفلك والفيزيائيون يفكرون بها، حيث كان الجميع ينظر إلى الكون أنه ساكن بما فيهم أينشتين، الأمر الذي دعاه إلى وضع ثابت التثاقل( عجلة التثاقل) في قانون النسبية العام كاحتياط أن يظهر شيء جديد يغير هذا القانون. وبعد اكتشاف هابل أن الكون يتمدد الكون، كان لابد لأينشتين أن يمحو ثابت التثاقل من قانونه، وقال في هذا الشأن أن “هذه أول مرة أندم فيها على خطأ كبير”.
    ومن منطلق أن الكون يتمدد… فإنه قابل للانكماش لأن أي شيء قابل للتمدد.. هو قابل للانكماش.. مما يدعونا، من حيث الحساب الكمي(Quantum Mech.) ، أن نعتقد أن الكون كان يوما حجمه مساو للصفر. ومن نفس القانون الكمي لابد وأن تكون طاقتها تساوي اللانهائية.

    وحين نعلم أن حجم هذا الكون بدأ من الصفر ، فلابد وأن يكون قد جاء من العدم….!
    إذن، لابد وأن يكون هناك خالق لهذا الكون أوجده من العدم..! ويقول تعالى في هذا كله : (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين) ( الأنبياء: 104)
    وتقول نظرية أينشتين… أن انفجارا حدث لهذه النقطة المتناهية في الصغر نتيجة وجود تلك الطاقة اللانهائية .. يسمي بالانفجار الكوني الأول. Big Bang وسميت هذه النظرية بنفس المسمى (نظرية الانفجار الكوني الأول…Big Bang Theorem..
    ومن هذا يسطع تفسير جديد ليفسر سورة الفجر يظهر العلم الحديث ليجدد القرآن ضوءه على العقل البشري المعاصر… بما يواكب خلود هذا القرآن… وهذا ما سنتكلم عنه.. في المقالات المقبلة أن شاء الله.
    ولكن هل يمكن أن يكون القرآن قد تكلم عن هذا الحدث العجيب…؟
    نعم.. تعالوا معي إلى الآية الكريمة رقم..(30) من سورة الأنبياء
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (سورة الأنبياء:30)

    Have not these who disbelieved seen that the heavens and the earth are joined entity before we clove them asunder and we made from water every living thing..? will they not then believe…

    مرفق رسم يوضح الانفجار الكوني الأول

    والمتأمل في الآية الكريمة يجد أن ما يراه الإنسان انفجارا عظيما هو بالنسبة لله تعالى فتقا لرتق … سبحان الله…وهناك عدة أدلة دامغة تؤيد نظرية الانفجار الكوني العظيم وتجعلها حقيقة كائنة وهي :
    الدليل الأول
    أثبت العلماء بما لا يدع مجالا للشك أن الكون آخذ في الاتساع عن طريق ما يعرف بالإزاحة الحمراء (Red Shift) لأطياف المجرات. وأن سرعة ارتداد المجرات يزداد كلما بعدت عنا، حتى أن سرعة أشباه المجرات “الكوازرات” تبلغ سرعة ارتدادها حوالي تسعة أعشار سرعة الضوء.. أي قرابة 270.000 كيلو متر في الثانية الواحدة. وإذا كان إثبات أن الكون يتسع يُعد أعظم كشف في القرن العشرين، فإن سبب الاتساع مازال يحير العلماء مع أن الأمر هين إذا اندرج تحت قدرة الله الذى يقول: ((وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)) (الذاريات:47). وبما أن الكون يتسع باستمرار منذ نشأته وحتى الآن فلابد أنه كان في بدايته مضموما؛ أي رتقا.
    الدليل الثاني
    الإشعاع الكوني الميكرويفي (Cosmic background Radiation)الذي تم رصده. وهذا الإشعاع مصدره الانفجار العظيم. إنها بقايا أصلية تمثل عينة من الانفجار الكوني الأول.

    مرفق صورة لخلفية الإشعاع الكوني كما تم تصويرها

    وأخيرا، يقول تعالى: ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) (فصلت:53).
    لقد وعد الحق تبارك وتعالى أن يري الإنسان.. في حال المستقبل آياته ومعجزاته في هذه الكون (الآفاق)، وكذلك في نفسه لأن قوته العظمى تكمن في هذين: آفاق الكون، والنفس البشرية.
    لقد وعد الله عبده أن يريه ما كان قد أخفاه عنه في الأيام الخالية.. الذي كان قد بلغ من البعد ما كاد به أن يخفي.. وما كان القرب ما كاد الا يري.
    وإن هذه الآيات الإعجازية.. في الآفاق.. قد كانت كائنة، منذ بداية الكون والخلق، أي منذ الانفجار الكوني الأول(Big Bang) ولكنها أغشيت عن أبصارنا.. حتى جاء وقت الاكتشافات العلمية.. فواكب ظهور ووضوح الآية القرآنية الإعجازية مع اكتشاف الآية الكونية.. وذلك حين ظهر التلسكوب في عام 1609م.. وبهذا أرانا الله بوعده الحق الذي كان خفي علينا رؤياه.. فيما مضى.. وهذه التي أشار الحق اليها بكلمة”في الآفاق”.
    #المصدر https://cutt.us/YdhHT
    0
  • تفسير سورة العصر #اللغة_الفرنسية
    تفسير سورة العصر #اللغة_الفرنسية
    4
    0
  • تفسير سورتي المسد والإخلاص #اللغة_الفرنسية
    تفسير سورتي المسد والإخلاص #اللغة_الفرنسية
    4
    0
  • تفسير سورتي الفلق والناس #اللغة_الفرنسية
    تفسير سورتي الفلق والناس #اللغة_الفرنسية
    2
    0
  • تفسير سورة الفاتحة #اللغة_الفرنسية
    تفسير سورة الفاتحة #اللغة_الفرنسية
    1
    0

  • Warning: Undefined array key "_snippet" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637
    /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644
    ">
    سرُّ الإعجاز الإلهي في النشأة الجنينية والخلق.. عِظة وعِبرة لكل إنسان
    #إعجاز_القرآن

    لقد خلق الله الإنسان خلقاً جمع بين المادة والروح، ولقد أثبتت بحوث العلماء التي تم إجراؤها على هذا المخلوق أنه مكون من جسم مادي وروح شفافة، جسم مشدود إلى الأرض وروح تتطلع إلى السماء، جسم له دوافعه وشهواته وروح تسمو به نحو الله، جسم له مطالب الحيوان، وروح لها أشواق الملائكة، ونفس لها طبيعة مزدوجة تحتوي على معنويات الخير والشر، والتقوى والفجور، وبذلك تطابقت بحوث العلماء مع ما جاء من آيات الله بالنسبة للخلق والتكوين.

    قال تعالى: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ” (المؤمنون، آية: 12 ـ 14)، تشير الآيات الكريمة إلى أطوار التكوين التي يمر فيها الإنسان حتى يصبح بشراً سوياً، ولقد أصبحت هذه الأطوار من أهم دراسات العلوم الطبية الحديثة، وكشفت هذه العلوم أسرار التعبير بهذه الألفاظ المخصوصة في هذه الأطوار، ومن هذه الآيات الكريمة نستطيع أن نحدد معالم أطوار الجنين الإنساني وهي: نطفة، علقة، مضغة مخلقة وغير مخلقة، عظام، لحم يكسو العظام، التسوية والتصوير والتعديل، نفخ الروح.

    أولاً ـ مرحلة النطفة: النطفة تطلق على عدة معان، منها: القليل من الماء والذي يعدل قطرة، ويبدأ مصطلح النطفة من الحيوان المنوي والبيضة، وينتهي بطور الحرث “الانغراس”، وتمر النطفة خلال تكونها بالأطوار التالية: ‌أ- الماء الدافق: يخرج ماء الرجل متدفقاً ويشير إلى هذا التدفق قوله تعالى: “فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ” (الطارق، آية: 5 ـ 6).

    مما يلفت النظر إلى أن القرآن يسند التدفق للماء نفسه، مما يشير إلى أن للماء قوة دفق ذاتية، وقد أثبت العلم في العصر الحديث أن المنويات التي يحتويها ماء الرجل لا بد أن تكون حيوية متدفقة متحركة وهذا شرط للإخصاب، وقد أثبت العلم أيضاً أن ماء المرأة الذي يحمل البيضة يخرج متدفقاً إلى قناة الرحم “فالوب”، وأن البيضة لا بد أن تكون حيوية متدفقة متحركة حتى يتم الإخصاب.

    ‌ب- السلالة: سلالة في اللغة بمعان منها انتزاع الشيء وإخراجه في رفق، كما تعني أيضاً السمكة الطويلة، أما الماء المهين فالمراد هنا (أي: في طور السلالة)، ويشير القرآن الكريم إلى ذلك كله في قوله تعالى: ” ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ” (السجدة ، آية : 8).

    ويشير الحديث النبوي الشريف إلى أن الإخصاب لا يحدث من كل ماء الذكر، وفي ذلك يقول رسول الله: “ما من كل الماء يكون الولد”. وهكذا فإن الخلق من الماء يتم من خلال اختيار خاص، والوصف النبوي يحدد بكل دقة كل هذه المعاني التي كشف عنها العلم اليوم.

    ‌ج- النطفة الأمشاج: تأخذ البيضة الملقحة شكل قطرة، وهذا يتفق تماماً مع المعنى الأول للفظ نطفة أي: قطرة ومعنى “نطفة الأمشاج” أي: قطرة مختلطة من ماءين. وهذه النطفة الأمشاج بقوله تعالى: ” إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ” (الدهر ، آية : 2).

    مكن للعلم اليوم أن يوضح ذلك المعنى الذي استدل عليه المفسرون من النص القرآني، فكلمة أمشاج من الناحية العلمية دقيقة تماماً، وهي صفة جمع تصف كلمة نطفة المفردة التي هي عبارة عن كائن واحد يتكون من أخلاط متعددة تحمل صفات الأسلاف والأحفاد لكل جنين، وتواصل هذه المرحلة نموها وتحتفظ بشكل النطفة، ولكنها تنقسم إلى خلايا أصغر تدعى قسيمات جرثومية، بعد أربعة أيام تتكون كتلة كروية من الخلايا تعرف التوتية بعد خمسة أيام من الإخصاب، تسمى النطفة كيس الجرثومة مع انتشار خلايا التوتية، خلال هذه الفترة ينطبق مصطلح “نطفة أمشاج”، وتبدأ نتائج تكوينها بالظهور، وهي: الخلق: وهو البداية الحقيقية لوجود الكائن الإنساني، ومن ثم التقدير (البرمجة الجينية)، وقد أشار القرآن إلى هاتين العمليتين المتعاقبتين ((الخلق والتقدير)) في أول مراحل النطفة الأمشاج في قوله تعالى: ” قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ” (عبس ، آية : 17 ـ 19)، ومن ثم تحديد الجنس، ويتضمن التقدير الذي يحدث في النطفة الأمشاج تحديد الذكورة والأنوثة، وإلى هذا تشير الآية الكريمة: ” وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى” (النجم ، آية : 45 ـ 46).


    مراحل تخلق النطفة من تلقيح البويضة الى مرحلة الحرث او الانغراس
    د- الحرث: تبقى النطفة إلى ما قبل طور الحرث (الانغراس) متحركة وتظل كذلك حين تصير أمشاجاً وبعد ذلك، وبالتصاقها بالرحم تبدأ مرحلة الاستقرار التي أشار إليها الحديث النبوي: “يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين يوما”، وفي نهاية مرحلة النطفة الأمشاج ينغرس كيس الجرثومة في بطانة الرحم بما يشبه انغراس البذرة في التربة في عملية حرث الأرض وإلى هذه العملية تشير الآية الكريمة: ” نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ” (البقرة، آية: 222)، وبهذا الانغراس يبدأ طور الحرث ويكون عمر النطفة حينئذ ستة أيام. وتنغرس النطفة “كيس الجرثومة” في بطانة الرحم بواسطة خلايا تنشأ منها تتعلق بها في جدار الرحم، والتي ستكون في النهاية المشيمة، كما تنغرس البذرة في التربة.

    ــ ويستخدم علماء الأجنة الآن مصطلح (انغراس) في وصف هذا الحدث، وهو يشبه كثيراً في معناه كلمة الحرث في العربية. ــ طور الحرث هو آخر طور في مرحلة النطفة، وبنهايته ينتقل الحمل من شكل النطفة، ويتعلق بجدار الرحم ليبدأ مرحلة جديدة وذلك في اليوم الخامس عشر.

    وفي العصر الذي ذكر فيه القرآن هذه المعلومات عن المرحلة الأولى للتخلق البشري، كان علماء التشريح من غير المسلمين يعتقدون أن الإنسان يتخلق من دم المحيض وظل هذا الاعتقاد رائجاً حتى اختراع المجهر في القرن السابع عشر وما تلاه من الاكتشافات للحيوان المنوي والبيضة، كما ظلت أفكار خاطئة أخرى سائدة حتى القرن الثامن عشر، حيث عرف أن كلاً من الحيوان المنوي والبيضة ضروريان للحمل، وهكذا فإنه بعد قرون عديدة تمكن العلم البشري من الوصول إلى ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية قبل 1400 عام.

    ثانياً: مرحلة العلقة: وهي الطور الثاني الذي تنتقل إليه النطفة، ويبدأ العلوق منذ اليوم السابع “منذ التلقيح” عندما تتلصق الكرة الجرثومية بجدار الرحم وهناك جملة تعلقات في هذه المرحلة: تعلق أولي بواسطة الخملات الدقيقة، ثم تعلق ثانٍ بواسطة الخلايا الآكلة، ثم تعلق ثالث بواسطة الخملات المشيمية، ثم تعلق رابع يربط بين الجنين الحقيقي وبين الغشاء المشيمي بواسطة المعلاق، ولا شك: أن أهم ما يميز هذه المرحلة هو هذا التعلق، وإن وصف العلقة، العالقة بجدار الرحم والمحاطة بالدم المتجمد “المتخثر” هو أدق وصف لهذه المرحلة.


    صورة لجنين في الاسبوع السابع
    وتستغرق هذه المرحلة أسبوعين تقريباً ينمو خلالها القرص الجنيني إلى لوح كمثري الشكل، وفي نهاية هذه الرحلة تنكشف الطبقة المتوسطة القريبة من محور الجنين لتشكل الكتل البدنية، ويبدأ ظهور أول كتلة بدنية في اليوم العشرين أو الواحد والعشرين منذ التلقيح، وعندئذ تكون العلقة قد تحولت إلى مضغة، وفي هذه المرحلة نجد أن الكرة الجرثومية التي كانت قبيل العلوق لا تزيد عن (1,2) نصف مليمتر قد أصبحت بعد العلوق بأسبوع واحد فقط مليمتراً ونصف، وفي نهاية الأسبوع الثالث، منذ التلقيح، يصبح طول اللوح الجنيني ملميترين ونصف.

    ولاكتها ثم قذفتها هو أصدق وصف وأدق لهذه المرحلة.

    ثالثاً: مرحلة العظام واللحم: وهي مرحلة تستغرق الأسبوع الخامس والسادس، والسابع، وفي الأسبوع السادس تكون هذه الهياكل الغضروفية لعظام الأطراف العلوية يسبق الطرف السفلي ببضعة أيام، وأول علامة على وجود عضلات الأطراف تظهر في هذا الأسبوع، ومعنى هذا أن العظام تسبق العضلات، ثم تكسو العضلات العظام وصدق الله العظيم حيث يقول: ” فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا”.

    رابعاً: ثم أنشأناه خلقاً آخر: وهو التصوير والتسوية والتعديل ثم نفخ الروح لقوله تعالى: “ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء” (آل عمران ، آية : 6).

    ويقول عز من قائل: ” يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ” (الانفطار ، آية : 6 ـ 8).

    إن عملية التسوية والتعديل عملية مستمرة في بناء جسم الإنسان منذ أن كان جنيناً إلى أن يصبح شيخاً هرماً، ولكن هذه التسوية والتعديل أبرز ما تكون في الجنين، ولا يمكن أن تتم التسوية والتعديل إلا بعد وضع الأسس، والأسس لجميع الأعضاء توضع في الفترة ما بين الأسبوع الرابع والثامن، ولهذا تعتبر هذه الفترة هي الفترة الحرجة التي تكونت فيها الجينات أشد ما تكون قابلة للتغيير، ولذا فإن تأثير الأدوية والعقاقير أو الأشعة أو الحميات تكون في أوج تأثيرها على الجنين في هذه الفترة.
    #المصدر https://cutt.us/RJHKJ
    0

  • Warning: Undefined array key "_snippet" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637
    /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644
    ">
    التصوير القرآني لأضرار الصعود في الفضاء
    #إعجاز_القرآن

    يقول الله تعالى في كتابه المجيد : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّد فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ(.

    أورد النيسابوري في ” غرائب القرآن ورغائب الفرقان “ قول الليث حول شرح الصدر وضيقه : شرح الله صدره فانشرح، أي : وسعه بقبوله ذلك الأثر، ولا شك أن توسيع الصدر غير ممكن على سبيل الحقيقة، ولكن هاهنا معنىً وهو : أنه إذا اعتقد الإنسان في عمل من الأعمال أن نفعه زائد وخيره راجح، مال طبعه إليه، وقوى طلبه ورغبته في حصوله، وظهر في القلب استعداد شديد لتحصيله، فسميت هذه الحالة : سعة الصدر” وإن حصل في القلب علم أو أعتقاد أو ظن بكون ذلك العمل مشتملاً على ضرر زائد، ومفسدة راحجة، دعاه ذلك إلى تركه، وحصل في النفس بنوةٌ (إعراض) عن قبوله، فيقال لهذه الحال ” ضيق الصدر” لأن المكان إذا كان ضيقاً لم يتمكن الداخل من الدخول إليه، وإذا كان واسعاً قدر على الدخول فيه.

    وأكثر استعمال شرح الصدر في جانب الحق والإسلام.

    وفي معنى قول الله تبارك وتعالى : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء)يقول ابن كثير في (تفسير القرآن العظيم) : وقال ابن المبارك عن ابن جريج : ضيقاً حرجاً بلا إله إلا الله، حتى لا يستطيع أن تدخله، كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه. ويورد النيسابوري قول الزجاج ” الحرج “ في اللغة أضيق الضيق، ثم (يصّعَّد في السماء) كأنما يزاول أمراً غير ممكن، لأن صعود السماء يمتنع ويبعد عن الاستطاعة، فكان الكافر في نفوره من الإسلام وثقله عليه بمنزلة من يتكلف الصعود إلى السماء… وأما كلام النيسابوري بعدم الاستطاعة على صعود البشر السماء فثبت خطأه في القرن العشرين الميلادي، إذ استطاع البشر أن يصعدوا في طبقات السماء ” الأولى ” ويجوزوا الفضاء ويتجولوا بين أجرامه.

    ونعود إلى كلام النيسابوري في شرح وتفسير قول الله تبارك وتعالى : (كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ)[الأنعام : 125]، أي : كما جعل ضيق الصدر في قلوبهم، كذلك يجعل الرجس عليهم. أما الرجس فتنوع معانيه عند المفسرين، بين الشيطان، وما لا خير فيه، والعذاب، واللعنة في الدنيا، والعذاب في الآخرة.

    ومن المفسرين المحدثين محمد الطاهر بن عاشور الذي يقول في تفسيره المسمى (التحرير والتنوير) : إن حال المشرك حين يدعى إلى الإسلام أو حين يخلو بنفسه فيتأمل في دعوة الإسلام، بحال الصاعد، فإن الصاعد يضيق تنفسه في الصعود… والسماء يجوز أن تكون بمعناها المتعارف ويجوز أن تكون الجو الذي يعلو الأرض.

    ويقول الدكتور : محمد محمود حجازي في (التفسير الواضح) : فمن يرد الله أن يهديه للحق ويوفقه للخير يشرح صدره للقرآن، ويوسع قلبه للإيمان، فعند ذلك يستنير الإسلام في قلبه ويتسع له صدره. وهكذا يكون عند من حسنت فطرته، وطهرت نفسه وكان فيها استعداد للخير وميل إلى أتباع الحق. ومن فسدت فطرته، وساءت نفسه، إذا وطلب إليه أن ينظر في الدين ويدخل فيه، فإن يجد في صدره ضيقاً، وأي ضيق، كأنه كلف من الأعمال مالا يطيق، أو أمر بصعود السماء، وأصبح حالهم كحال الصاعد في طبقات الجو….. والمرتفع في السماء… كلما ارتفع وخف الضغط عليه شعر بضيق في النفس وحرج في القلب.
    في هذه الآية القرآنية [125/سورة الأنعام] معجزة علمية، وضحت حقيقتها مؤخراً.. وهي انخفاض الضغط الجوي بالصعود في طبقات الجو، مما يسبب ضيق صدر الصاعد حتى يصل إلى درجة الاختناق، فتكون الآية تشبيه حاله معنوية بهذه الحالة الحسية التي لم تُعرف إلا في عصرنا الحاضر. ونوجز شرح هذا فيما يلي:

    اكتشف تورشيللي (1608ـ 1647م) في عام 1643م أن سائل الزئبق يمكن ضخه في أنبوب إلى الأعلى بفعل الضغط الجوي حتى يصل ارتفاعه إلى 76سم [30بوصة] فقط . وعلى هذا الأساس أمكن استنتاج أن عموداً مماثلاً من الهواء وزنها مساوٍ لوزن كمية الزئبق الموجودة في الأنبوب، وذلك حتى ارتفاع 76سم. وأكد تورشيللي صحة نظريته بأن حمل عموداً من الزئبق إلى قمة جبل من الغلاف الجوي قد أصبح آنذاك تحته، ومن ثم فلن يبذل هذا الجزء أية قوة على عمود الزئبق.

    ثم توصل الإنسان إلى أنه كلما ارتفع عن مستوى سطح البحر كلما نقص وزن الهواء، وذلك نتيجة لنقص سمك الغلاف الغازي من جهة، وتخلخل الهواء انخفاض كثافته من جهة أخرى.. ويتأثر هذا ـ أيضاً ـ تبعاً لاختلاف درجة الحرارة… ولم يتوصل الإنسان إلى معرفة هذا الظاهرة إلا في القرن التاسع عشر (1804م) حينما صعد بالبالون لأول مرة إلى طبقات الجو ظاناً بأن الهواء ممتد إلى مالا نهاية…!!!

    لقد أصبح التفسير العلمي لظاهرة الضيق والاختلاف عند الصعود في طبقات الجو العليا معروفاً الآن بعد سلسلة طويلة من التجارب والأرصاد التي أجراها العلماء لمعرفة مكونات الهواء وخصائصه، خصوصاً بعد أن تطورت أجهزة الرصد والتحليل المستخدمة للارتفاعات المنخفضة أو المحمولة بصورايخ وأقمار صناعية لدراسة طبقات الجو العليا . وتدل القياسات على أن الغلاف الجوي ( الغازي) للأرض متماثل التركيب (التكوين)، بسبب حركة الهواء التي تؤدي إلى حدوث عمليات الخلط الرأسي والأفقي (خصوصاً على الارتفاعات المنخفضة )، فتظل نسب مكونات الهواء ثابتة تقريباً حتى ارتفاع 80 كيلومتراً.

    ولقد ثبت أن الضغط الجوي يقل مع الارتفاع عن سطح الأرض، بحيث ينخفض إلى نصف قيمته تقريباً كلما ارتفعنا مسافة 5 كيلومترات عن مستوى سطح البحر، بشكل مطرد. وطبقاً لهذا، فإن الضغط الجوي ينخفض فيصل إلى ربع قيمته على ارتفاع 10 كيلومترات، وإلى 1% من قيمته الأصلية على ارتفاع 30 كيلومتراً .

    كما تتناقص كثافة الهواء بدورها تناقصاً ذريعاً مع الارتفاع حتى تقارب شبه العدم عند ارتفاع 1000كيلو متراً تقريبا من سطح الأرض.

    ومن ناحية أخرى، فإن الأكسجين يقل في الجو كلما ارتفعنا إلى الأعلى، نظراً لنقصان مقادير الهواء، فإذا كان الأكسجين عند السطح 200 وحدة مثلاً، فإنه على ارتفاع 10 كيلومترات ينخفض فيصل إلى 40 وحدة فقط، وعلى ارتفاع 20 كيلومتر يزداد نقصانه لتصبح قيمته 10 وحدات فقط، ثم تصل قيمته إلى وحدتين فقط على ارتفاع 30 كيلومترا.

    وهكذا، يمكن أن يضيق صدر الإنسان ويختنق بصعوده إلى ارتفاعات أعلى من 10 كيلومتراً، إن لم يكن مصوناً داخل غرفة مكيفة، وذلك نتيجة لنقص الضغط الجوي، ونقص غاز الأوكسجين اللازم للتنفس.. وبدون هذه الغرفة المكيفة يصاب الإنسان بالكسل والتبلد ويدخل في حالة من السبات وفقدان الذاكرة، ويتعرض لأضرار الأشعة الساقطة عليه من خلال الغلاف الجوي … ويصاب بحالة [ديسبارزم] فينتفخ بطنه وتجاويف جسمه، وينزف من جلده، ويتوقف تنفسه، ويتدمر دماغه، ويدخل في غيبوبة الموت.

    كما أثبت علم طب الفضاء إصابة الصاعد في طبقات الجو العليا دون الاحتماء في غرفة مكيفة ـ بالإعياء الحاد، وارتشاح الرئة، وأوديما الدماغ، ونزف شبكية العين، ودوار الحركة، واضطراب التوجه الحركي في الفضاء، واحمرار البصر ثم اسوداد البصر فهو أعلى حالات ” الهلوسة البصرية “، إذ الأعين موجودة وسليمة وظيفياً لكن الضوء غير موجود، حيث لا يوجد في طبقات الجو العليا سوى الظلام الحالك، فيظن الصاعد في تلك الطبقات أنه قد أصابه سحر أفقده القدرة على الإبصار، وقد يكون هذا ما يشير إليه القرآن الكريم : (ولو فتحنا عليهم ..

    ونعود إلى الآية الرئيسية في موضوعنا، وهي قول الله تعالى : (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) [سورة الأنعام :125].

    لنرى كم هي بليغة، وكم هي معجزة، فهي بليغة إذ تشبه حال الكافر المعاند الذي يكابر ويرفض هداية الله،وإتباع الوحي الذي أنزل على خاتم الرسل والأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الكافر المعاند المكابر يضيق صدره كلما ابتعد عن هدي الله، أي : كلما ضل عن الطريق الإسلامي، وقد سبق أن أشرنا إلى ” الحرج ” بأنه أضيق الضيق، فهل تجد بعد هذا بلاغة وقوة في التعبير والتشبيه؟!

    كما أنها آية معجزة، إذ أوضحت ظاهرة جوية وحقيقة فضائية لم يتوصل العلماء إلى معرفتها إلا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين الميلاديين، وهي الضيق والاختناق لكما أرتفع الإنسان في طبقات الجو، أي : في السماء والسماء هي كل ما علاك، وهي المعنى المعروف لمعظم الناس، وهو من المعاني الصحيحة لهذه الكلمة القرآنية .. وسبحان من هذا كلامه.
    #المصدر https://cutt.us/1ON6o

    0

  • Warning: Undefined array key "_snippet" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637
    /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644
    ">
    فذروه في سنبله.. إعجاز علمي جديد
    #إعجاز_القرآن

    يقول الله تعالى سبحانه وتعالى:{يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف و سبع سنبلات خضر و أخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون. قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون. ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس و فيه يعصرون} 45/49 . صدق الله العظيم.

    عندما نشئت المجتمعات البدائية كانت هناك تحولات جذرية قادتهم من اقتصاد البدو الرحل إلى اقتصاد يعتمد على الزراعة البدائية من جني لثمار و مزروعات. وكانت هناك بعض المشاكل منذ القدم حول التخزين بعد الجني و ما يلاحقها من إتلاف. أصبحت مشكلة النقص الغذائي التي تعاني منها الدول النامية من المشاكل التي تستأثر باهتمام الدارسين و الباحثين في مجال التنمية القروية أو الريفية باعتبار هذه الدول مستوردة للغذاء و تجد صعوبة في ضمان أمنها الغذائي، و مما يزيد مشكلة التغذية حدة ذلكم التزايد غير المتوازن مع الإنتاج الزراعي تبعا لتخلف هذه الدول ولعجزها عن توظيف التقنيات الحديثة في تطوير الإنتاج.

    إن النمو الزراعي يستلزم بالأساس الزيادة في الإنتاج و الاستغلال الأمثل و الأنجع للمنتجات الزراعية.

    في عالمنا الحالي ان الخسارة بعد الجني تقدر ب %5 إلى % 10 من المنتوج العالمي من الحبوب. وهذه الخسارة قد تتعدى % 30 في المجتمعات المتأخرة تكنلوجيا ( المنظمة العالمية للزراعة و التغذية). في المغرب و الدول النامية الأخرى تشكل زراعة الحبوب إحدى الركائز للاقتصاد الوطني و تساهم ب 3/1 الناتج الداخلي الزراعي الخام. إن المنتوج الوطني من الحبوب يتأثر مباشرة بالمتقلبات المناخية و كذلك بالتقانات الحية المستعملة للانتقاء الأنواع الجيدة و ذات المردودية العالية و يعد مفهوم تخزين البذور في السنابل حسب ما ورد في الآية الكريمة (سورة يوسف 45/49) نظاما أساسيا للحفاظ على الإنتاج في ظروف بيئية قاسية، و هذا ما يجمع بين الزراعة و تقنيات التخزين و الحفاظ على المنتوج، كما يعد هذا التخزين نظاما ثقافيا تخوض بواسطته الجماعات البشرية معركة حقيقية لضمان إعادة الإنتاج باتباع استراتيجية متنوعة (تقنية و سلوكية و اجتماعية) من أجل البقاء، و هو ما يسمى بتدبير الإنتاج.

    و من أوجه الإعجاز في قوله تعالى و ما حصدتم فذروه في سنبله إفادة أن التخزين بإبقاء الحبوب في سنابلها هو أحسن التقنيات و الأساليب للحفاظ على الحبوب المحفوظة داخل السنابل من غير أن ينال منها الزمن.

    إن الذي يوقفنا في الآية ملحوظتان علميتان:

    أولهما، تحديد مدة صلاحية حبة الزرع في خمس عشرة سنة هي حصيلة سبع سنوات يزرع الناس و يحصدون خلالها دأبا و تتابعا و هي سنوات الخصب و العطاء، يليها سبع سنواة شداد عجاف هي سنوات الجفاف يليها سنة واحدة هي السنة الخامسة عشرة و فيها يغاث الناس و فيها يعصرون من الفواكه. و قد أفاد البحث العلمي أن مدة 15 سنة هي المدة القصوى لاستمرار الحبوب محافظة على طاقة النمو و التطور فيها.

    و الثاني، طريقة التخزين وهو قوله تعالى فذروه في سنبله. و هي الطريقة العلمية الأهم في بحثنا.

    في البداية الرسم رقم 1 يبين لنا مراحل نمو القمح و تطوره.

    في هذه المراحل نستوحي قوله تعالى { ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج منه زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب} فهذه المراحل المذكورة في كتاب الله هي الأدق في تطور الزرع وفي إطار ترك البذور أو الحبوب في السنابل حسب ما ورد في سورة يوسف “فذروه في سنبله قمنا ببحث تجريبي مدقق حول بذور قمح تركناها في سنبلها لمدة تصل إلى سنتين مقارنة مع بذور مجردة من سنابلها. و أظهرت النتائج الأولية أن السنابل لم يطرأ عليها أي تغيير صحي و بقيت على حالها % 100 (الصورة رقم 2).

    العوامل المختلفة و التي تلعب دورا في تغيير أو فساد البذور.

    إن عامل الزمن يدخل في سرعة تفاعلات التدهور و التمزق الذي يمكن من معرفة المدة القصوى للتخزين.

    *الحرارة لها تأثير مباشر مهم في رفع الإرتجاجات الجزئية. إن ارتفاع الحرارة يؤدي إلى ارتفاع تصادم الجزيئات مما يسهل تفاعلات التدهور و التمزق.

    * مقدار الأكسجين و ثاني أكسيد الكربون يدخل في طريقة الإستقلاب الحيهوائي و لاحي هوائي للمتعضيات المجهرية و الخلايا الحية للحبوب. هذا المقدار يلعب دورا كذلك في التفاعلات الأنزيمية و الكيميائية على مستوى الأكسدة.

    * التمييه هو العامل الأكثر أهمية في تقنية التخزين و يعد القاعدة الأساسية لفساد الحبوب.

    حفظ الجودة و النوعية للمواد الغذائية.

    إن هدف استعمال التكنلوجيا في تخزين هي وقاية من جميع الوسائل التي قد تؤدي إلى ضرر خاصة في نوعية وجودة الحبوب. هذه الوسائل التكنلوجية يمكن أن تبقي القيمة الصحية والغذائية إلى درجة عالية. في هذا المصطلح للنوعية هناك مظاهر مختلفة يمكن استخلاصها

    1. القيمة الغذائية.

    في هذا الصدد غياب أو عدم وجود مواد سامة يشكل المعيار الأول و المهم عند الاستعمال للتغذية البشرية أو الحيوانية. و يحبذ التحقق من غياب التعفنات من بكتيريا و فطريات و بقايا المواد السامة المستعملة في الزراعة. إن معيار الجودة للتغذية من رائحة و ذوق و لون و تركيبة و نسجة الخ. للحبوب و بالخصوص للمواد الناتجة عن استعمال هذه الحبوب مثل عجينة الخبز.

    2. القيمة التكنلوجية.

    هذا النوع من القيمة يشكل القدرة على الاستعمال في الصناعات الأولية.

    المواد و التقنيات المستعملة في البحث.

    3. المواد الحية.

    إن البحث الذي قمنا به كان على عينات من الحبوب بعد جني لسنة 1419ه لحبوب قمح صلب. 3 عينات استعملت هي بذور في سنابلها و بذور معزولة من سنابلها لمدة سنة و سنتات على التوالي. النباتات المنحدرة من هذه البذور استعملت في التجارب أيضا.

    4. التقنيات

    2.2) إنبات البذور

    تبدأ العملية الأولى بإبادة الجراثيم بواسطة ماء جافيل لمدة 5 دقائق بعد ذلك تشللت 5 مرات بماء مقطر.ثم خضعت البذور إلى تبليل تحت ورقة مرشح جد مبللة بماء مقطر الكل في علبة بتري. الإنبات حصل تحت حرارة °C 25.

    2.2) زرع النبيتات

    النبيتات التي حصلنا عليها بعد إنبات البذور المذكورة سلفا نقلت إلى أصيص مملوء برمل معقم (يومين تحت حرارة 100 ). الإنبات قيد تحت حرارة °C 22 وِ16 ساعة من الضوء الاصطناعي. الوسط الزراعي متكون من العناصر المغذية الكاملة.

    النبيتات المحصول عليها استعملت في دراسة النمو الجذعي و الجذري للنبات و كذلك لاستخلاص و معايرة صبغة اليخضور.

    2.3) تفريق انفصال صبغة اليخضور.

    في هذا الانفصال استعملنا التحليل الكروماتوغرافي على طبقة رقيقة من السليكا. التفريق حصل بواسطة محلول مكون من أثير البترول/ اسيتون/ البنزين بمقاديرأحجام 34/12/6.

    النتائج

    اهتممنا في هذه الدراسة إلى:

    تأثير طريقة التخزين على نزاهة البذرة.

    1. الحالة الصحية

    بعد مضي سنتين من التخزين يمكننا أن نلاحظ بالعين المجردة حالة الحبوب في سنابلها و حالتها كذلك معزولة عن سنابلها. إن الصورة رقم 2 تبين لنا عدم التعفن من أي نوع كان لسنابل اختزنت في مكان لم تراعى فيه الشروط الصحية للتخزين و السنابل بقيت على حالها بنسبة % 100. مع العلم أن مكان التخزين كان عاديا و لم يراع فيه أي شرط من شروط الحرارة أو الرطوبة أو ما إلى ذلك

    2. الوزن الطري

    في هذا الإطار تبين أن البذور التي تركناها في سنابلها فقدت كمية مهمة من الماء و أصبحت جافة مع مرور الوقت بالمقارنة مع البذور المعزولة من سنابلها، و هذا يعني أن نسبة 20.3% من وزن القمح المجرد من سنبله مكون من الماء مما يؤثر سلبا على مقدرة هذه البذور من ناحية زرعها و نموها و من ناحية قدرتها الغذائية لأن وجود الماء يسهل من تعفن القمح و ترديه صحيا.

    3. مقارنة القدرة الإنباتية

    إن دراسة القدرة الإنباتية أاثبتت القدرة الفائقة و السرعة المتفوقة للإنبات بالنسبة للحبوب المخزنة في السنابل (الصورة رقم 2).

    الصورة رقم 2. نمو بذور القمح أ: بقيت في سنابلها- ب: معزولة عن سنابلها لمدة سنة – ج : معزولة عن سنابلها لمدة سنتين

    دراسة تأثير نوع التخزين على الحبوب و النباتات المنحدرة منها. في هذا الجزء من البحث اهتممنا بدراسة بعض مقاييس الشكل الخارجي و الفيزيولوجي للنبيتات المنحدرة من حبات قمح في سنابلها و حبات معزولة لمدة 1 سنة و 2 سنتين من سنابلها. وهذه المقاييس تتلخص في :

    * نمو الجذوع

    *نمو الجذور

    *مقدار اليخضور

    * القدرة التنفسية

    هذه المقاييس تعطي بشكل دقيق مدى صحة النباتات. الصورة رقم 3 مكنت من مقارنة نمو نبتة منحدرة من حبة تركت في سنابلها لمدة سنتين و أخرى عزلت من سنابلها لنفس المدة. النتيجة توضح أن التخزين في السنابل مكن من إعطاء نمو جيد مقارنة مع أخرى معزولة عن سنابلها.


    و الرسم رقم 2 يثبت كذلك هذه النتيجة و يأكدها عند الجذور و الجذوع. إن سرعة النمو عند الجذوع و الجذور لنبات منحدر من حبات قمح تركت في سنابلها لمدة سنتين أهم و أكبر من النباتات المنحدرة من حبات قمح عزلت عن سنابلها لمدة سنتين مما يؤكد طريقة التخزين في السنبل و يبين أوجه الإعجاز العلمي في كتاب الله.

    و موازاتا مع هذه النتائج قمنا بتقدير البروتينات و السكريات العامة التي توجد في البذور السنبلية. و الجدول رقم 1 يبين لنا أن البذور التي تبقى محفوظة في السنابل كميتها من البروتينات و السكريات العامة تبقى بدون تغيير أو نقصان أما البذور التي تعزل من السنابل فتتقلص كميتها بنسبة % 32 من البروتينات مع مرور الوقت بعد سنتين و بنسبة % 20 بعد سنة واحدة.

    الجدول التبياني رقم 1. كميات البروتينات و السكريات العامة في بذور القمح التي بقيت في سنابلها و البذور التي جردت منها.



    نوع البذور

    كمية البروتينات

    mg / g MS

    كمية السكريات

    mg/ g MS

    سنبلية

    2.25

    29.24

    معزولة عن سنبلها لمدة سنتين

    1.7

    29.75


    أما في ما يخص تركبة اليخضور النباتي عند الأوراق فقد أكدت نتائج استخلاص اليخضور النباتي عند العينات الثلاث و نباتات منحدرة منها أن اليخضور أ و ب يوجد عند الثلاث عينات مع مقادير متشابهة و المقدار المهم يوجد عند حبات قمح تركت في سنابلها ( أنظر الصورة رقم 4). إن مقارنة تركيبة امتصاص الصبغة الكلية (اليخضور أ و ب) (الرسم رقم 3) يبين تشابه في قمة الإمتصاص الضوئي مجال اللون الأحمر عند اليخضور أ و ب فقط.

    إن التحليل الأولي للمظهر الكروماتوغرافي في الصورة رقم 5 المحصل عليه في خلاصة الصبغة عند العينات الثلاثة السالفة الذكر يؤكد وجود ثلاثة مجالات على الأقل

    مجال 1 : اليخضور ب لون أخضر مصفر Rf=0.44

    مجال 2 : اليخضور أ لون أخضر مزرق Rf= 0.48

    .مجال 3 : الجزريات لون أصفر Rf=0.96

    مجالات أخرى تمت معرفتها و لكن غير مهمة.

    النزاهة الغشائية

    إن النزاهة الغشائية عند الحبوب قد قدرت بتتابع الموصلية الكهربائية في وسط حضانة مكون من ماء مقطر. هذه الدراسة تتمركز على العوامل التالية:

    وضع النبات في وسط ناقص التوتر أو وسط إعادة تمييه يعطي انتفاخ مختلف عند الخلية مصحوبا بخروج غير عادي للإليكتروليت. إن كمية هذا الخروج يكون مقيد سلبيا بالقدرة على مراقبة أغشية الخلية و نفاذية الأيونات. إن قياس موصلية محلول الحضانة (في وسط إعادة تمييه) يمكن من إعطاء مقدار الأيونات في هذا المحلول. النتائج الأولية المحصل عليها اظهرت (الرسم رقم 4 ) ارتفاع موصلية وسط إعادة التمييه لجميع الحبات سواء في سنابلها او معزولة عن سنابلها لمدة سنة و لمدة سنتين. الرسم يبين منحنى هذلولي مع كفة حصلت بعد 5 ساعات من الحضانة.

    الأرقام العليا تمكن من تقدير خروج الإلكتروليت الذي هو مهم عند الحبوب المعزولة من سنابلها مما يؤكد أن الأغشية الخلوية جد حساسة. أما الحبوب في سنابلها فلها موصلية كهربائية عادية.


    االرسم رقم 5. القدرة التنفسية عند حبوب معزولة من سنابلها لمدة سنتين و مخزونة في سنابلها .

    أما بالنسبة للحامض النووي الريبوزي ARNm الرسول المشفرلانزيم ا لأميلاز α-amylase المستخلص من حبوب معزولة عن سنابلها مقارنة مع حبوب في سنابلها هو جد مهم في حبوب تحت إنبات في ظروف مناسبة وهي تركت من قبل في سنابلها مقارنة مع مثيلاتها معزولة من قبل عن سنابلها (الصورة أسفل).

    الخلاصة

    منذ العصور القديمة و المجتمعات البدائية تتخبط في بعض المشاكل التي تعيق تخزين المواد الغذائية. و القمح من الحبوب التي تم تخزينها على عدة طرق و منها ما ورد في كتاب الله فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون. و هذا مما علم الله يوسف من تأويل الأحاديث و النتائج المحصل عليها تؤكد الإعجاز العلمي في هذه الآية . و هذه الدراسة المتواضعة مكنت من معرفة المزايا الفيزيولوجية و سرعة النمو و ضعف الشدة التنفسية (الرسم رقم 5) عند الحبوب المخزونة في سنابلها بمقدار (182 µl/h/g ) يمكنها من المحافظة على طاقتها كليا بدون نقصان خاصة لما نعرف أن الشدة التنفسية مصحوبة دائما باستعمال السكريات و البروتينات مما يؤثر سلبا على طاقة النمو عند حبة القمح و سهولة التعفن و قياس الشدة التنفسية للحبوب بعد التمييه قد اقترحت لمعرفة مدى القدرة الصحية للحبوب و قابليتها للحياة.

    إن تخزين الحبوب في السنابل كما ورد في القرآن الكريم أظهر نزاهة الأغشية عند الخلايا بعد دراسة خروج الإلكتروليت مع العلم أن وجود الجزريات بكمية مهمة عند النباتات المنحدرة من حبات القمح المعزولة من سنابلها يؤكد مقدرتها على النمو بواسطة مردود التركيب الضوئي مما يؤثر سلبا على قدرة النمو و المردودية. و أخيرا القيمة الغذائية عندما نتفحص كمية البروتينات و السكريات تؤكد أن الحبوب المخزونة في سنابلها لا تتأثر في كميتها مقارنة بانخفاض قد يصل ألى 30% من البروتينات عند الحبوب المعزولة من سنابلها. و هذا يتاكد في قول الله إلا قليلا مما تأكلون فكلمة قليلا تعني المدة الزمنية للتخزين بحيث عليهم أن ينزعوا من السنبل حاجاتهم الآنية فقط و هنا يكمن الإعجاز كذلك.
    #المصدر https://cutt.us/yJgxL

    0

  • Warning: Undefined array key "_snippet" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637
    /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644
    ">
    "يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا‏,‏ لا تنفذون إلا بسلطان‏"
    #إعجاز_القرآن


    هذه الآية الكريمة جاءت قرب نهاية النصف الأول من سورة الرحمن‏,‏ التي سميت بتوقيف من الله‏(‏ تعالى)‏ بهذا الاسم الكريم لاستهلالها باسم الله الرحمن‏,‏ ولما تضمنته من لمسات رحمته‏,‏ وعظيم آلائه التي أولها تعليم القرآن‏,‏ ثم خلق الإنسان وتعليمه البيان‏.‏

    وقد استعرضت السورة عددا من آيات الله الكونية المبهرة للاستدلال علي عظيم آلائه‏,‏ وعميم فضله علي عباده ومنها‏:‏ جريان كل من الشمس والقمر بحساب دقيق‏(‏ كرمز لدقة حركة كل أجرام السماء بذاتها‏,‏ وفي مجموعاتها‏,‏ وبجزيئاتها‏,‏ وذراتها‏,‏ ولبناتها الأولية‏),‏ وسجود كل مخلوق لله‏,‏ حتى النجم والشجر‏,‏ ورفع السماء بغير عمد مرئية‏,‏ ووضع ميزان العدل بين الخلائق‏,‏ ومطالبة العباد بألا يطغوا في الميزان‏,‏ وأن يقيموا عدل الله في الأرض‏,‏ ولا يفسدوا هذا الميزان‏,‏ وخلق الأرض وتهيئتها لاستقبال الحياة‏,‏ وفيها من النباتات وثمارها‏,‏ ومحاصيلها ما يشهد علي ذلك‏,‏ وخلق الإنسان من صلصال كالفخار‏,‏ وخلق الجان من مارج من نار‏,‏ وتكوير الأرض وإدارتها حول محورها‏,‏ والتعبير عن ذلك بوصف الحق‏(‏ تبارك وتعالى)‏ بأنه رب المشرقين ورب المغربين‏,‏ ومرج كل نوعين من أنواع ماء البحار دون اختلاط تام بينهما‏,‏ وإخراج كل من اللؤلؤ والمرجان منهما‏,‏ وجري السفن العملاقة في البحر‏,‏ وهي تمخر عباب الماء وكأنها الجبال الشامخات‏,‏ وحتمية الفناء علي كل المخلوقات‏,‏ مع الوجود المطلق للخالق‏(‏سبحانه وتعالى),‏ صاحب الجلال والإكرام‏,‏ الحي القيوم‏,‏ الأزلي بلا بداية‏,‏ والأبدي بلا نهاية‏,‏ والإشارة إلي مركزية الأرض من الكون‏,‏ وضخامة حجمها التي لا تمثل شيئا في سعة السماوات وتعاظم أبعادها‏,‏ وذلك بتحدي كل من الجن والإنس أن ينفذوا من أقطارهما‏,‏ وتأكيد أنهم لن يستطيعوا ذلك أبدا‏,‏ إلا بسلطان من الله‏,‏ وأن مجرد محاولة ذلك بغير هذا التفويض الإلهي سوف يعرض المحاول لشواظ من نار ونحاس فلا ينتصر في محاولته أبدا‏….!!!‏

    ثم يأتي الحديث عن الآخرة وأحوالها‏,‏ ومنها انشقاق السماء علي هيئة الوردة المدهنة‏,‏ كالمهل الأحمر ومنها معرفة المجرمين بعلامات في وجوههم‏(‏ من الزرقة والسواد‏),‏ وما سوف يلاقونه من صور الإذلال والمهانة‏,‏ وهم يطوفون بين جهنم وبين حميم آن‏(‏ أي ماء في شدة الغليان‏);‏ وعلي النقيض من ذلك تشير السورة الكريمة إلي أحوال المتقين‏,‏ ومقامهم في جنات الخلد‏,‏ جزاء إحسانهم في الدنيا‏,‏ وتصف جانبا مما في هذه الجنات من نعيم‏.‏ وبين كل آية من آيات الله في هذه السورة التي سماها رسول الله‏(‏صلى الله عليه وسلم‏)‏ باسم عروس القرآن لما لخواتيم آياتها من جرس رائع‏,‏ نجد آية‏:‏ فبأي آلاء ربكما تكذبان التي ترددت في سورة الرحمن احدى وثلاثين مرة من مجموع آيات السورة الثماني والسبعين‏(‏ أي بنسبة‏40%‏ تقريبا‏)‏ في تقريع شديد‏,‏ وتبكيت واضح للمكذبين من الجن والإنس بآلاء الله وأفضاله وعلي رأسها دينه الخاتم الذي بعث به النبي الخاتم والرسول الخاتم‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏),‏ والذي لا يرتضي ربنا‏(‏ تبارك وتعالى)‏ من عباده دينا سواه بعد ان حفظه للناس كافة في القرآن الكريم‏,‏ وفي سنة الرسول الخاتم بنفس لغة الوحي علي مدي اربعة عشر قرنا وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها‏,‏ وتختتم السورة بقول الحق‏(‏ سبحانه‏):‏ تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام‏.‏

    والإشارات الكونية في سورة الرحمن‏,‏ والتي يفوق عددها السبع عشرة آية صريحة نحتاج في شرح كل آية منها إلي مقال مستقل‏,‏ ولذلك سأقف هنا عند قول الحق‏(‏ تبارك وتعالى):‏ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان‏*‏ فبأي آلاء ربكما تكذبان‏*‏ يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران‏..‏ ‏(‏الرحمن‏:33‏ ــ‏35)‏ وقبل ذلك لابد من استعراض الدلالات اللغوية لألفاظ تلك الآيات الكريمات وأقوال المفسرين السابقين فيها‏.‏

    الدلالة اللغوية:

    ‏(1)(‏ نفذ‏):‏ يقال في العربية‏:(‏ نفذ‏)‏ السهم في الرمية‏(‏ نفوذا‏)‏ و‏(‏نفاذا‏),‏ والمثقب في الخشب إذا خرق إلي الجهة الأخرى‏,‏ و‏(‏نفذ‏)‏ فلان في الأمر‏(‏ ينفذ‏)(‏ نفاذا‏),‏ و‏(‏أنفذه‏)(‏ نفاذا‏),‏ و‏(‏نفذه‏)(‏ تنفيذا‏),‏ وفي الحديث الشريف‏:‏ نفذوا جيش اسامة‏;‏ والأمر‏(‏ النافذ‏)‏ أي المطاع‏,‏ و‏(‏المنفذ‏)‏ هو الممر‏(‏ النافذ‏),‏ قال‏(‏ تعالى):‏ إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان‏*‏ بمعني أن تخرقوا السماوات والأرض من جهة أقطارها إلي الجهة الأخرى‏.‏ ‏(2)(‏ أقطار‏):‏ قطر كل شكل وكل جسم الخط الواصل من أحد أطرافه إلي الطرف المقابل مرورا بمركزه‏.‏ قال‏(‏ تعالى):‏ إن استطعتم ان تنفذوا من أقطار السماوات والأرض وقال‏(‏ عز من قائل‏):‏ ولو دخلت عليهم من أقطارها‏..(‏ الاحزاب‏:14);‏ ويقال في اللغة‏:(‏ قطرته‏)‏ بمعني ألقيته علي‏(‏ قطره‏),‏ و‏(‏تقطر‏)‏ أي وقع علي‏(‏ قطره‏),‏ ومنه‏(‏ قطر‏)‏ المطر اي سقط في خطوط مستقيمة باتجاه مركز الأرض‏,‏ ويسمي لذلك‏(‏ قطرا‏),‏ وهو كذلك جمع‏(‏ قطرة‏),‏ و‏(‏قطر‏)‏ و‏(‏تقطير‏)‏ الشئ تبخيره ثم تكثيفه قطرة قطرة من أجل تنقية الماء وغيره من السوائل تساقطه‏(‏ قطرة‏)(‏ قطرة‏)‏ وجمعه‏(‏ قطر‏)‏ بضمتين و‏(‏قطرات‏)‏ بضمتين أيضا‏,‏ و‏(‏قطره‏)‏ غيره يتعدي ويلزم‏,‏ و‏(‏تقاطر‏)‏ القوم جاءوا أرسالا‏(‏ كالقطر‏),‏ ومنه‏(‏ قطار الإبل‏)‏ و‏(‏القطر‏)‏ بالضم الناحية والجانب وجمعه‏(‏ أقطار‏);‏ و‏(‏قطران‏)‏ الماء‏(‏ تقاطره‏)‏ قطرة قطرة و‏(‏القطران‏)‏ ما يتقطر من الهناء‏(=‏ القار‏);‏ و‏(‏قطر‏)‏ البعير طلاه‏(‏ بالقطران‏)‏ فهو‏(‏ مقطور‏)‏ أو‏(‏ مقطرن‏).‏ قال‏(‏ تعالى):‏ سرابيلهم من قطران‏…(‏ إبراهيم‏:50)‏ أي من القار‏,‏ وقرئ‏(‏ من قطر آن‏)‏ أي من نحاس منصهر قد أني‏(‏ أي عظم‏)‏ حره‏(‏ أي زادت درجة حرارته‏)‏ لأن‏(‏ القطر‏)‏ هو النحاس‏.‏

    وقال ربنا‏(‏ تبارك وتعالى):…‏ أتوني أفرغ عليه قطرا‏*(‏ الكهف‏:96)‏ أي نحاسا منصهرا‏.‏ ‏(3)‏ شواظ‏:(‏ الشواظ‏)‏ في العربية‏(‏ بضم الشين وكسرها‏)‏ اللهب الذي لادخان له‏.‏ ‏(4)‏ نحاس‏:‏ الاصل في اللغة العربية أن النحاس هو اللهب بلا دخان‏,‏ والنحاس أيضا عنصر فلزي لونه يميل إلي الحمرة‏(‏ بين القرمزي والبرتقالي‏)‏ قابل للطرق والسحب‏,‏ موصل جيد لكل من الكهرباء والحرارة‏,‏ ومقاوم للتآكل‏,‏ وقد سمي بهذا الاسم لتشابه لونه مع لون النار بلا دخان‏.‏ قال‏(‏ تعالى):‏ يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس‏..*(‏ الرحمن‏:35).‏ و‏(‏النحس‏)‏ ضد السعد‏,‏ وقرئ في قوله تعالى:‏ ‏...‏ في يوم نحس مستمر‏*(‏ القمر‏19).‏ علي الصفة‏,‏ والإضافة أكثر وأجود‏…‏ في يوم نحس مستمر‏*‏ ويقال‏:(‏نحس‏)‏ الشيء فهو‏(‏ نحس‏)‏ وفيه جاء قول ربنا‏(‏ تبارك وتعالى):‏ فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات‏….*(‏ فصلت‏:16)‏ وقرئ‏(‏ نحسات‏)‏ بالفتح أي مشئومات‏,‏ أو شديدات البرد وأصل النحس أن يحمر الأفق فيصير كالنحاس أو كاللهب بلاد خان‏,‏ فصار ذلك مثلا للشؤم‏.‏

    أقوال المفسرين في تفسير قوله‏(‏ تعالى):‏ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان‏*‏ فبأي آلاء ربكما تكذبان‏*‏ يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران‏*.‏ ‏(‏الرحمن‏:33‏ ــ‏35)‏ ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏):‏ أي لا تستطيعون هربا من أمر الله وقدره‏,‏ بل هو محيط بكم لا تقدرون علي التخلص من حكمه‏,‏ أينما ذهبتم أحيط بكم‏….(‏ إلا بسلطان‏)‏ أي إلا بأمر الله‏….‏ ولهذا قال تعالى:(‏ يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران‏)‏ قال ابن عباس‏:‏ الشواظ هو لهب النار‏,‏ وعنه‏:‏ الشواظ الدخان‏,‏ وقال مجاهد‏:‏ هو اللهب الاخضر المنقطع‏,‏ وقال الضحاك‏:(‏ شواظ من نار‏)‏ سيل من نار‏,‏ وقوله تعالى:(‏ ونحاس‏)‏ قال ابن عباس‏:‏ دخان النار‏,‏ وقال ابن جرير‏:‏ والعرب تسمي الدخان نحاسا‏,‏ روي الطبراني عن الضحاك أن نافع ابن الازرق سأل ابن عباس عن الشواظ فقال‏:‏ هو اللهب الذي لا دخان معه‏…‏ قال‏:‏ صدقت‏,‏ فما النحاس؟ قال‏:‏ هو الدخان الذي لا لهب له وقال مجاهد‏:‏ النحاس الصفر‏….‏ وجاء في تفسير الجلالين ما نصه‏:(‏ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا‏)‏ تخرجوا‏(‏ من اقطار‏)‏ نواحي‏(‏ السماوات والأرض‏)[‏ هاربين من الحشر والحساب والجزاء‏](‏ فانفذوا‏)‏ أمر تعجيز‏[‏ أي‏:‏ فلن تستطيعوا ذلك‏](‏ لا تنفذون إلا بسلطان‏)‏ بقوة‏,‏ ولا قوة لكم علي ذلك‏…(‏ يرسل عليكما شواظ من نار‏)‏ هو لهبها الخالص من الدخان أو‏:‏ معه‏(‏ ونحاس‏)‏ أي‏:‏ دخان لالهب فيه‏[‏ أو هو النحاس المذاب‏….].‏

    وجاء في الظلال ما نصه‏:‏ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من اقطار السماوات والأرض فانفذوا‏…‏ وكيف؟ وأين؟ لا تنفذون إلا بسلطان‏,‏ ولا يملك السلطان الا صاحب السلطان‏..‏ ومرة أخري يواجههما بالسؤال‏:‏ فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ وهل بقي في كيانهما شئ يكذب أو يهم بمجرد النطق والبيان؟

    ولكن الحملة الساحقة تستمر إلي نهايتها‏,‏ والتهديد الرعيب يلاحقهما‏,‏ والمصير المردي يتمثل لهما‏:‏ يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران‏..‏ وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن ما نصه‏:…..(‏ لا تنفذون إلا بسلطان‏)‏ أي لا تقدرون علي الخروج من أمري وقضائي إلا بقوة قهر وانتم بمعزل عن ذلك‏,(‏ يرسل عليكما‏)‏ يصب عليكما‏(‏ شواظ من نار‏)‏ لهب خالص من الدخان‏(‏ ونحاس‏)‏ أصفر مذاب‏,‏ وقيل النحاس‏:‏ الدخان الذي لا لهب فيه‏.‏ أي انه يرسل عليهما هذا مرة وهذا مرة‏.‏

    وجاء في المنتخب في تفسير القرآن الكريم ما نصه‏:‏ يا معشر الجن والإنس ان استطعتم ان تخرجوا من جوانب السماوات والأرض هاربين فاخرجوا‏,‏ لا تستطيعون الخروج الا بقوة وقهر‏,‏ ولن يكون لكم ذلك‏,‏ فبأي نعمة من نعم ربكما تجحدان؟‏!‏ يصب عليكما لهب من نار ونحاس مذاب‏,‏ فلا تقدران علي رفع هذا العذاب‏.‏ وجاء في تعليق هامشي ما يلي‏:‏ ثبت حتي الآن ضخامة المجهودات والطاقات المطلوبة للنفاذ من نطاق جاذبية الأرض‏,‏ وحيث اقتضي النجاح الجزئي في ريادة الفضاء ــ لمدة محددة جدا بالنسبة لعظم الكون ــ بذل الكثير من الجهود العلمية الضخمة في شتي الميادين‏…‏ فضلا عن التكاليف المادية الخيالية التي انفقت في ذلك ومازالت تنفق‏,‏ ويدل ذلك دلالة قاطعة علي ان النفاذ المطلق من اقطار السماوات والأرض التي تبلغ ملايين السنين الضوئية لإنس أو جن مستحيل‏.‏ والنحاس هو فلز يعتبر من أول العناصر الفلزية التي عرفها الإنسان‏..‏ ويتميز بأن درجة انصهاره مرتفعة جدا نحو‏1083‏ درجة مئوية‏)‏ فإذا ما صب هذا السائل الملتهب علي جسد‏,‏ مثل ذلك صنفا من اقسي أنواع العذاب ألما وأشدها أثرا‏.‏

    الدلالة العلمية لقول الحق‏(‏ تبارك وتعالى):‏ يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان‏*‏ فبأي آلاء ربكما تكذبان‏*‏ يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران‏*(‏ الرحمن‏:33‏ ــ‏35):

    ‏ هذه الآيات الثلاث التي تحدي القرآن الكريم فيها كلا من الجن والإنسن تحديا صريحا بعجزهم عن النفاذ من أقطار السماوات والأرض‏,‏ وهو تحد يظهر ضآلة قدراتهما مجتمعين أمام طلاقة القدرة الالهية في إبداع الكون‏,‏ لضخامة أبعاده‏,‏ ولقصر عمر المخلوقات‏,‏ وحتمية فنائها‏,‏ والآيات بالإضافة إلي ذلك تحوي عددا من الحقائق الكونية المبهرة التي لم يستطع الإنسان إدراكها إلا في العقود القليلة المتأخرة من القرن العشرين‏,‏ والتي يمكن إيجازها في النقاط التالية‏:‏

    أولا‏:‏ بالنسبة للنفاذ من أقطار الأرض‏:‏ إذا كان المقصود من هذه الآيات الكريمة إشعار كل من الجن والإنس بعجزهما عن النفاذ من اقطار كل من الأرض علي حدة‏,‏ والسماوات علي حدة‏,‏ فإن المعارف الحديثة تؤكد ذلك‏,‏ لأن اقطار الأرض تتراوح بين‏(12756)‏ كيلو مترا بالنسبة إلي متوسط قطرها الاستوائي‏,(12713)‏ كيلو مترا بالنسبة إلي متوسط قطرها القطبي‏,‏ وذلك لأن الارض ليست تامة الاستدارة لا نبعاجها قليلا عند خط الاستواء‏,‏ وتفلطحها قليلا عند القطبين‏.‏ ويستحيل علي الإنسان اختراق الارض من أقطارها لارتفاع كل من الضغط والحرارة باستمرار في اتجاه المركز مما لا تطيقه القدرة البشرية‏,‏ ولا التقنيات المتقدمة التي حققها إنسان هذا العصر‏,‏ فعلي الرغم من التطور المذهل في تقنيات حفر الآبار العميقة التي طورها الإنسان بحثا عن النفط والغاز الطبيعي فإن هذه الاجهزة العملاقة لم تستطع حتي اليوم تجاوز عمق‏14‏ كيلو مترا من الغلاف الصخري للارض‏,‏ وهذا يمثل‏0,2%‏ تقريبا من طول نصف قطر الأرض الاستوائي‏,‏ وعند هذا العمق تعجز ادوات الحفر عن الاستمرار في عملها لتزايد الضغط وللارتفاع الكبير في درجات الحرارة إلي درجة قد تؤدي إلي صهر تلك الادوات‏,‏ فمن الثابت علميا ان درجة الحرارة تزداد باستمرار من سطح الارض في اتجاه مركزها حتي تصل إلي ما يقرب من درجة حرارة سطح الشمس المقدرة بستة آلاف درجة مئوية حسب بعض التقديرات‏,‏ ومن هنا كان عجز الإنسان عن الوصول إلي تلك المناطق الفائقة الحرارة والضغط‏,‏ وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالى)‏ مخاطبا الإنسان‏:‏ ولا تمش في الارض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا‏*.‏ ‏(‏الإسراء‏:37)‏

    ولو أن الجن عالم غيبي بالنسبة لنا‏,‏ إلا أن ما ينطبق علي الإنس من عجز تام عن النفاذ من أقطار السماوات والأرض ينطبق عليهم‏.‏

    والآيات الكريمة قد جاءت في مقام التشبيه بأن كلا من الجن والإنس لا يستطيع الهروب من قدر الله أو الفرار من قضائه‏,‏ بالهروب إلي خارج الكون عبر اقطار السماوات والأرض حيث لا يدري أحد ماذا بعد ذلك‏,‏ الا ان العلوم المكتسبة قد اثبتت بالفعل عجز الإنسان عجزا كاملا عن ذلك‏,‏ والقرآن الكريم يؤكد لنا اعتراف الجن بعجزهم الكامل عن ذلك أيضا‏,‏ كما جاء في قول الحق‏(‏ تبارك وتعالى)‏ علي لسان الجن‏:‏ وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الارض ولن نعجزه هربا‏*(‏ الجن‏:12)‏ وذلك بعد أن قالوا‏:‏ وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا‏*.(‏ الجن‏:8)‏

    ثانيا‏:‏ بالنسبة للنفاذ من أقطار السماوات‏:‏ تبلغ أبعاد الجزء المدرك من السماء الدنيا من الضخامة ما لا يمكن أن تطويها قدرات كل من الإنس والجن‏,‏ مما يشعر كلا منهما بضآلته أمام أبعاد الكون‏,‏ وبعجزه التام عن مجرد التفكير في الهروب منه‏…‏ أو النفاذ إلي المجهول من بعده‏…!!!‏ فمجرتنا‏(‏ سكة التبانة‏)‏ يقدر قطرها الأكبر بمائة ألف سنة ضوئية‏(100.000*9.5‏ مليون مليون كيلو متر تقريبا‏),‏ ويقدر قطرها الأصغر بعشرة آلاف سنة ضوئية‏(10.000*9.5‏ مليون مليون كيلو متر تقريبا‏),‏ ومعني ذلك أن الإنسان لكي يتمكن من الخروج من مجرتنا عبر قطرها الأصغر يحتاج إلي وسيلة تحركه بسرعة الضوء‏(‏ وهذا مستحيل‏)‏ ليستخدمها في حركة مستمرة لمدة تصل إلي عشرة آلاف سنة من سنيننا‏,‏ وبطاقة انفلات خيالية لتخرجه من نطاق جاذبية الأجرام التي يمر بها من مكونات تلك المجرة‏,‏ وهذه كلها من المستحيلات بالنسبة للإنسان الذي لا يتجاوز عمره في المتوسط خمسين سنة‏,‏ ولم تتجاوز حركته في السماء ثانية ضوئية واحدة وربع الثانية فقط‏,‏ وهي المسافة بين الأرض والقمر‏,‏ علي الرغم من التقدم التقني المذهل الذي حققه في ريادة السماء‏.‏

    ومجموعتنا الشمسية تقع من مجرتنا علي بعد ثلاثين ألفا من السنين الضوئية من مركزها‏,‏ وعشرين ألفا من السنين الضوئية من أقرب أطرافها‏,‏ فإذا حاول الإنسان الخروج من أقرب الأقطار إلي الأرض فإنه يحتاج إلي عشرين ألف سنة وهو يتحرك بسرعة الضوء لكي يخرج من أقطار مجرتنا وهل يطيق الإنسان ذلك؟ أو هل يمكن أن يحيا إنسان لمثل تلك المدد المتطاولة؟ وهل يستطيع الإنسان أن يتحرك بسرعة الضوء؟ كل هذه حواجز تحول دون إمكان ذلك بالنسبة للإنسان‏,‏ وما ينطبق عليه ينطبق علي عالم الجان‏…!!!‏ ومجرتنا جزء من مجموعة من المجرات تعرف باسم المجموعة المحلية يقدر قطرها بنحو ثلاثة ملايين وربع المليون من السنين الضوئية‏(3.261.500)‏ سنة ضوئية‏,‏ وهذه بدورها تشكل جزءا من حشد مجري يقدر قطره بأكثر من ستة ملايين ونصف المليون من السنين الضوئية‏(6.523.000)‏ سنة ضوئية‏,‏ وهذا الحشد المجري يكون جزءا من الحشد المجري الأعظم ويقدر قطره الأكبر بمائة مليون من السنين الضوئية وسمكه بعشرة ملايين من السنين الضوئية‏.‏

    وتبدو الحشود المجرية العظمي علي هيئة كروية تدرس في شرائح مقطعية تقدر أبعادها في حدود‏150*100*15‏ سنة ضوئية‏,‏ وأكبر تلك الشرائح ويسميها الفلكيون مجازا باسم الحائط العظيم يزيد طولها علي مائتين وخمسين مليونا من السنين الضوئية‏.‏ وقد تم أخيرا اكتشاف نحو مائة من الحشود المجرية العظمي تكون تجمعا أعظم علي هيئة قرص يبلغ قطره الأكبر بليونين من السنين الضوئية‏.‏ والجزء المدرك من الكون وهو يمثل جزءا يسيرا من السماء الدنيا التي زينها ربنا‏(‏ تبارك وتعالى)‏ بالنجوم وقال‏(‏ عز من قائل‏):‏ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير ‏(‏الملك‏:5).‏ هذا الجزء المدرك من السماء الدنيا يزيد قطره علي العشرين بليون سنة ضوئية‏,‏ وهي حقائق تجعل الإنسان بكل إنجازاته العلمية يتضاءل تضاؤلا شديدا أمام أبعاد الكون المذهلة‏,‏ وكذلك الجان‏,‏ وكلاهما أقل من مجرد التفكير في إمكان الهروب من ملك الله الذي لا ملجأ ولا منجي منه إلا إليه‏…!!!‏

    ثالثا‏:‏ بالنسبة للنفاذ من أقطار السماوات والأرض معا‏:‏ تشير الآيات الكريمة إلي أن التحدي الذي تجابه به الجن والإنس هو النفاذ من أقطار السماوات والأرض معا إن استطاعوا‏,‏ وثبت عجزهما عن النفاذ من أقطار أي منهما‏,‏ وعجزهما أشد إذا كانت المطالبة بالنفاذ من أقطارهما معا‏,‏ إذا كان هذا هو مقصود الآيات الكريمة‏,‏ فإنه يمكن أن يشير إلي معني في غاية الأهمية ألا وهو توسط الأرض للكون‏;‏ وهو معني لا تستطيع علوم الفلك إثباته لعجز الإنسان عن الإحاطة بأبعاد الكون‏,‏ ولكن يدعم هذا الاستنتاج ما رواه كل من قتادة والسدي أن رسول الله‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏)‏ قال يوما لأصحابه‏:‏ هل تدرون ما البيت المعمور؟ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ قال‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏):‏ فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خر لخر عليها‏,‏ يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم‏.‏ وتوسط الأرض للكون معني حازت فيه عقول العلماء والمفكرين عبر التاريخ‏.‏ وعجزت العلوم المكتسبة والتقنيات الفائقة عن إثباته‏,‏ ولكن ما جاء في هذه الآيات الكريمة‏,‏ وفي هذا الحديث النبوي الشريف يشير إليه‏,‏ ويجعل المنطق السوي يقبله‏.‏

    رابعا‏:‏ بالنسبة إلي إرسال شواظ من نار ونحاس علي كل من يحاول النفاذ من أقطار السماوات والأرض بغير سلطان من الله تعالى:‏ في الآية رقم‏35‏ من سورة الرحمن يخاطب ربنا‏(‏ تبارك وتعالى)‏ كلا من الجن والإنس بقوله عز من قائل‏:‏

    يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران وقد أجمع قدامي المفسرين ومحدثوهم علي أن لفظة شواظ هنا تعني اللهب الذي لا دخان له‏.‏ وكلمة نحاس تعني الدخان الذي لا لهب فيه أو تعني فلز النحاس الذي نعرفه جميعا وهو فلز معروف بدرجة انصهاره العالية‏(1083‏ م‏)‏ ودرجة غليانه الأعلى‏(2567‏ م‏).‏ ومن الثابت علميا أن العناصر المعروفة لنا تتخلق في داخل النجوم بعملية الاندماج النووي لنوي ذرات الهيدروجين فينتج عن ذلك نوي ذرات العناصر الأثقل بالتدريج حتى يتحول لب النجم إلي حديد‏.‏

    والتفاعل النووي قبل تكون ذرات الحديد هو تفاعل منتج للحرارة التي تصل إلي بلايين الدرجات المئوية‏,‏ ولكن عملية الاندماج النووي المنتجة للحديد عملية مستهلكة للحرارة وبالتالي لطاقة النجم حتي تضطره إلي الانفجار مما يؤدي إلي تناثر العناصر التي تكونت بداخله بما فيها الحديد في صفحة السماء لتدخل هذه العناصر في مجال جاذبية أجرام تحتاج إليها بتقدير من الله تعالى.‏ أما العناصر ذات النوي الأثقل من ذرة الحديد فتتخلق بإضافة اللبنات الأولية للمادة إلي نوي ذرات الحديد السابحة في صفحة السماء حتي تتكون بقية المائة وخمسة من العناصر المعروفة لنا‏,‏وهذه أيضا تنزل إلي جميع أجرام السماء بقدر معلوم‏.‏ ولما كان عنصر النحاس أعلي من الحديد في كل من وزنه وعدده الذري‏(‏ الوزن الذري لنظائر الحديد‏57,56,54‏ والوزن الذري للنحاس‏63.546‏ والعدد الذري للحديد‏26‏ بينما العدد الذري للنحاس‏29),‏ وبناء علي ذلك فإن عنصر النحاس يتخلق في صفحة السماء الدنيا باندماج نوي ذرات الحديد مع بعض اللبنات الأولية للمادة‏,‏ وهذا يجعل صفحة السماء الدنيا زاخرة بذرات العناصر الثقيلة ومنها النحاس‏.‏ هذه الملاحظة تشير إلي أن لفظة نحاس في الآية الكريمة تعني فلز النحاس‏,‏ لأن التأويل هنا لا داعي له علي الإطلاق‏,‏ فالنحاس وهو منصهر وتغلي قطراته في صفحة السماء يعد عقابا رادعا لكل محاولة إنسية أو جنية لاختراق أقطار السماوات والأرض‏.‏

    وقد اتصل بي أخ كريم هو الدكتور عبد الله الشهابي وأخبرني بأنه زار معرض الفضاء والطيران في مدينة واشنطن دي سي الذي يعرض نماذج الطائرات من بداياتها الأولي إلي أحدثها‏,‏ كما يعرض نماذج لمركبات الفضاء‏,‏ وفي المعرض شاهد قطاعا عرضيا في كبسولة أبواللو وأذهله أن يرى علي سطحها خطوطا طولية عديدة غائرة في جسم الكبسولة ومليئة بكربونات النحاس‏(‏ جنزار النحاس‏),‏ وقد لفتت هذه الملاحظة نظره فذهب إلي المسئول العلمي عن تلك الصالة وسأله‏:‏ هل السبيكة التي صنعت منها الكبسولة يدخلفيها عنصر النحاس؟ فنفي ذلك نفيا قاطعا‏,‏ فأشار إلي جنزار النحاس علي جسم الكبسولة وسأله‏:‏ من أين جاء هذا؟ فقال له‏:‏ من نوى ذرات النحاس المنتشرة في صفحة السماء التي تضرب جسم الكبسولة طوال حركتها صعودا وهبوطا من السماء‏,‏ وحينما تعود إلي الأرض وتمر بطبقات بها الرطوبة وثاني أكسيد الكربون فإن هذه الذرات النحاسية التي لصقت بجسم الكبسولة تتحول بالتدريج إلي جنزار النحاس‏.‏

    ويقول الدكتور الشهابي إنه علي الفور تراءت أمام أنظاره الآية القرآنية الكريمة التي يقول فيها ربنا تبارك وتعالى:‏ يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران‏.‏ هذه الملاحظة أكدت لي ما ناديته طويلا بأن لفظة نحاس في الآية تعنى فلز النحاس ولا تحتاج إلي أدني تأويل‏.‏

    فسبحان الذي أنزل هذه الآيات الكريمة من قبل‏1400‏ من السنين وحفظها لنا في كتابه الكريم علي مدي‏14‏ قرنا أو يزيد لتظهر في زماننا زمان رحلات الفضاء برهانا ماديا ملموسا علي أن هذا القرآن الكريم هو كلام الله الخالق وأن النبي الخاتم الذي تلقاه‏(‏ صلى الله عليه وسلم‏)‏ كان موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏.‏
    #المصدر https://cutt.us/gQ7Am

    0
  • ما الفرق بين القبور والاجداث ؟

    ذكر الله تعالى اماكن دفن اجساد البشر في الحياة الدنيا
    باسم ( القبور ) ....ولكن عندما وصف كيفية البعث
    وهو ( الخروج ) يوم القيامة ذكر اماكن الخروج بإسم ( الأجداث ) ولم يقل القبور كما هو مبين في الآيات :-

    خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7)

    يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43)

    وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51)

    نلاحظ بشكل واضح من الآيات ان الخروج يوم القيامة يكون من الأجداث وليس من القبور .

    ولكن لماذا ؟ وما هو الفرق ؟

    قال تعالى .. يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ..

    لكي نعرف الفرق ، دعونا نفكر قليلاً .

    اين القبر الذي سيخرج منه ذلك الذي مات غريقاً في بحر او نهر وأكلت جسده الأسماك ؟

    اين القبر الذي سيخرج منه ذلك الذي مات في البرية وأكلت جسده الوحوش وطيور السماء ونثرت تراب عظامه رياح الصحراء ؟

    اين القبر الذي سيخرج منه ذلك الذي مات في مجتمع يحرق اجساد موتاه وينثر رمادها في الهواء او في الأنهار ؟

    من خلال هذه التساؤلات نكتشف ان الأجداث لا تعني القبور ...

    اذاً ما هي ( الأجداث ) ؟

    لكي نعرف المعنى الحقيقي للأجداث دعونا نتفكر في الآيات التالية :-

    وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)

    يقول الله تعالى في هذه الآية ان القبور التي نراها حالياً موجودة سوف ( تُبعثر ) بمعنى انها ستتحطم ويتغير اماكن وجودها من جراء تحرك صفائح الارض وارتجافها وزلزلتها وغيرها من التغيرات الجغرافية التي تحدث للأرض عند نهاية اجل كل امة او في يوم القيامة .

    اذاً واضح أيضاً من هذه الآية ان قبور الدنيا سوف تتلاشى وتبقى ( الأجداث ) مبعثرة ومختلطة بتراب الارض أينما وُجدت .

    والآن لنبحث في القرآن عن كيفية الخروج من تلك الأجداث.

    يقول الله تعالى :-
    وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ (10) رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ ۖ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ الْخُرُوجُ (11)

    سبحان الله العظيم.

    لاحظ جملة ( كذلك الخروج ) في هذه الآية .

    واضح من الآية ان كيفية الخروج من الأجداث هي كما تنبت الجنات وحبوب الحصيد وغيرها من النباتات عندما ينزل عليها الماء من السماء ...
    ونحن نعلم ان الارض مليئة بذرات صغيرة جداً من البذور التي تنبت منها الأشجار عندما يهطل المطر عليها ...

    اذاً فالأجداث هي ذرات متناهية الصغر من خلايا الجسد ينبت منها كل انسان مات في الحياة الدنيا وحيثما كانت تلك الذرة ينبتها الله وينسل منها جسد المبعوث ...

    قال الله تعالى :-

    وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)

    ما الفرق بين القبور والاجداث ؟ ذكر الله تعالى اماكن دفن اجساد البشر في الحياة الدنيا باسم ( القبور ) ....ولكن عندما وصف كيفية البعث وهو ( الخروج ) يوم القيامة ذكر اماكن الخروج بإسم ( الأجداث ) ولم يقل القبور كما هو مبين في الآيات :- خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَىٰ نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ (51) نلاحظ بشكل واضح من الآيات ان الخروج يوم القيامة يكون من الأجداث وليس من القبور . ولكن لماذا ؟ وما هو الفرق ؟ قال تعالى .. يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار .. لكي نعرف الفرق ، دعونا نفكر قليلاً . اين القبر الذي سيخرج منه ذلك الذي مات غريقاً في بحر او نهر وأكلت جسده الأسماك ؟ اين القبر الذي سيخرج منه ذلك الذي مات في البرية وأكلت جسده الوحوش وطيور السماء ونثرت تراب عظامه رياح الصحراء ؟ اين القبر الذي سيخرج منه ذلك الذي مات في مجتمع يحرق اجساد موتاه وينثر رمادها في الهواء او في الأنهار ؟ من خلال هذه التساؤلات نكتشف ان الأجداث لا تعني القبور ... اذاً ما هي ( الأجداث ) ؟ لكي نعرف المعنى الحقيقي للأجداث دعونا نتفكر في الآيات التالية :- وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) يقول الله تعالى في هذه الآية ان القبور التي نراها حالياً موجودة سوف ( تُبعثر ) بمعنى انها ستتحطم ويتغير اماكن وجودها من جراء تحرك صفائح الارض وارتجافها وزلزلتها وغيرها من التغيرات الجغرافية التي تحدث للأرض عند نهاية اجل كل امة او في يوم القيامة . اذاً واضح أيضاً من هذه الآية ان قبور الدنيا سوف تتلاشى وتبقى ( الأجداث ) مبعثرة ومختلطة بتراب الارض أينما وُجدت . والآن لنبحث في القرآن عن كيفية الخروج من تلك الأجداث. يقول الله تعالى :- وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ (10) رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ ۖ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ الْخُرُوجُ (11) سبحان الله العظيم. لاحظ جملة ( كذلك الخروج ) في هذه الآية . واضح من الآية ان كيفية الخروج من الأجداث هي كما تنبت الجنات وحبوب الحصيد وغيرها من النباتات عندما ينزل عليها الماء من السماء ... ونحن نعلم ان الارض مليئة بذرات صغيرة جداً من البذور التي تنبت منها الأشجار عندما يهطل المطر عليها ... اذاً فالأجداث هي ذرات متناهية الصغر من خلايا الجسد ينبت منها كل انسان مات في الحياة الدنيا وحيثما كانت تلك الذرة ينبتها الله وينسل منها جسد المبعوث ... قال الله تعالى :- وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18)
    4
    1

  • Warning: Undefined array key "_snippet" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637
    /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644
    ">
    #إعجاز_القرآن
    علماء يكتشفون الامواج العميقة
    إكتشف علماء بريطانيون امواجاً عميقة تتحرك في عمق المحيط الهادي و ذلك عن طريق روبوتات خاصة، والتي كشفت عن وجود امواج تتحرك شرقا وعلى عمق ميل من السطح. العلماء يشرحون منشأ الامواج الغريبة: الامواج المعروفة بأمواج كلفن هي أعرض وأطول و أبطئ من تلك الأمواج الموجودة على الشاطئ، و يتسبب بنشوئها مجموعة من التغيرات في حالة الطقس في المحيط الهادي الاستوائي. وهي معروفة بوجودها قرب سطح المحيط. إلا أن العلماء تفاجؤوا حينما اكتشفوها في أعماق المحيط. البروفسور كارن هايوود، وهو عالم محيطات في جامعة إيست إنجليا في المملكة المتحدة وأحد معدي البحث يقول: “لقد غمرتنا حالة من البهجة و السرور في نفس الوقت” و يكمل قائلا “كنا نتوقع اكتشاف شيء من هذا على عمق 50 متراً؛ لأن صور الأقمار الصناعية تبين ذلك، لكن كنا متحمسين جداً حين وصلتنا البيانات من عمق 1500 متر تدل على وجود تلك الامواج، و هذا يفتح أمامنا آفاق للبحث في أعماق أكبر لاحتمال وجودها هناك”.

    ويقول الدكتور أدريان ماثيو، وهو عالم أحوال جوية في معهد علوم البيئة في المملكة المتحدة وقائد مجموعة البحث: “كنا جميعنا نعتقد بعدم وجود أي منها على عمق أكبر من 200 متر”، و يكمل قائلا: “كثير من البهجة والسرور، كيف لا و قد وجدنا تلك الأمواج على أعماق سحيقة بلغت 1500 متر، فقد كانت أمواج عادية من حيث درجة الحرارة و درجة الملوحة، تتحرك شرقا كل شهرين عبر المحيط الهادي الاستوائي”. قد يكون الاكتشاف مهم جدا في توقع التغيرات في حالة المناخ و توقعات حالة الطقس في المناطق الاستوائية. يعتقد العلماء أن سبب تلك الامواج المحيطية يرجع الى تغير المناخ المعروف بـ ‘تذبذب مادن جوليان ‘ Madden Julian Oscillation – MJO والتي قد تتحول لتكون نقطة انطلاق لظاهرة النينيو في نظام الغلاف الجوي في منطقة المحيط الهادي الاستوائي مما يؤثر على حالة الجو في العالم كله. تذبذب مادن جوليان يعد واحداً من المصادر الرئيسية لتغيرات حالة الجو والمناخ في المنطقة الاستوائية على حد قول الدكتور ماثيو، فهو يقول: “هي تعمل اختلاف كبير في حياة الشعوب في اماكن مثل الهند و اندونيسيا، ففي اسبوع يكون هناك هطول شديد للامطار، و بعد بضعة اسابيع يكون هناك جفاف غير طبيعي، ثم العودة الى الامطار الغزيرة من جديد، وهكذا”. استعمل فريق البحث روبوتات عائمة حرة تعرف ب ARGO FLOATS وهي تعمل على عمق 1000 متر وتصعد للسطح مرة كل 10 أيام، وهي تعمل على قياس درجة الحرارة وملوحة المياه. وعند صعودها الى السطح فهي تقوم بإرسال كل البيانات عبر القمر الصناعي، و من ثم ترجع الى عملها في الاعماق.

    البرفسور هايوود يقول: ” خلال العامين الاخيرين حصلت ثورة في طريقة استكشافنا للمحيط، فقد عمل علماء المحيطات عبر العالم على تجنيد جيش من الروتوتات العائمة قاربت 3000 و كنتيجة لذلك فقد أصبحنا اكثر قدرة على ملاحظة التغيرات في مناخ المحيط، و أكثر قدرة على الحصول على القياسات و البيانات أكثر من أي وقت آخر، علما أن علم المحيطات قد ظهر قبل حوالي 100 سنة “.

    الاعجاز العلمي :

    وصف القرآن الكريم هذه الأسرار والحقائق البحرية فقال تعالى:﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ [النور:40].

    فقد أثبت القرآن وجود ظلمات في البحر العميق، وقيد وصف البحر بلفظ (لجي)؛ ليعلم قارئ القرآن أن هذه الظلمات لاتكون إلا في بحر لجي -أي عميق- ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾ ويخرج بهذا القيد البحر السطحي الذي لا توجد فيه هذه الظلمات.

    وقد بين أهل اللغة والتفسير معنى لفظ (لجي)، فقال قتادة وصاحب تفسير الجلالين: لجي هو العميق. وقال الزمخشري: اللجي العميق الكثير الماء. وقال الطبري: ونسب البحر إلى اللجة بأنه عميق كثير الماء. وقال البشيري: هو الذي لا يدرك قعره، واللجة معظم الماء، والجمع لجج، والتج البحر إذا تلاطمت أمواجه.

    وهذه الظلمات تتكون بسبب العمق في البحر اللجي، وهي ظلمات الأعماق التي سبق الإشارة إليها. قال تعالى: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾. قال الزمخشري: (بظلمات متراكمة من لج البحروالأمواج والسحاب). وقال الخازن:(كظلمات في بحر لجي أي عميق كثير الماء …معناه أن البحر اللجي يكون قعره مظلماً جداً بسبب غمورة الماء) وقال المراغي:(فإن البحر يكون مظلم القعر جداً بسبب غور الماء …).

    وذكر القرآن أن للبحر العميق موج يغشاه من أعلاه.

    قال تعالى:﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ… ﴾ .

    وأكدت الآية وجود موج آخر فوق الموج الأول؛ قال تعالى:﴿ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ… ﴾ وهذه صفة للبحر وهي: وجود موجين في وقت واحد أحدهما فوق الآخر، وليست أمواجاً متتابعة على مكان واحد بل هي موجودة في وقت واحد، والموج الثاني فوق الموج الأول.
    #المصدر
    https://cutt.us/gKGQR
    0

  • Warning: Undefined array key "_snippet" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637
    /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644
    ">
    تحور الساق بعملية البناء الضوئي
    #إعجاز_القرآن

    في معرض التحدي بين الكفر والإيمان يأتي الكافر بقطعة عظم بالية مستنكرا أن تحيا بعد موتها كما بين تعالى في قوله: “وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً ” يس (78) : وهو مثل لا ينبغي لأحد أن يضربه، وهو قياس قدرة الخالق بقدرة المخلوق وان الأمر المستبعد على قدرة المخلوق مستبعد على قدرة الخالق، فسر هذا المثل بقوله: (قَالَ) ذلك الإنسان ( منْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) يس (78)، أي: هل أحد يحييها؟ استفهام إنكار، أي: لا أحد يحييها بعدما بليت وتلاشت، هذا وجه الشبه والمثل، وهو أن هذا الأمر في غاية البعد على ما يعهد من قدرة البشر، وهذا القول الذي صدر من هذا الإنسان غفلة منه (وجهلا) ونسيانا لابتداء خلقه، فلو فطن لخلقه بعد أن لم يكن شيئا مذكورا، فوجد عيانا لم يضرب هذا المثل.فأجاب تعالى عن هذا الاستبعاد بجواب شاف كاف فقال: “قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ” يس (79) وهذا بمجرد تصوره يعلم به علما يقينيا لا شبهة فيه أن الذي أنشأها أول مرة (من العدم) قادر على الإعادة ثاني مرة وهو أهون على القدرة إذا تصوره المتصور.
    (وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) يس (79)هذا أيضا دليل ثان من صفات الله تعالى، وهو أن علمه تعالى محيط بجميع مخلوقاته من جميع أحوالها في جميع الأوقات، ويعلم ما تنقص الأرض من أجساد الأموات وما يبقى، ويعلم الغيب والشهادة فإذا اقر العبد بهذا العلم العظيم، علم انه أعظم وأجل من إحياء الله الموتى من قبورهم، ثم ذكر دليلا ثالثا (معجزا) فقال: “ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ” يس (80)فإذا اخرج النار من الشجر الأخضر الذي هو في غاية الرطوبة مع تضادهما وشدة تخالفهما، فإخراجه الموتى من قبورهم مثل ذلك (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان عبدالرحمن بن ناصر السعدي) (مع وضع الكلمات بين الأقواس).

    وفي التفسير العلمي وبيان الإعجاز في الآيات نقول وبالله التوفيق: في الآيات السابقات من الإعجاز العلمي والدليل المنطقي ما يأخذ بالألباب:

    فالسؤال المطروح: من يحيي العظام وهي رميم؟

    وقد تدرجت الإجابة من المجرد إلى المحسوس، ومن الغائب إلى الحاضر، فالذي خلقها أول مرة على غير مثال سابق من خاماتها الأولية قادر على إنشائها من جديد، وقد خلقها سبحانه وتعالى بقدرة وعلم “ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ” ثم يأتي الله تعالى بالمحسوس والمشاهد والمعجز الدال دلالة قطعية على المقدرة والعلم والإتقان والإعجاز فقال: “ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ” (يس/80)، فالذي خلق النبات الأخضر وانشأ به النار قادر على كل شيء. فالربط بين الشجر الأخضر والنار معجزة علمية، والربط بين الشجر والخضر معجزة كبرى، فإن غاب الشجر غابت النار والطاقة من على الأرض، وان غاب الخضر والاخضرار من النبات هلك النبات واختفى المصدر الرئيس للطاقة الحيوية على الأرض.

    فالطاقة الحيوية مصدرها الأصلي الشمس والمثبت الرئيس للطاقة على الأرض هو النبات (الشجر) حيث تسقط أشعة الشمس بضوئها وحرارتها على الأرض فترتفع درجة حرارة اليابسة والماء، ثم بعد غياب الشمس تفقد اليابسة ويفقد الماء حرارتيهم.

    ولكن عندما تسقط أشعة الشمس على النبات فانه يقوم بأهم وأعجز عملية حيوية على الأرض حيث يحول طاقة الشمس من طاقة ضوئية إلى طاقة كيميائية مخزنة في الروابط الكيميائية لبعض المركبات الحيوية التي أنتجها النبات بما أودع الله تعالى فيه من خصائص حيوية حيث يثبت كربون ثاني أكسيد الكربون الجوي وكربونات الماء، ويستخدم هيدروجين الماء ليكون السكريات الأولية في النبات وينطلق أكسجين الماء إلى الغلاف الجوي لتعيش عليه الكائنات الحية الهوائية التنفس (النبات – الحيوان – الكائنات الحية الدقيقة الهوائية التنفس والإنسان).وتتم هذه العملية المهمة والمعجزة وفق المعادلة التالية: ثاني أكسيد الكربون + الماء في وجود طاقة الشمس الضوئية يعطى سكرا وأكسجين.

    الورقة النباتية المفلطحة لاقتناص الضوء

    وقد هيأ الله سبحانه وتعالى النبات للقيام بذلك حيث خلق له ورقة نباتية مفلطحة تستقبل أكبركمية من الضوء، ورتب تلك الأوراق على النبات ترتيبا معجزا بحيث لا تحول دون سقوط ضوء الشمس على كل ورقة في النبات، وإذا كان النبات في الظل كانت ورقته مفلطحة أكثر وذات تركيب داخلي يعمل على اقتناص اقل كمية من الضوء تسقط عليه، وإذا كان وجود الأوراق يهدد النبات في البيئات الجافة والصحراوية تحولت الأوراق إلى أشواك أو حراشيف وحوت الساق اللون الأخضر للقيام بعملية البناء الضوئي عوضا عن الورقة.

    وأودع الله تعالى في الأوراق البلاستيدات الخضراء للقيام بالبناء الضوئي والملونة لحماية البلاستيدات الخضراء من الضوء الشديد وإضفاء البهجة على الأوراق والأزهار والثمار والأوراق الموجودة فيها تلك البلاستيدات.

    والبلاستيدات الخضراء تراكيب بيضية الشكل ذات غشاء مزدوج يتكون من الغشاء الخارجي والغشاء الداخلي بداخله سائل يسمى الحشوة، يحيط بالتراكيب الداخلية للبلاستيدة، بداخله تركيب عجيب يسمى بالجرانا يتكون من وحدات قرصية مرصوصة فوق بعضها رصا معجزا تسمى الواحدة منها بالتلاكويدات الجرانية، كما توجد وصلات بين الجرانا بوحدات تسمى ثلاكويدات الحشوة.هذا التركيب البلاستيدتي المعجز يحتوي على صبغ اليخضور أو الكلوروفيل وهو خليط من أربع مواد على الأقل اثنتان منها خضراوان هما كلوروفيل أ وهو أخضر مشوب بزرقة والثاني ب وهو أخضر مشوب بصفرة وكلاهما موجود في البلاستيدات الخضراء بنسبة (3) إلى (1) تقريبا، وصبغتان صفراوان هما الكاروتين والزانثوفيل.

    التركيب المعجز للبلاستيدة الخضراء

    والكلوروفيل – خاصة كلوروفيل (أ) هو مادة الاقتناص الرئيسة للضوء، وهو الذي يبدأ تفاعلات البناء الضوئي (انظر كتاب النبات العام احمد مجاهد وآخرون).

    ويتكون جزيء الكلوروفيل من حلقة بورفيرين تتكون من أربع حلقات من البيرول يحتوي وسطها على ذرة مغنسيوم وتمتد من إحدى حلقات البيرول الاربع سلسلة كحول الفيتول.

    وتقوم الأصباغ الأخرى بحماية جزيء الكلوروفيل من الأكسدة الضوئية والضوء الزائد وبعمليات معجزة وطويلة ومعقدة لا يتسع المقام لبيانها يتم تثبيت ثاني أكسيد الكربون والطاقة الضوئية في السكريات الناتجة من البناء الضوئي، التي تتحول إلى دهون وبروتين وفيتامينات ومنتجات نباتية أخرى داخل النبات، ويتكون اللحاء والفلين والخشب في النبات، وكلها مركبات تحوي الطاقة النباتية الحيوية المخزنة وعندما يتغذى الإنسان والحيوان وتتغذى الكائنات الحية على المنتجات النباتية تتحول إلى طاقة للحياة والى دهون وبروتين حيواني تتغذى عليه الكائنات الحية غير الذاتية التغذية.

    المهم في القضية هنا أن النبات الأخضر (الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ) هو الذي يحول الطاقة الشمسية الضوئية إلى طاقة كيميائية مخزنة في جذور وجذوع وأوراق وثمار النبات، التي بإشعالها تتحرر تلك الطاقة على هيئة نار يستعملها الإنسان في شتى الاستعمالات المنزلية والصناعية والحياتية، ولذلك ضرب الله تعالى بها المثل المادي العلمي المحسوس المبين لقدرته ومقدرته وعلمه القادر وحده على خلق الإنسان من العدم وإعادة بعثه بعد تحلله.

    ملخص عملية البناء الضوئي
    خلقه من خاماته الأولية، وبعثه من خاماته الأولية، وهو القادر على إنتاج المركبات النباتية وأهمها الطاقة والنار من خاماتها الأولية، والقادر على إطلاقها بما أودع فيها وفي البيئة الأرضية من خصائص معجزة ومركبات معجزة وعمليات لتثبيت وتحرير الطاقة معجزة، وخلق البلاستيدات الخضراء لتثبيت الطاقة وخلق عضيات أخرى كالميتوكوندريا لتحرير تلك الطاقة كما أوضحنا في كتابنا معجزات حيوية علمية ميسرة.
    #المصدر
    https://cutt.us/SWmVn
    0
  • "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"
    #خواطر_الشعراوي
    "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" #خواطر_الشعراوي
    6
    13 1

  • Warning: Undefined array key "_snippet" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637
    /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644
    ">
    #إعجاز_القرآن
    الإعجــاز العلمي في قوله تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ، ومَا لا تُبْصِرُونَ)

    إن الله عز وجل قد أقسم في كتابه الكريم بالعديد من الأشياء العظيمة والأمور الجليلة فقال عز وجل في سورة القيامة ( لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ .ولا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) (1) وفي سورة الواقعة ( فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) (2) وفي سورة الانشقاق ( فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) (3) وفي سورة التكاثر ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ . الجَوَارِ الكُنَّسِ)(4) وفي سورة الطارق يقول الله عز وجل : (وَالسَّمَاءِ والطَّارِق(ِ (5).. ويقــول الله عــز وجــل فـي ســورة الشمــس ( وَالشَّمْسِ وضُحَاهَا . والْقَمَرِ إذَا تَلاهَا. والنَّهَارِ إذَا جَلاَّهَا)(6) وفي سورة الضحى يقول الله تعالى ( وَالضُّحَى . واللَّيْلِ إذَا سَجَى . مَا ودَّعَكَ رَبُّكَ ومَا قَلَى)(7) وغير ذلك كثير مما أقسم الله به في كتابة الكريم ولأن الله سبحانه وتعالى عظيم فهو لا يقسم إلا بشئ عظيم مما يدعو المسلم إلى التفكر والتدبر وإمعان النظر فيما أقسم به الله ومحاولة استجلاءه والتعرف على مواطن العظمة فيه والتي جعلته ينال هذا الشرف العظيم وهو قسم الله سبحانه.

    ومن هذا المنطلق نود أن نقف وقفة تدبر وتأمل لقول الله تعالى : ( فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . ومَا لا تُبْصِرُونَ)(8) وتوسيع مدلول هذه الآية وتعميق معانيها في الوجدان والفكر الإنساني على ضوء الاكتشافات العلمية المعاصرة وإظهار الإعجاز العلمي وثبوت هذه الحقائق العلمية التي تنبأ بها القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً من الزمان.


    البصر في اللغة العربية:

    ورد في معجم لسان العرب، قال ابن الأَثـير، فـي أَسماء الله تعالـى البَصِير، هو الذي يشاهد الأَشياء كلها ظاهرها وخافـيها بغير جارحة، وقـيل: البَصَر حاسة الرؤْية. وقال ابن سيده: البَصَر حِسُّ العَيّنٌ والـجمع أَبْصار

    قال سيبويه: بَصُر صار مُبْصِرا، وأَبصره إِذا أَخبر بالذي وقعت عينه علـيه، وأَبْصَرْت الشيءَ: رأَيته. وباصَرَه : نظر معه إِلـى شيء أَيُهما يُبْصِرُه قبل صاحبه. وباصَرَه أَيضاً: أَبْصَرَه.


    ما جاء في تفسير الآيتين الكريمتين:

    القسم في القرآن بـ " لا أقسم":

    وفي التفاسير إجمالا أن لا أقسم تعني أقسم و هي قسم مؤكدة بأداة النفي لا.

    قال القرطبي في الجامع لإحكام القرآن، المعنى أقسم بالأشياء كلّها ما ترون منها وما لاترون.


    وورد في تفسيرا لقرآن العظيم لابن كثير؛ يقول تعالى مقسماً لخلقه بما يشاهدونه من آياته في مخلوقاته الدالة على كماله في أسمائه وصفاته، وما غاب عنهم مما لا يشاهدونه من المغيبات عنهم:

    و في تفسير الجلالين؛ {لا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ} من المخلوقات، { وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ} منها أي بكل مخلوق.

    و جاء في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي؛ أقسم تعالى، بما يبصر الخلق من جميع الأشياء، وما لا يبصرونه. فدخل في ذلك كل الخلق.

    أقوال الكتاب المعاصرين في هذه الآية:

    يقول الدكتور عبد الباسط الجمل في كتابه "عالم الحياة بين القرآن و العلم": إذن يوجد في البيئة ما يعيش معنا، ولا نبصره، ولكن قد نبصره مستقبلاً، ولذا كانت دقة لفظ القرآن ( وما لا تبصرون) ولم يكن القول – ولله المثل الأعلى في قوله ( بما لن تبصرون) وذلك يمثل عطاءً من الله للإنسان ممثلاً في تلك القدرات العقلية التي منحه إياها ليستخدمها في كشف اللثام عن هذه الكائنات.

    و يقول عبد الرزاق نوفل في كتابه "القرآن و العلم الحديث": إن التقدم في العلوم قد أثبت أن الوجود ينقسم إلى عالمين: عالم منظور, وآخر غير منظور. . فالأول هو كل ما يراه الإنسان سواء بعينه المجردة أم بالمجاهر والأجهزة المقربة، فكل ما في السماء وما تحت الأرض وما في قاع المحيطات وما في السحب وكل ما يمكن رؤيته بالعين إنما هو من العالم المنظور، والعالم غير المنظور قد أصبح حقيقة لا تقبل الشك والجدل . . ويقول العلماء أن هذا العالم أوسع وأرحب من العـالم المنظور وأكثر ازدحاماً! !..

    و يقول د/عدنان الشريف في كتابه "من علم الفلك القرآني": أقسم المولى في الآية الكريمة بجميع مخلوقاته سواء كانت مرئية بالعين المجردة أو بواسطة المجهر والمرصد، أو غير مرئية كالأشعة المجهولة والملائكة والروح والجان والجنة والنار وكل الغيبيات . ربما كان ذلك ، والله أعلم ، لكي يتوقف الإنسان العاقل مطولاً أمام بديع الصنعة والإعجاز الكامن في كل خلق من مخلوقات الله بدءاً من أصغر جسيم في الذرة وهو "الكوارك" (Quark) وانتهاءً بأكبر المجرات وأبعدها.

    و يقول الدكتور حامد أحمد حامد في كتابه "رحلة الإيمان في جسم الإنسان" أن العين تستطيع رؤية الموجات بين 400-700 نانومتر بينما لا تستطيع رؤية الموجات الأقصر مثل الأشعة فوق البنفسجية و الموجات الأطول مثل الأشعة تحت الحمراء.

    كيف نبصر بأعيننا؟

    إن كرة العين التي لم يتعدى وزنها 8 جرامات معجزة من الله تعالى ففي طبقة واحدة من طبقات شبكية العين يوجد 500 مليون خلية بصرية Rods and Cons Photoreceptors وإنه عندما تسقط أشعة الصورة على الشبكية تلتقطها خلايا ضوئية متخصصة منها 8 مليون خلية (المخاريط) متخصصة في الضوء الساطع و150 مليون خلية على جوانب الشبكية( العصي) متخصصة في الضوء الخافت.

    ويلعب فيتامين ( أ ) دوراً رئيسياً في رؤية الأشياء والألوان لأنه المصدر الرئيسي لمادة الرتينال Retinal

    وتحدث تغيرات كيميائية في أقل من البليون في الثانية. ويخرج من قاع العين العصب البصري Optic Nerve المؤلف من نصف مليون ليف عصبي الذي ينقل طيف الضوء إلى مركز البصر في الدماغ والذي يحولها إلى صورة مرئية، ويبلغ سرعة إرسال الصورة في العصب البصري ألف مرة في الثانية.(9)

    قال تعالى:{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ}(10)

    ومن حكمة الله أنه أثناء الضوء بالنهار والظلام بالليل تتبادل كل من العصي والمخاريط عملها لتمكن الإنسان من الرؤية في الظروف المختلفة. و لو لم يكن الأمر كذلك لهلكت. كما تتأثر بطريقة شديدة لو تعرضت لظلام أو إضاءة لفترة طويلة، فإذا اشتد الظلام وطال أصيبت العين بغشاوة وعميت لتوقف دورة فيتامين (أ) و الريتينول عن تكوين الرودبسين اللازم للرؤية في غياب الضوء. ومثال على ذلك ما حدث لجاجارين ورواد الفضاء الأولين عندما خرجوا من الأرض فلم يروا السماء إلى ظلاماً دامساً، مغطاة بالسديم المعتم ، والنجوم تتلألأ وراءه وصدق الله تعالى إذ يقول في محكم آياته :

    ( لَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُوا إنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ)(11)


    الموجات الكهرومغناطيسية و العالمين المرئي و غير المرئي:

    عندما قام إسحاق نيوتن (1642/1727) بوضع منشور زجاجي في مسار ضوء الشمس الذي يمر عبر شق طولي في غرفة مظلمة وتم استقبال الأشعة الناتجة على شاشة بيضاء ظهر شريط من الألوان يتراوح من الأزرق الغامق، إلى الأحمر القاتم ولأن ضوء الشمس معروف انه أبيض وزجاج المنشور شفاف لا لون له، فقد استنتج نيوتن أن الألوان كانت عناصر أو أجزاء من الضوء الأبيض وأن المنشور قد قام بتحليل الضوء إلى سبعة ألوان وهي الأحمر، البرتقالي، والأصفر، والأخضر، والأزرق، والنيلي، والبنفسجي.

    والضوء هو شكل من أشكال الطاقة وهو جزء من الموجات الكهرومغناطيسية Electromagnetic waves والتي تبدأ من الأشعة الكونية الشديدة القصر ، ويزيد طول موجتها حتى تصل إلى الموجات اللاسلكية الطويلة التي تستخدم في الإذاعة. والعين تستطيع رؤية الموجات التي تتراوح طول موجاتها من حوالي أربعمائة نانومتر( النانومتر يساوي 1/106 مليمتر) للضوء البنفسجي إلى حوالي 700 ناتوميتر للضوء الأحمر spectrum) (Visible ولا تستطيع العين رؤية الموجات الكهرومغناطيسية المتبقية وهي ما فوق أو تحت التردد المذكور و هي الأشعة الكونية ، أشعة جاما، أشعة أكس، الأشعة فوق البنفسجية ، الأشعة تحت الحمراء ، أشعة الرادار ، والموجات الدقيقة الصغرى ، والأشعة الراديوية ، وتطبيقاتها في الحياة كثيرة ، وممكن رؤية تأثيراتها على أفلام حساسة ، مثل الأشعة تحت الحمراء Infrared rays وأشعة جاما Gamma rays وأشعة أكس X-rays .(12) أما عن الاستخدامات النافعة لأشعة اكس و أشعة جاما فحدث و لا حرج. فهما ينتميان للجزء غير المرئي من الموجات الكهرومغناطيسية فنحن لا نراهما بأعيننا و لا توجد وسيلة حتى وقتنا الحالي لرؤيتهما. لكننا قدعلمنا بوجودهما من واقع تأثيراتهما (على أفلام التصوير الحساسة مثلا) و من واقع الحسابات العلمية التي تؤكد ضرورة وجودهما. و من العجيب أن هذه الأشعة غير المرئية التي لا نبصرها تستخدم على نطاق واسع لإعطاء صورة مرئية نبصرها لما بداخل الجسم البشري من أعضاء لا نبصرها فسبحان القائل:فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ، ومَا لا تُبْصِرُونَ((الحاقة 38 ، 39 ).

    و تستخدم أشعة جاما و شعاع الإلكترونات أيضا في تدمير الأورام السرطانية داخل الجسم. كما تستخدم أشعة جاما غير المرئية في تعقيم الأدوات الطبية عن طريق قتل البكتريا و الجرثومات غير المرئية و مثل ذلك حفظ الأغذية عن طريق تعقيمها بأشعة جاما و هي الوسيلة التي تعد الأكثر أمانا في هذا المجال حسبما أثبتت الدراسات العلمية المتخصصة. بل أن البترول الذي يستخرج من أعماق سحيقة لا تبصرها العيون تجلى خصائصه قبل استخراجه باستخدام أشعة جاما. حتى الثقوب الدقيقة في اللحام الصناعي التي لا تراها العيون نتعرف عليها عن طريق التصوير بأشعة جاما أيضا. و في المطارات تستخدم أشعة اكس في الكشف عن ما خفي من المخدرات و الأسلحة و محتويات الحقائب المختلفة.


    التقنيات الحديثة و توسيع دائرة الإبصار:

    وقد ساهمت الاكتشافات والتقنيات الحديثة المعتمدة على الموجات الكهرومغناطيسية في توسيع دائرة الإبصار فأبصرنا ما لم نكن نبصره، فكم من الكائنات الدقيقة كانت مغيبة عنا حتى وقت قريب حينما تم اكتشاف المجهر الضوئي في القرن السابع عشر من الميلاد وأبصر الإنسان ما لم يكن يبصره من عجائب خلق الله من خلايا البكتريا والطحالب والفطريات وأصبح يرى كيف تتغذى وتتكاثر وكيف تغزو الميكروبات أجسامنا وكيف تتصدى لها كريات الدم البيضاء والتي تمثل عنصرا رئيسيا في جهاز المناعة وأثبت الإنسان بالميكروسكوب أن النطفة والبويضة ضروريان كلاهما للحمل وهذا بعد قرون عديدة مما ذكر في القرآن الكريم ورأى الإنسان في جسده كيف تتكون الأعضاء من أنسجة وكيف تتكون الأنسجة من خلايا وجاء المجهر الإلكتروني Electronic Microscope فإذا به يأخذ البصر إلى أفاق جديدة تماماً ويرى العلماء مكونات الخلية والحمض النووي DNA والجينات الوراثية والذي أعطى عمقاً في فهم علم الوراثة وتطبيقاته في علم الهندسة الوراثية.

    قال تعالى: " وفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ . وفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ"(13).


    ومن العجب أن المجهر الإلكتروني يستخدم أدق ما لا نبصر وهو الإلكترون ليرينا أدق مالا نبصر من مكونات الخلايا ووظائفها. و لا ننسى في هذا المقام التطور الهائل في التلسكوبات الفضائية والتي مكنت الإنسان من أن يبصر الأجرام السماوية البعيدة و يرى تفاصيل النجوم والكواكب.

    بل ووطئت قدم الإنسان سطح القمر فرآه رأي العين وتفحص أرضه وأمسك بتربته وسيرت المركبات الفضائية تستكشف غرائب الكون وعجائبه وتنقل لنا صوراً تراها أعيننا لم تبصرها أعين السابقين، وكذلك أذن الله للإنسان أن يبصر عظيم آياته التي كانت من قبل غيباً لا تدركه أبصارنا أو كانت من ما لا يبصرون. أما عن المناظير الضوئية الطبية Endoscopes فقد تمكن الإنسان من أن يطوع الضوء ليسير في مسارات متعرجة باستخدام الألياف الضوئية بداخل هذه المناظير. وأمكن له بذلك رؤية أدق تفاصيل أجهزة الجسم المتعددة وأحدث ثورة في التشخيص المبكر للأمراض والأورام وإجراء أدق الجراحات اللازمة بدون مضاعفات، وأمكن إدخال مناظير دقيقة داخل الرحم لتصوير مراحل التطور للجنين منذ نشأته وساعد على فهم أشياء وحقائق في علم الأجنة ما كنا نراها من قبل و وصفها القرآن الكريم بدقة منذ أربعة عشر قرنا من الزمان. فمنذ خمس عشرة سنة صور العالم (لينارد نلسون Lennard Nilsson) مختلف مراحل تخلق الإنسان منذ بدء الحمل حتى الولادة ونال عن عمله المتقن جائزة نوبل للتصوير الطبي فقد استطاع المصور العالم أن يلتقط صورا رائعة للجنين في طور النطفة والعلقة والمضغة وطور تكوين العظام الذي يسبق بأسبوع فقط طور اكتساء العظام باللحم (14). وأحدث الميكروسكوب الإلكتروني ثورة في الجراحات الميكروسكوبية في جراحات نقل الأعضاء وجراحات الأوعية الدموية والأعصاب واستئصال الأورام من النخاع الشوكي واستئصال الغضروف.

    ومما لم نكن نبصر أيضاً أموراً كانت تحدث في أزمنة شديدة الصغر كاتحاد جزيئات المواد فبالرغم من أمكانية رؤية الجزيئات الصغيرة مثل جزيئات المواد باستخدام الميكروسكوب فإن تفاعل الجزيئات لتكوين جزيئات جديدة كان مما لا نبصر لفرط سرعته ويأتي الوقت الذي يأذن فيه الله أن يبصر الإنسان هذا الحدث الفريد أيضاً وذلك باستخدام ما يشبه (الكاميرا ) تعمل بأشعة الليزر في زمان متناه في الصغر يبلغ 10-15 من الثانية وهو ما يسمى (الفمتو) ثانية وهو الاكتشاف العلمي للعالم أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء سنة 1999م، وهو فتح جديد نبصر به ما لم نبصر من قبل من ملايين التفاعلات التي تحدث بين جزيئات المواد المختلفة.

    والمتأمل فيما سبق يجد تلازماً عجيباً في استخدام ما نبصر كالضوء يمشي في الألياف الضوئية لنرى مالا نبصر كالأعضاء الداخلية أو استخدام أشعة الليزر لنرى تفاعلات الجزيئات وكأن الآيتين الكريمتين بالصورة التي ذكرتا بها تنبئان عن هذا الارتباط الوثـيق.

    و لقد لعبت التقنيات الحديثة في التصوير الضوئي دوراً كبيراً في الحرب الإلكترونية والتجسس والأمن والسلامة ضد السرقات والإرهاب والكشف الجنائي وزادت في قدراتنا على إبصار ما لم نكن نراه من قبل من قرون من الزمان فاستخدمت بصمات الأصابع لمعرفة الجناة ثم تلا ذلك حديثا أسلوب تحليل الحامض النووي و هو أكثر دقة و إبهارا. كما استحدثت الكاميرات التي لها حساسية فائقة في التصوير الليلي باستخدام تكنولوجيا الأجهزة المرتبطة بالشحنات Charge-Coupled Devices (CCD). و يلحق بذلك أيضا الأنظمة الكهروبصرية Electro-optical systems المستخدمة في أجهزة الرؤية الليلية والتصوير الحراري بواسطة الأشعة تحت الحمراء ،و هي أنظمة لجمع الاستخبارات تستخدم في الحرب الإلكترونية وإرسال صور تلفزيونية أو فوتوغرافية تحت أي ظروف مهما كانت سيئة وفي الظلام الدامس و كل ذلك أمور لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة أو باستخدام آلات التصوير التقليدية.(15)

    و تستخدم الأشعة تحت الحمراء أيضا في الرصد الفضائي حيث يستخدم مركز

    علوم الفلك البريطاني في أدنبرة أحدث أنواع هذه الكاميرات و تسمى WFCAM حيث تغطي الصور التي التقطتها هذه الكاميرا لكوكبة أوريون مساحة تزيد 3600 مرة من تلك التي تغطيها الأشعة تحت الحمراء في تلسكوب هابل الفضائي.

    وتستخدم الموجات فوق الصوتية (وهي موجات تصادمية لا نبصرها و لا تنتمي للموجات الكهرومغناطيسية) في تصوير الجسم و متابعة الحمل و يرجع لها الفضل الكثير في بيان مطابقة آيات تطور خلق الجنين للواقع وكل ذلك كان غيبا عنا حتى أمد غير بعيد. وللموجات فوق الصوتية أيضا استخدامات مفيدة في العلاج الطبيعي.

    و يستخدم الرنين النووي المغناطيسي في التصوير الطبي حيث يعطي صورا تشخيصية مبهرة للأنسجة الحيوية باستخدام مجال مغناطيسي فائق الشدة. و يعتبر هذا الأسلوب صيحة العصر في التصوير الطبي الدقيق.

    و مما كان غيباً عنا لا نبصره حتى أظهره الله لنا قاع البحار و المحيطات، و ما فيه من عجائب خلق الله التي لم يكن متيسرا لأحد رؤيتها من قبل فإذ بالغواصات و الكاميرات ووسائل الغوص المختلفة تبصرنا بما فيه من آيات الله مما يخطف العيون و يجذب الأبصار لروعته و عظمته. قال تعالى " أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ " التوبة 40 .

    و من المثير للدهشة أن الذين يولدون و قد حرموا نعمة البصر تولد معهم حاسة تجعلهم يميزون الأصوات بطريقة لا يستطيعها المبصر ويستطيعون تحديد الأبعاد وهو ما يسمى حاسة الكفيف السادسة. لذا يمكن القول أن هؤلاء الذين يفقدون البصر يبصرون بغيره أما الذين يفقدون الإيمان بالله فسيرون في الأرض آيات بينات تشهد على وجود الله وقدرته ولكنهم لا يبصرونها (أي بقلوبهم)، فمن فقد البصر لم يفقد شيئاً ومن فقد البصيرة فقد كل شيء.

    يقول الله في سورة الحج( الآية 46): ( فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور) .

    وبعد، فإن ما ذكر ليس إلا غيض من فيض من الآيات المتكشفة لنا و التي تبين لماذا أقسم الله عز وجل بما نبصر وما لا نبصر وكيف أن الله عز وجل يرينا ما لم يرى آبائنا وأجدادنا وكأنه كلما زادت الفتن والشبهات زاد تكشف الآيات المثبتات والدلائل المرشدات إلى صراط الله المستقيم وأنه كلما أنبهر الإنسان بالتقدم العلمي والتكنولوجي تكشف له ضآلة علمه أمام عظمة علم الله وقدرته وصدق الله إذ يقول: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد ..)(16)


    وجه الإعجاز العلمي في الآية الكريمة


    في قول الله تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ. ومَا لا تُبْصِرُونَ)(17).

    1- كان الاعتقاد السائد في الماضي أن الإبصار يحدث نتيجة خروج شعاع من العين يسقط على الجسم فتتم رؤيته، وقد ثبت خطأ هذا الاعتقاد بعد تقدم الدراسات التشريحية والوظيفية للعين، واستخدام العديد من التحليلات البصرية لفهم كيفية حدوث الإبصار.

    وقد أثبتت هذه الدراسات حدوث الإبصار نتيجة سقوط شعاع من الضوء على الجسم، ثم ينعكس من الجسم ليسقط على العين، وعملية الانعكاس تتم للون واحد ( طول موجي واحد) وهو جزء من الموجات الكهرومغناطيسية وهو من ألوان الطيف السبعة المكونين لشعاع الضوء المرئي ومن ثم فوجود شعاع الضوء أساسي لحدوث عملية الإبصار، فلا يمكن حدوث الإبصار في الظلام لعدم وجود الأطوال الموجية للأشعة المرئية والتي يمكن للأجسام امتصاص بعضها وعكس الأخر لترى به العين عند سقوطه على الشبكية. بينما لا تستطيع العين رؤية ما فوق وما تحت هذا المجال من الأطوال الموجية. و لم تكشف حقيقة الإبصار وعدم الإبصار وأهمية وجود الأشعة المرئية وغير المرئية إلا بعد تقدم الدراسات البصرية حديثاً وقد أشار القرآن الكريم إلى تلك الأهمية منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان في تلك الآية الكريمة.


    (فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ. ومَا لا تُبْصِرُونَ).

    2- ويظهر الإعجاز العلمي في الآيتين 38، 39 من سورة الحاقة حكمة الله في تعاقب الإبصار وعدم الإبصار كما في قوله تعالى في كتابه المبين:(وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة....) سورة الإسراء الآية 12. أي أنه من جوانب الإعجاز الكوني في القرآن الكريم تعاقب وتداخل الليل والنهار. فلا الحياة كلها مظلمة لا تبصر العين فيها لعدم سقوط الأشعة المرئية ولا هي كلها نهار مضيء تبصر العين فيه، بل إن الله جلت قدرته وزع الليل والنهار في الكون بما يشهد على عظمته وعلى قدرته في خلقه. والكشف العلمي الحديث لعلوم الإبصار يوضح أن الخلايا البصرية والعصي و المخاريط في الشبكية لها دور هام في عملية الإبصار في الليل و النهار فحكمة الله هو تمكنها من الرؤية في الظروف المختلفة و إلا هلكت أو تأثرت بشدة لو تعرضت إلى ظلام أو إضاءة لفترة طويلة و لتوقفت دورة فيتامين (أ) والريتنول عند تكوين الرودبسن اللازم للرؤية في غياب الضوء.

    3- لفت القرآن الكريم، معجزة الإسلام الخالدة، النظر إلى ما توصل إليه العلماء ومازالوا يجدون في مكتشفاتهم البحثية وما توصل له العلم الحديث من تقنيات حديثة ووسائل للرؤية. كما لفت القرآن الكريم النظر إلى أمور لم نكن نبصرها لدقتها كخلايا البكتريا والطحالب والفطريات و كيف تتغذى وتتكاثر الميكروبات في أجسامنا وكيف تتصدى لها كريات الدم البيضاء وأجهزة المناعة وكيف أن النطفة والبويضة ضروريان للحمل. فهكذا تلفت الآيتان الكريمتان قبل قرون عديدة أنظار العلماء و أفكارهم إلى ما خفي عليهم من عظيم آيات الله في الكون مبشرة برؤية ما لم نكن نراه سابقاً.

    4- والآية الكريمة أيضا تحث على طلب العلم والدعوة للاستمرار في البحث في أمور الدنيا لاستكشاف ما خفي على الناس مما يقرب العباد من الله و يصلهم به، فزيادة الإيمان تتأتى بالتفكر في آيات الله المنظورة في خلق الله في السماوات والأرض و ما بينهما و ما تحت الثرى.

    والذي يؤكد أن الفكر الإسلامي فكر علمي مطالبة القرآن الإنسان أن يستعمل فكره وعقله في أوسع مدى يستطيعه (قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ)، ففي النظر إلى السموات قال تعالى (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وزَيَّنَّاهَا).(18)

    وإلى إحياء الأرض بعد موتها قال تعالى) فَانظُرْ إلَى آثَارِ رَحْمَتِ الله كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)(19)

    وإلى ابتداء الخلق قال تعالى(قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بدأ الخلق)(20)

    وإلى خلق الله تعالى فقال سبحانه (أَفَلا يَنظُرُونَ إلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ )(21) وإلى خلق الإنسان فقال سبحانه (فَلْيَنظُرِ الإنسَانُ مِمَّ خُلِقَ)(22) [ الطارق: 5]

    وإلى الأمم السابقة (أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً)(23) [ الروم : 9]

    وفي لفت نظر الإنسان إلى طعامه، ( فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صباً ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حباً وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلاً وحدائق غلبا وفاكهة وأبا) [عبس 24-31].

    وإلى التدبر في عظيم صنعه في الإنسان: ( وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) [ الذريات : 20،21].

    ومما أحدثته التقنيات الحديثة، الكشف عما لم يكن يراه الإنسان من قرون مضت مثل التطور الهائل في علم الفضاء حيث لم يكن الإنسان يبصر الأجرام السماوية ويرى تفاصيل النجوم والكواكب ولا يزال هناك الكثير المجهول من المجرات السماوية الأخرى. و يبصر الإنسان ويكتشف كل يوم ما كان يجهله من آلاف السنين كاستخدام المناظير الضوئية و الميكروسكوبات الإلكترونية التي مكنت الإنسان من رؤية أدق التفاصيل في أجهزة الجسم وأحدثت ثورة في التشخيص المبكر للآلام والأورام. وكلما تقدمت التقنيات الحديثة في عملية الإبصار فإنها تساعد في عملية البحث والتنقيب وإظهار ما كان في عالم غير مرئي. و هذا هو ما أشار القرآن الكريم كتاب الله المبين إليه منذ أربعة عشر قرنا من الزمان وأنه ما كان خافيا على الأجيال السابقة أصبح واضحا جليا للأجيال الحالية والقادمة مما يحث العلماء و يحفز هممهم إلى بذل الجهد و الوقت و المال لاستجلاء المزيد مما لانزال نجهله و لا نبصره.

    5- أنبأ القرآن الكريم بأن الإنسان سيعلم النشأة الأولى للأشياء يوم لم يكن الإنسان يعرف شيئاً ، يذكر عن هذه النشأة : (ولَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ)(24) ومنذ القرن الثامن عشر وحتى اليوم بدأ العلم يكشف مكونات الأشياء ، كما أنبأ القرآن الكريم بأن للذرة وزناً وبأنه توجد أشياء أصغر من الذرة لها وزن. واكتشف الإنسان منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم، الذرة وجزيئات الذرة، ووجد لبعضها وزناً: ( لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) [سبأ : 3] .

    وأصبح الإنسان يبصر تفاعل الجزيئات لتكوين جزيئات جديدة باستخدام ما يشبه الكاميرا والتي تعمل بأشعة الليزر في زمان منتهاه في الصفر يبلغ 10-15 من الثانية ما يسمى (الفتو) وهو الاكتشاف العلمي للعالم أحمد زويل وهو فتح جديد نبصر ما لم يبصر من قبل.

    وقد أنبأ القرآن الكريم بأن السماوات والأرض قائمة على نظام أسماه بالحق (خلق السماوات والأرض بالحق تعالى عما يشركون) ( النحل : 3) ومنذ القرن السابع عشر وحتى اليوم لا يزال العلم يكتشف الكثير عن النظام الذي قامت عليه السماوات والأرض ، وقد اختصرها العلم اليوم بالقوى الرئيسية الأربع في الكون: قوة الجاذبية ، والقوة الكهرمغناطيسية ، والقوة النووية القوية ، والقوة النووية الضعيفة ، وأقسم المولى بأن هناك أشياء مرئية وغير مرئية ( فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون) الحاقة : 38، 39 . ومنذ القرن السابع عشر وحتى اليوم لا يزال العلم يكتشف قوى مرئية وغير مرئية (فسبحان الله حين تمسون و حين تصبحون. و له الحمد في السموات و الأرض و عشيا و حين تظهرون) [ الروم 17، 18].
    #المصدر
    https://cutt.us/Nlybd
    0

  • Warning: Undefined array key "_snippet" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1637
    /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644

    Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8f0268df54817238f13874b362c108408ba52b31_0.file.__feeds_post.body.tpl.php on line 1644
    ">
    #إعجاز_القرآن
    هل لهذا الكون من إله؟

    هل الكون أزلي؟أم يوجد خالق لهذا الكون؟وإذا كان للكون خالق فما هي صفاته؟

    هل يوجد تعارض بين الدين و العلم الحديث أم أن العلم الحديث جاء ليؤكد ما في الدين؟

    قبل الإجابة عن هذه الأسئلة لابد أن نتطرق لواحد من أهم العلوم التطبيقية ألا وهو علم الترموديناميك العلم الذي يدرس الظواهر الفيزيائية و الكيميائية و التي تعد مبادئه أساس لبقية العلوم إذ كل الظواهر في الكون هي إما فيزيائية أو كيميائية.

    القانون الأول في الترموديناميك:THE FIRST LAW OF THERMODYNAMIC:

    الطاقة و قانون حفظ الطاقة:ENERGY AND THE LAW OF CONSERVATION:

    الكون كما هو معروف مؤلف من أجسام مادية متحركة و بقصد بالحركة هنا أشكالها من حركة الكواكب و الطائرات إلى حركة جزيئات المادة و الإلكترونات و الجسيمات الأولية الأخرى المتشكلة في نواة الذرة حركات انتقالية أو اهتزازية أو دورانية……… .إلخ

    الطاقة لا تخلق من العدم و لا تفنى بل تتحول من شكل إلى أخر،كما أن كتلة المادة تعتبر جزء من أنواع الطاقة يمكن أن تتحول إلى أشكال الطاقة الأخرى (حرارية_ ضوئية _ ميكانيكية……إلخ)

    كما يحدث في التفاعلات النووية حيث يتحول جزء من كتلة المادة إلى طاقة.

    العمليات التلقائية وغير التلقائية:SPONTANEOUS AND NONSPONTANEOUS PROCESSES:

    القانون الأول في الترموديناميك وهو قانون حفظ الطاقة عاجز عن تفسير كثير من الأمور الحيوية فهو لا يستطيع مثلا تأكيد إمكانية حصول عملية ما أو نفيها أو تحديد اتجاهها الذي يجب أن تسير فيه.

    الجملة: يمكن اعتبار أي شئ و مجموعة أشياء جملة فمثلا جزيئات الهواء في الغرفة تعد جملة و الكرسي جملة و الطاولة جملة ويمكن اعتبار الكرة الأرضية كلها جملة أو الكون بأكمله جملة.

    الجملة المعزولة (ISOLATED SYSTEM ):هي الجملة التي لا تتبادل المادة والطاقة مع الوسط المحيط.

    العملية التلقائية: هي العمليات التي تتم دون تأثير خارجي على الجملة .

    مثال:(انتقال الحرارة من الجسم الساخن إلى أخر بارد_ أو تحول العمل إلى حرارة بالاحتكاك_ أو امتزاج غازين ببعضهما_ أو انفجار غاز قابل للاحتراق……….) .

    العملية غير التلقائية: هي العمليات التي تتم بتأثير خارجي على الجملة.

    مثال:1)انتقال الحرارة من جسم بارد إلى أخر ساخن كالبراد و الفريزر الذي يتم فيه نقل الحرارة من داخل البراد (الجزء البارد)إلى خارج البراد(الجزء الساخن) فهذه العملية لا تتم تلقائيا بل يلزمها مؤثر خارجي (طاقة كهربائية).

    2)فصل غازين عن بعضهما البعض فهو لا يتم تلقائيا لا بد من تطبيق طاقة كالضغط.

    3)انتقال الماء من مستوى منخفض إلى أخر مرتفع يحتاج إلى طاقة كالضخ بواسطة المضخة.

    الأنتروبية :ENTROPY:

    وهو مقدار يعبر عن عشوائية الجملة، فكلما ازدادت العشوائية ازدادت الأنتروبية.

    مثال:1)عند امتزاج غازين تزداد عشوائية حركة الغازين و بالتالي تزداد الأنتروبية.

    2)جزيئات نقطة الحبر عند انتشارها في الماء تصبح حرة الحركة أكثر و بالتالي تزداد الأنتروبية.

    -إن أنتروبية الجملة المعزولة ثابت و تزداد في العمليات التلقائية عند حصول عملية ما تلقائيا في جملة معزولة تزداد الأنتروبية تستمر هذه الزيادة حتى تصل الأنتروبية إلى قيمتها الأعظمية الممكنة وعندما تتوقف قيمة الأنتروبية عن الازدياد تستقر الجملة وتصبح في حالة توازن، أي أن في حالة التوازن تكون الأنتروبية أعظم ما يمكن فمثلا نقطة الحبر تنتشر تلقائيا داخل الماء وهذا يؤدي إلى زيادة الأنتروبية للجملة وعندما تنتشر نقطة الحبر في كامل الماء تصل الأنتروبية إلى قيمتها العظمى ويحصل توازن للجملة،إذ لا يمكن لنقطة الحبر أن تنتشر أكثر من ذلك.

    و كذلك عند انتقال الحرارة من الجسم الساخن إلى الجسم البارد يستمر انتقال الحرارة من الجسم الساخن إلى الجسم البارد مترافقاًَ مع ازدياد الأنتروبية حتى يصبح للجسمين نفس درجة الحرارة و يحصل توازن للجملة وتكون الأنتروبية أعظم ما يمكن للجملة.


    إن ” مبدأ الأنتروبي ” أي العشوائية والذي يقول” بأن جميع الأنظمة في الكون إذا تركت للظروف الطبيعية فإنها مع الزمن سوف تدخل في حالة من الفوضى وعدم الانتظام” الصور فوق تبين بعض مظاهر الإنتروبي


    إن وجود الكون إما أن يكون أزليا بلا موجد أو أن يكون مخلوقا من قبل خالق،ولا يمكن أن يكون أوجد فجأة بلا خالق ،أي انتقل من العدم إلى الوجود دون تأثير خارجي لأن هذا مخالف لمبدأ الترموديناميك الأول( إن الطاقة لا تفنى و لا تخلق من العدم).

    لنفرض جدلا أن الكون أزلي ولا يؤثر عليه أي قوى خارجية فهو في هذه الحالة يعتبر جملة معزولة وجميع العمليات والأفعال الكائنة على هذا الكون تكون تلقائية وبالتالي تؤدي إلى ازدياد الأنتروبية حتى وصولها إلى حدها الأعظم وحصول حالة توازن وبالتالي انعدام كافة الأفعال التلقائية وحصول سكون أنتروبي.

    فلو كان الكون أزليا وهو موجود منذ اللانهاية لكنا الآن في سكون أنتروبي وهذا مخالف للواقع فلا بد لهذا الكون من خالق هو الله وهذا الخالق يختلف بصفاته عن صفات هذا الكون إذ لو أنه يخضع لقوانين هذا الكون لكان هو بدوره وصل إلى السكون الأنتروبي و لانعدمت كل الحوادث التلقائية.

    فسبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع العليم وصفات الخالق مختلفة عن صفات الكون المخلوق

    فالله القوي القادر الذي يمتلك الطاقات اللامحدودة و اللامتناهية، القادر على الخلق من العدم سبحانه

    لا إله إلا هو.

    فهو الأول ليس قبله شئ وقدرته لا تنتهي ولا تفنى ،وهو الآخر ليس بعده شئ سبحان الله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكون له كفواً أحد.

    و لا يجوز لنا أن ننسب الألوهية سوى لله فالله يرُدُ على من ينسب الألوهية لعيسى عليه السلام بقوله:

    “مَا المَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ “.

    أي أن طاقة عيسى عليه السلام ليست ذاتية ولو عزلناه عن الوسط المحيط لوصل إلى السكون الأنتروبي لذلك كان يأكل الطعام ليستمد طاقته منه شأنه في ذلك شأن باقي البشر فهو لا يصلح لأن يكون إله لأن الإله طاقته ذاتية نابعة منه لا تأتيه من غيره وطاقته لا تفنى أبداً.

    اللهم هديت عقلي فاهدِ قلبي واهدِ جوارحي آمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    #المصدر
    https://cutt.us/1Fatj
    0
/home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 277

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 277
all" data-id="103"> شاهد المزيد