Warning: Undefined variable $offset in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/includes/class-user.php on line 1
AAYNET - Social Network - البحث

البحث

  • مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ( 43 )

    يوم يقوم الظالمون من قبورهم
    مسرعين لإجابة الداعي
    رافعي رؤوسهم
    لا يبصرون شيئًا لهول الموقف,
    وقلوبهم خالية ليس فيها شيء;
    لكثرة الخوف والوجل من هول ما ترى.

    وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ( 44 )

    وأنذر - أيها الرسول- الناس الذين أرسلتُكَ إليهم عذاب الله يوم القيامة,
    وعند ذلك يقول الذين ظلموا أنفسهم بالكفر:
    ربنا أَمْهِلْنا إلى وقت قريب نؤمن بك ونصدق رسلك.
    فيقال لهم توبيخًا:
    ألم تقسموا في حياتكم أنه لا زوال لكم عن الحياة الدنيا إلى الآخرة,
    فلم تصدِّقوا بهذا البعث؟

    وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ( 45 )

    وحللتم في مساكن الكافرين السابقين الذين ظلموا أنفسهم
    كقوم هود وصالح,
    وعلمتم - بما رأيتم وأُخبرتم- ما أنزلناه بهم من الهلاك,
    وضربنا لكم الأمثال في القرآن, فلم تعتبروا؟

    وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ( 46 )

    وقد دبَّر المشركون الشرَّ للرسول صلى الله عليه وسلم بقتله,
    وعند الله مكرهم فهو محيط به,
    وقد عاد مكرهم عليهم,
    وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ولا غيرها لضعفه ووَهَنه,
    ولم يضرُّوا الله شيئًا, وإنما ضرُّوا أنفسهم.

    فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ( 47 )

    فلا تحسبن - أيها الرسول-
    أن الله يخلف رسله ما وعدهم به من النصر وإهلاك مكذبيهم.
    إن الله عزيز لا يمتنع عليه شيء,
    منتقم من أعدائه أشد انتقام.
    والخطاب وإن كان خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم,
    فهو موجَّه لعموم الأمة.

    يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ( 48 )

    وانتقام الله تعالى مِن أعدائه في يوم القيامة
    يوم تُبَدَّل هذه الأرض بأرض أخرى بيضاء نقيَّة كالفضة,
    وكذلك تُبَدَّل السموات بغيرها,
    وتخرج الخلائق من قبورها أحياء ظاهرين للقاء الله الواحد القهار,
    المتفرد بعظمته وأسمائه وصفاته وأفعاله وقهره لكل شيء.

    وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ( 49 )

    وتُبْصِرُ - أيها الرسول- المجرمين يوم القيامة مقيدين بالقيود,
    قد قُرِنت أيديهم وأرجلهم بالسلاسل,
    وهم في ذُلٍّ وهوان.

    سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ( 50 )

    ثيابهم من القَطِران الشديد الاشتعال,
    وتلفح وجوههم النار فتحرقها.

    لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 51 )

    فَعَل الله ذلك بهم;
    جزاء لهم بما كسبوا من الآثام في الدنيا,
    والله يجازي كل إنسان بما عمل مِن خير أو شر,
    إن الله سريع الحساب.

    هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ( 52 )

    هذا القرآن الذي أنزلناه إليك - أيها الرسول-
    بلاغ وإعلام للناس;
    لنصحهم وتخويفهم,
    ولكي يوقنوا أن الله هو الإله الواحد,
    فيعبدوه وحده لا شريك له,
    وليتعظ به أصحاب العقول السليمة.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ( 43 ) يوم يقوم الظالمون من قبورهم مسرعين لإجابة الداعي رافعي رؤوسهم لا يبصرون شيئًا لهول الموقف, وقلوبهم خالية ليس فيها شيء; لكثرة الخوف والوجل من هول ما ترى. وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ ( 44 ) وأنذر - أيها الرسول- الناس الذين أرسلتُكَ إليهم عذاب الله يوم القيامة, وعند ذلك يقول الذين ظلموا أنفسهم بالكفر: ربنا أَمْهِلْنا إلى وقت قريب نؤمن بك ونصدق رسلك. فيقال لهم توبيخًا: ألم تقسموا في حياتكم أنه لا زوال لكم عن الحياة الدنيا إلى الآخرة, فلم تصدِّقوا بهذا البعث؟ وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ ( 45 ) وحللتم في مساكن الكافرين السابقين الذين ظلموا أنفسهم كقوم هود وصالح, وعلمتم - بما رأيتم وأُخبرتم- ما أنزلناه بهم من الهلاك, وضربنا لكم الأمثال في القرآن, فلم تعتبروا؟ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ( 46 ) وقد دبَّر المشركون الشرَّ للرسول صلى الله عليه وسلم بقتله, وعند الله مكرهم فهو محيط به, وقد عاد مكرهم عليهم, وما كان مكرهم لتزول منه الجبال ولا غيرها لضعفه ووَهَنه, ولم يضرُّوا الله شيئًا, وإنما ضرُّوا أنفسهم. فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ( 47 ) فلا تحسبن - أيها الرسول- أن الله يخلف رسله ما وعدهم به من النصر وإهلاك مكذبيهم. إن الله عزيز لا يمتنع عليه شيء, منتقم من أعدائه أشد انتقام. والخطاب وإن كان خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم, فهو موجَّه لعموم الأمة. يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ( 48 ) وانتقام الله تعالى مِن أعدائه في يوم القيامة يوم تُبَدَّل هذه الأرض بأرض أخرى بيضاء نقيَّة كالفضة, وكذلك تُبَدَّل السموات بغيرها, وتخرج الخلائق من قبورها أحياء ظاهرين للقاء الله الواحد القهار, المتفرد بعظمته وأسمائه وصفاته وأفعاله وقهره لكل شيء. وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ ( 49 ) وتُبْصِرُ - أيها الرسول- المجرمين يوم القيامة مقيدين بالقيود, قد قُرِنت أيديهم وأرجلهم بالسلاسل, وهم في ذُلٍّ وهوان. سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ ( 50 ) ثيابهم من القَطِران الشديد الاشتعال, وتلفح وجوههم النار فتحرقها. لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ( 51 ) فَعَل الله ذلك بهم; جزاء لهم بما كسبوا من الآثام في الدنيا, والله يجازي كل إنسان بما عمل مِن خير أو شر, إن الله سريع الحساب. هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ ( 52 ) هذا القرآن الذي أنزلناه إليك - أيها الرسول- بلاغ وإعلام للناس; لنصحهم وتخويفهم, ولكي يوقنوا أن الله هو الإله الواحد, فيعبدوه وحده لا شريك له, وليتعظ به أصحاب العقول السليمة. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ( 19 )

    ألم تعلم أيها المخاطب - والمراد عموم الناس-
    أن الله أوجد السموات والأرض على الوجه الصحيح الدال على حكمته,
    وأنه لم يخلقهما عبثًا,
    بل للاستدلال بهما على وحدانيته, وكمال قدرته,
    فيعبدوه وحده, ولا يشركوا به شيئًا؟
    إن يشأ يذهبكم ويأت بقوم غيركم يطيعون الله .

    وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ( 20 )

    وما إهلاككم والإتيان بغيركم بممتنع على الله,
    بل هو سهل يسير.

    وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ( 21 )

    وخرجت الخلائق من قبورهم,
    وظهروا كلهم يوم القيامة لله الواحد القهار;
    ليحكم بينهم,
    فيقول الأتباع لقادتهم:
    إنَّا كنَّا لكم في الدنيا أتباعًا, نأتمر بأمركم,
    فهل أنتم - اليوم- دافعون عنا من عذاب الله شيئًا كما كنتم تَعِدوننا؟
    فيقول الرؤساء:
    لو هدانا الله إلى الإيمان لأرشدناكم إليه,
    ولكنه لم يوفقنا,
    فضللنا وأضللناكم,
    يستوي علينا وعليكم الـجَزَع والصبر عليه,
    فليس لنا مهرب من العذاب ولا منجى.

    وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 22 )

    وقال الشيطان - بعد أن قضى الله الأمر وحاسب خَلْقه,
    ودخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ- :
    إن الله وعدكم وعدًا حقًا بالبعث والجزاء,
    ووعدتكم وعدًا باطلا أنه لا بَعْثَ ولا جزاء,
    فأخلفتكم وعدي,
    وما كان لي عليكم من قوة أقهركم بها على اتباعي,
    ولا كانت معي حجة,
    ولكن دعوتكم إلى الكفر والضلال فاتبعتموني,
    فلا تلوموني ولوموا أنفسكم,
    فالذنب ذنبكم,
    ما أنا بمغيثكم ولا أنتم بمغيثيَّ من عذاب الله,
    إني تبرَّأت مِن جَعْلِكم لي شريكًا مع الله في طاعته في الدنيا.
    إن الظالمين - في إعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل- لهم عذاب مؤلم موجع.

    وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ ( 23 )

    وأُدخل الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا الصالحات جنات
    تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار,
    لا يخرجون منها أبدًا - بإذن ربهم وحوله وقوته-
    يُحَيَّوْن فيها بسلام من الله وملائكته والمؤمنين.

    أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ( 24 )

    ألم تعلم - أيها الرسول-
    كيف ضرب الله مثلا لكلمة التوحيد ( لا إله إلا الله )
    بشجرة عظيمة, وهي النخلة,
    أصلها متمكن في الأرض,
    وأعلاها مرتفع علوًّا نحو السماء؟
    .
    التفسير المُيَسَّر
    أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ( 19 ) ألم تعلم أيها المخاطب - والمراد عموم الناس- أن الله أوجد السموات والأرض على الوجه الصحيح الدال على حكمته, وأنه لم يخلقهما عبثًا, بل للاستدلال بهما على وحدانيته, وكمال قدرته, فيعبدوه وحده, ولا يشركوا به شيئًا؟ إن يشأ يذهبكم ويأت بقوم غيركم يطيعون الله . وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ( 20 ) وما إهلاككم والإتيان بغيركم بممتنع على الله, بل هو سهل يسير. وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ( 21 ) وخرجت الخلائق من قبورهم, وظهروا كلهم يوم القيامة لله الواحد القهار; ليحكم بينهم, فيقول الأتباع لقادتهم: إنَّا كنَّا لكم في الدنيا أتباعًا, نأتمر بأمركم, فهل أنتم - اليوم- دافعون عنا من عذاب الله شيئًا كما كنتم تَعِدوننا؟ فيقول الرؤساء: لو هدانا الله إلى الإيمان لأرشدناكم إليه, ولكنه لم يوفقنا, فضللنا وأضللناكم, يستوي علينا وعليكم الـجَزَع والصبر عليه, فليس لنا مهرب من العذاب ولا منجى. وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 22 ) وقال الشيطان - بعد أن قضى الله الأمر وحاسب خَلْقه, ودخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ- : إن الله وعدكم وعدًا حقًا بالبعث والجزاء, ووعدتكم وعدًا باطلا أنه لا بَعْثَ ولا جزاء, فأخلفتكم وعدي, وما كان لي عليكم من قوة أقهركم بها على اتباعي, ولا كانت معي حجة, ولكن دعوتكم إلى الكفر والضلال فاتبعتموني, فلا تلوموني ولوموا أنفسكم, فالذنب ذنبكم, ما أنا بمغيثكم ولا أنتم بمغيثيَّ من عذاب الله, إني تبرَّأت مِن جَعْلِكم لي شريكًا مع الله في طاعته في الدنيا. إن الظالمين - في إعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل- لهم عذاب مؤلم موجع. وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ ( 23 ) وأُدخل الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا الصالحات جنات تجري من تحت أشجارها وقصورها الأنهار, لا يخرجون منها أبدًا - بإذن ربهم وحوله وقوته- يُحَيَّوْن فيها بسلام من الله وملائكته والمؤمنين. أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ( 24 ) ألم تعلم - أيها الرسول- كيف ضرب الله مثلا لكلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) بشجرة عظيمة, وهي النخلة, أصلها متمكن في الأرض, وأعلاها مرتفع علوًّا نحو السماء؟ . التفسير المُيَسَّر
    0
  • فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ( 96 )

    فلما أن جاء من يُبشِّر يعقوب بأن يوسف حيٌّ,
    وطرح قميص يوسف على وجهه فعاد يعقوب مبصرًا,
    وعمَّه السرور فقال لمن عنده:
    ألـمْ أخبركم أني أعلم من الله ما لا تعلمونه من فضل الله ورحمته وكرمه؟

    قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ( 97 )

    قال بنوه:
    يا أبانا سل لنا ربك أن يعفو عنا ويستر علينا ذنوبنا,
    إنا كنا خاطئين فيما فعلناه بيوسف وشقيقه.

    قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( 98 )

    قال يعقوب:
    سوف أسأل ربي أن يغفر لكم ذنوبكم,
    إنه هو الغفور لذنوب عباده التائبين,
    الرحيم بهم.

    فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ( 99 )

    وخرج يعقوب وأهله إلى « مصر » قاصدين يوسف,
    فلما وصلوا إليه ضمَّ يوسف إليه أبويه,
    وقال لهم: ادخلوا « مصر » بمشيئة الله,
    وأنتم آمنون من الجهد والقحط,
    ومن كل مكروه.

    وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( 100 )

    وأجْلَسَ أباه وأمه على سرير ملكه بجانبه; إكرامًا لهما,
    وحيَّاه أبواه وإخوته الأحد عشر بالسجود له تحية وتكريمًا,
    لا عبادة وخضوعًا,
    وكان ذلك جائزًا في شريعتهم,
    وقد حَرُم في شريعتنا;
    سدًا لذريعة الشرك بالله.
    وقال يوسف لأبيه:
    هذا السجود هو تفسير رؤياي التي قصصتها عليك من قبل في صغري,
    قد جعلها ربي صدقًا,
    وقد تفضَّل عليَّ حين أخرجني من السجن,
    وجاء بكم إليَّ من البادية,
    من بعد أن أفسد الشيطان رابطة الأخوة بيني وبين إخوتي.
    إن ربي لطيف التدبير لما يشاء,
    إنه هو العليم بمصالح عباده,
    الحكيم في أقواله وأفعاله.

    رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ( 101 )

    ثم دعا يوسف ربه قائلا
    ربِّ قد أعطيتني من ملك « مصر » ,
    وعلَّمتني من تفسير الرؤى وغير ذلك من العلم,
    يا خالق السموات والأرض ومبدعهما,
    أنت متولي جميع شأني في الدنيا والآخرة,
    توفني إليك مسلمًا,
    وألحقني بعبادك الصالحين من الأنبياء الأبرار والأصفياء الأخيار.

    ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ( 102 )

    ذلك المذكور من قصة يوسف هو من أخبار الغيب
    نخبرك به - أيها الرسول- وحيًا,
    وما كنت حاضرًا مع إخوة يوسف حين دبَّروا له الإلقاء في البئر,
    واحتالوا عليه وعلى أبيه.
    وهذا يدل على صدقك,
    وأن الله يُوحِي إليك.

    وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ( 103 )

    وما أكثرُ المشركين من قومك - أيها الرسول- بمصدِّقيك ولا متبعيك,
    ولو حَرَصْتَ على إيمانهم, فلا تحزن على ذلك.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ( 96 ) فلما أن جاء من يُبشِّر يعقوب بأن يوسف حيٌّ, وطرح قميص يوسف على وجهه فعاد يعقوب مبصرًا, وعمَّه السرور فقال لمن عنده: ألـمْ أخبركم أني أعلم من الله ما لا تعلمونه من فضل الله ورحمته وكرمه؟ قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ( 97 ) قال بنوه: يا أبانا سل لنا ربك أن يعفو عنا ويستر علينا ذنوبنا, إنا كنا خاطئين فيما فعلناه بيوسف وشقيقه. قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( 98 ) قال يعقوب: سوف أسأل ربي أن يغفر لكم ذنوبكم, إنه هو الغفور لذنوب عباده التائبين, الرحيم بهم. فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ( 99 ) وخرج يعقوب وأهله إلى « مصر » قاصدين يوسف, فلما وصلوا إليه ضمَّ يوسف إليه أبويه, وقال لهم: ادخلوا « مصر » بمشيئة الله, وأنتم آمنون من الجهد والقحط, ومن كل مكروه. وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( 100 ) وأجْلَسَ أباه وأمه على سرير ملكه بجانبه; إكرامًا لهما, وحيَّاه أبواه وإخوته الأحد عشر بالسجود له تحية وتكريمًا, لا عبادة وخضوعًا, وكان ذلك جائزًا في شريعتهم, وقد حَرُم في شريعتنا; سدًا لذريعة الشرك بالله. وقال يوسف لأبيه: هذا السجود هو تفسير رؤياي التي قصصتها عليك من قبل في صغري, قد جعلها ربي صدقًا, وقد تفضَّل عليَّ حين أخرجني من السجن, وجاء بكم إليَّ من البادية, من بعد أن أفسد الشيطان رابطة الأخوة بيني وبين إخوتي. إن ربي لطيف التدبير لما يشاء, إنه هو العليم بمصالح عباده, الحكيم في أقواله وأفعاله. رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ( 101 ) ثم دعا يوسف ربه قائلا ربِّ قد أعطيتني من ملك « مصر » , وعلَّمتني من تفسير الرؤى وغير ذلك من العلم, يا خالق السموات والأرض ومبدعهما, أنت متولي جميع شأني في الدنيا والآخرة, توفني إليك مسلمًا, وألحقني بعبادك الصالحين من الأنبياء الأبرار والأصفياء الأخيار. ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ( 102 ) ذلك المذكور من قصة يوسف هو من أخبار الغيب نخبرك به - أيها الرسول- وحيًا, وما كنت حاضرًا مع إخوة يوسف حين دبَّروا له الإلقاء في البئر, واحتالوا عليه وعلى أبيه. وهذا يدل على صدقك, وأن الله يُوحِي إليك. وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ( 103 ) وما أكثرُ المشركين من قومك - أيها الرسول- بمصدِّقيك ولا متبعيك, ولو حَرَصْتَ على إيمانهم, فلا تحزن على ذلك. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #تأملات_قرآنية
    2️⃣ ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ ١ أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ ٢ ﴾
    "عبس "

    📍أسماؤها
    ( عبس - الأعمى - ابن أم مكتوم - السفرة - الصاخة)
    "قناة رياض القرآن د.الفايز"

    💡موسوعة التفسير
    ( •افتَتَح اللهُ تعالى هذه السُّورةَ الكريمةَ بمُعاتَبةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِتابًا رقيقًا...
    •فيه الحَثُّ على التَّرحيبِ بمَن يَطلبُ الهدى ،
    والإقبالِ عليهم في مجالِسِ العِلْمِ ،
    وقَضاءِ حوائِجِهم ،
    وعدمِ إيثارِ الأغنياءِ عليهم...
    •تأديبٌ مِن اللهِ عزَّ وجَلَّ للخَلْقِ ؛
    أَلَّا يكونَ همُّهم همًّا شَخصيًّا ،
    بل يكونُ همُّهم همًّا معنويًّا ،
    وأَلَّا يُفَضِّلُوا في الدَّعوةِ إلى اللهِ شريفًا لِشَرَفِه ،
    ولا عظيمًا لعَظَمتِه ،
    ولا قريبًا لقُرْبِه ،
    بل يكونُ النَّاسُ عندَهم سواءً في الدَّعوةِ إلى اللهِ ؛ الفقيرُ والغنيُّ ، الكبيرُ والصَّغيرُ ، القَريبُ والبعيدُ.)

    💡السعدي
    ( لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم ،
    ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة )

    💡الشنقيطي
    ( •السِّرَّ في التَّعْبِيرِ عَنْهُ بِلَفْظِ ”الأعْمى“ ؛
    لِلْإشْعارِ بِعُذْرِهِ في الإقْدامِ عَلى قَطْعِ كَلامِ الرَّسُولِ ﷺ ،
    لِأنَّهُ لَوْ كانَ يَرى ما هو مُشْتَغِلٌ بِهِ مَعَ صَنادِيدِ الكُفّارِ لَما قَطَعَ كَلامَهُ...
    •مِمّا اتَّفَقَ عَلَيْهِ المُحَدِّثُونَ :
    جَوازُ ذِكْرِ مِثْلَ هَذِهِ الأوْصافِ إذا كانَتْ لِلتَّعْرِيفِ لا لِلتَّنْقِيصِ ،
    فَقالُوا : الأعْمى والأعْوَرُ والأعْرَجُ .
    وفي الحِرَفِ
    قالُوا : الخَرّازُ ، والخَرَقِيُّ ،
    ونَحْوُ ذَلِكَ...)

    💡سمر الأرناؤوط
    ( •تعلمنا سورة عبس
    أن عتاب المحبين من أشد علامات المحبة والاهتمام
    كم نمتنع عن عتاب من نحب بحجة عدم جرح مشاعرهم !
    عاتِب ولكن برفق ولين..

    • فيها علاجات للنفس البشرية :
    علاج للدعوة
    علاج لجحود الإنسان
    علاج للقلب
    علاج لنسيان الآخرة
    وترغيب بالجنة وترهيب من النار.)

    💡الموسوعة القرآنية
    ( •فيها تذكير لنا أن هؤلاء المغمورين الذين لانعرفهم ولا نأبه لهم فيهم من له عند الله شأن قد لانبلغه
    " لو أقسم على الله لأبره" .

    •إذا كنا قد نهينا عن العبوس في وجه الأعمى وهو
    ﻻ يرى فكيف بمن يرى ! ؟ .

    •انظر إلى أي مدى أولي الإسلام مراعاة مشاعر الضعفاء والمساكين ،
    درس في احترام مشاعر ذوي الاحتياجات الخاصة .)
    #تأملات_قرآنية 2️⃣ ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ ١ أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ ٢ ﴾ "عبس " 📍أسماؤها ( عبس - الأعمى - ابن أم مكتوم - السفرة - الصاخة) "قناة رياض القرآن د.الفايز" 💡موسوعة التفسير ( •افتَتَح اللهُ تعالى هذه السُّورةَ الكريمةَ بمُعاتَبةِ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِتابًا رقيقًا... •فيه الحَثُّ على التَّرحيبِ بمَن يَطلبُ الهدى ، والإقبالِ عليهم في مجالِسِ العِلْمِ ، وقَضاءِ حوائِجِهم ، وعدمِ إيثارِ الأغنياءِ عليهم... •تأديبٌ مِن اللهِ عزَّ وجَلَّ للخَلْقِ ؛ أَلَّا يكونَ همُّهم همًّا شَخصيًّا ، بل يكونُ همُّهم همًّا معنويًّا ، وأَلَّا يُفَضِّلُوا في الدَّعوةِ إلى اللهِ شريفًا لِشَرَفِه ، ولا عظيمًا لعَظَمتِه ، ولا قريبًا لقُرْبِه ، بل يكونُ النَّاسُ عندَهم سواءً في الدَّعوةِ إلى اللهِ ؛ الفقيرُ والغنيُّ ، الكبيرُ والصَّغيرُ ، القَريبُ والبعيدُ.) 💡السعدي ( لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم ، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة ) 💡الشنقيطي ( •السِّرَّ في التَّعْبِيرِ عَنْهُ بِلَفْظِ ”الأعْمى“ ؛ لِلْإشْعارِ بِعُذْرِهِ في الإقْدامِ عَلى قَطْعِ كَلامِ الرَّسُولِ ﷺ ، لِأنَّهُ لَوْ كانَ يَرى ما هو مُشْتَغِلٌ بِهِ مَعَ صَنادِيدِ الكُفّارِ لَما قَطَعَ كَلامَهُ... •مِمّا اتَّفَقَ عَلَيْهِ المُحَدِّثُونَ : جَوازُ ذِكْرِ مِثْلَ هَذِهِ الأوْصافِ إذا كانَتْ لِلتَّعْرِيفِ لا لِلتَّنْقِيصِ ، فَقالُوا : الأعْمى والأعْوَرُ والأعْرَجُ . وفي الحِرَفِ قالُوا : الخَرّازُ ، والخَرَقِيُّ ، ونَحْوُ ذَلِكَ...) 💡سمر الأرناؤوط ( •تعلمنا سورة عبس أن عتاب المحبين من أشد علامات المحبة والاهتمام كم نمتنع عن عتاب من نحب بحجة عدم جرح مشاعرهم ! عاتِب ولكن برفق ولين.. • فيها علاجات للنفس البشرية : علاج للدعوة علاج لجحود الإنسان علاج للقلب علاج لنسيان الآخرة وترغيب بالجنة وترهيب من النار.) 💡الموسوعة القرآنية ( •فيها تذكير لنا أن هؤلاء المغمورين الذين لانعرفهم ولا نأبه لهم فيهم من له عند الله شأن قد لانبلغه " لو أقسم على الله لأبره" . •إذا كنا قد نهينا عن العبوس في وجه الأعمى وهو ﻻ يرى فكيف بمن يرى ! ؟ . •انظر إلى أي مدى أولي الإسلام مراعاة مشاعر الضعفاء والمساكين ، درس في احترام مشاعر ذوي الاحتياجات الخاصة .)
    0
  • قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ( 44 )

    قالوا: رؤياك هذه أخلاط أحلام لا تأويل لها,
    وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين.

    وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ( 45 )

    وقال الذي نجا من القتل من صاحبَي يوسف في السجن
    وتذكر بعد مدة ما نسي من أمر يوسف:
    أنا أخبركم بتأويل هذه الرؤيا,
    فابعثوني إلى يوسف لآتيكم بتفسيرها.

    يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ( 46 )

    وعندما وصل الرجل إلى يوسف قال له:
    يوسف أيها الصديق فسِّر لنا رؤيا
    مَن رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات هزيلات,
    ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات;
    لعلي أرجع إلى الملك وأصحابه فأخبرهم;
    ليعلموا تأويل ما سألتك عنه,
    وليعلموا مكانتك وفضلك.

    قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُونَ ( 47 )

    قال يوسف لسائله عن رؤيا الملك:
    تفسير هذه الرؤيا أنكم تزرعون سبع سنين متتابعة جادِّين ليَكْثُر العطاء,
    فما حصدتم منه في كل مرة فادَّخِروه,
    واتركوه في سنبله;
    ليتمَّ حفظه من التسوُّس,
    وليكون أبقى,
    إلا قليلا مما تأكلونه من الحبوب.

    ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ ( 48 )

    ثم يأتي بعد هذه السنين الخِصْبة سبع سنين شديدة الجَدْب,
    يأكل أهلها كل ما ادَّخرتم لهن من قبل,
    إلا قليلا مما تحفظونه وتدَّخرونه ليكون بذورًا للزراعة.

    ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ( 49 )

    ثم يأتي من بعد هذه السنين المجدبة عام يغاث فيه الناس بالمطر,
    فيرفع الله تعالى عنهم الشدة,
    ويعصرون فيه الثمار من كثرة الخِصْب والنماء.

    وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ( 50 )

    وقال الملك لأعوانه:
    أخرجوا الرجل المعبِّر للرؤيا من السجن وأحضروه لي,
    فلما جاءه رسول الملك يدعوه
    قال يوسف للرسول:
    ارجع إلى سيدك الملك,
    واطلب منه أن يسأل النسوة اللاتي جرحن أيديهن
    عن حقيقة أمرهن وشأنهن معي;
    لتظهر الحقيقة للجميع,
    وتتضح براءتي,
    إن ربي عليم بصنيعهن وأفعالهن
    لا يخفى عليه شيء من ذلك.

    قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ( 51 )

    قال الملك للنسوة اللاتي جرحن أيديهن:
    ما شأنكن حين راودتنَّ يوسف عن نفسه يوم الضيافة؟
    فهل رأيتن منه ما يريب؟
    قلن: معاذ الله ما علمنا عليه أدنى شيء يَشينه,
    عند ذلك قالت امراة العزيز: الآن ظهر الحق بعد خفائه,
    فأنا التي حاولت فتنته بإغرائه فامتنع,
    وإنه لمن الصادقين في كل ما قاله.

    ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ( 52 )

    ذلك القول الذي قلته في تنزيهه والإقرار على نفسي
    ليعلم زوجي أني لم أخنه بالكذب عليه,
    ولم تقع مني الفاحشة,
    وأنني راودته,
    واعترفت بذلك لإظهار براءتي وبراءته,
    وأن الله لا يوفق أهل الخيانة,
    ولا يرشدهم في خيانتهم.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ( 44 ) قالوا: رؤياك هذه أخلاط أحلام لا تأويل لها, وما نحن بتفسير الأحلام بعالمين. وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ( 45 ) وقال الذي نجا من القتل من صاحبَي يوسف في السجن وتذكر بعد مدة ما نسي من أمر يوسف: أنا أخبركم بتأويل هذه الرؤيا, فابعثوني إلى يوسف لآتيكم بتفسيرها. يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ( 46 ) وعندما وصل الرجل إلى يوسف قال له: يوسف أيها الصديق فسِّر لنا رؤيا مَن رأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات هزيلات, ورأى سبع سنبلات خضر وأخر يابسات; لعلي أرجع إلى الملك وأصحابه فأخبرهم; ليعلموا تأويل ما سألتك عنه, وليعلموا مكانتك وفضلك. قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلا قَلِيلا مِمَّا تَأْكُلُونَ ( 47 ) قال يوسف لسائله عن رؤيا الملك: تفسير هذه الرؤيا أنكم تزرعون سبع سنين متتابعة جادِّين ليَكْثُر العطاء, فما حصدتم منه في كل مرة فادَّخِروه, واتركوه في سنبله; ليتمَّ حفظه من التسوُّس, وليكون أبقى, إلا قليلا مما تأكلونه من الحبوب. ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلا قَلِيلا مِمَّا تُحْصِنُونَ ( 48 ) ثم يأتي بعد هذه السنين الخِصْبة سبع سنين شديدة الجَدْب, يأكل أهلها كل ما ادَّخرتم لهن من قبل, إلا قليلا مما تحفظونه وتدَّخرونه ليكون بذورًا للزراعة. ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ( 49 ) ثم يأتي من بعد هذه السنين المجدبة عام يغاث فيه الناس بالمطر, فيرفع الله تعالى عنهم الشدة, ويعصرون فيه الثمار من كثرة الخِصْب والنماء. وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ( 50 ) وقال الملك لأعوانه: أخرجوا الرجل المعبِّر للرؤيا من السجن وأحضروه لي, فلما جاءه رسول الملك يدعوه قال يوسف للرسول: ارجع إلى سيدك الملك, واطلب منه أن يسأل النسوة اللاتي جرحن أيديهن عن حقيقة أمرهن وشأنهن معي; لتظهر الحقيقة للجميع, وتتضح براءتي, إن ربي عليم بصنيعهن وأفعالهن لا يخفى عليه شيء من ذلك. قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدْتُنَّ يُوسُفَ عَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ( 51 ) قال الملك للنسوة اللاتي جرحن أيديهن: ما شأنكن حين راودتنَّ يوسف عن نفسه يوم الضيافة؟ فهل رأيتن منه ما يريب؟ قلن: معاذ الله ما علمنا عليه أدنى شيء يَشينه, عند ذلك قالت امراة العزيز: الآن ظهر الحق بعد خفائه, فأنا التي حاولت فتنته بإغرائه فامتنع, وإنه لمن الصادقين في كل ما قاله. ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ( 52 ) ذلك القول الذي قلته في تنزيهه والإقرار على نفسي ليعلم زوجي أني لم أخنه بالكذب عليه, ولم تقع مني الفاحشة, وأنني راودته, واعترفت بذلك لإظهار براءتي وبراءته, وأن الله لا يوفق أهل الخيانة, ولا يرشدهم في خيانتهم. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ
    31- { فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ } أي: بقولهن وغِيبتهن.
    { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ } أعتدت من العتاد.
    { مُتَّكَأً } أي: طعاما. يقال: اتكأنا عند فلان: إذا طعمنا.
    ومن قرأ "مُتْكًا" فإنه يريد الأتْرُجّ. ويقال: الزُّمَاوَرْد.
    وَأَيَّا مَّا كان فإني لا أحسبه سُمّي مُتَّكَأً إلا بالقطع؛ كأنّه مأخوذ من الْبَتْك.
    وأبدلت الميم فيه من الباء.
    كما يقال: سَمَّدَ رأْسَه وَسَبَّدَه.
    وَشَرٌّ لازِم ولازِب.
    والميم تبدل من الباء كثيرا لقرب مخرجهما.
    ومنه قيل للمرأة التي لم تُخْفَض، والتي لا تَحبس بولها: مَتْكَاء - أي: خَرْقَاء - والأصل بَتْكَاء.
    ومما يدل على هذا قوله: { وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا }؛
    لأنه طعام لا يُؤكل حتى يُقطع.
    وقال جُوَيْبِر، عن الضحاك: [ الْمَتْك ] كلّ شيء يُحَزُّ بالسكاكين.
    { أَكْبَرْنَهُ } هَالَهُن فَأَعْظَمْنَه.

    32- { فَاسْتَعْصَمَ } أي: امتنع.

    36- { أَعْصِرُ خَمْرًا } يقال: عنبا.
    قال الأصمعي: أخبرني المُعْتَمِرُ بنُ سليمانَ أنه لقي أعرابيًّا معه عنب،
    فقال: ما معك؟ فقال: خمر.
    وتكون الخمر بعينها؛
    كما يقال: عصرت زيتا؛ وإنما عصرت زيتونا.
    #غريب_الألفاظ 31- { فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ } أي: بقولهن وغِيبتهن. { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ } أعتدت من العتاد. { مُتَّكَأً } أي: طعاما. يقال: اتكأنا عند فلان: إذا طعمنا. ومن قرأ "مُتْكًا" فإنه يريد الأتْرُجّ. ويقال: الزُّمَاوَرْد. وَأَيَّا مَّا كان فإني لا أحسبه سُمّي مُتَّكَأً إلا بالقطع؛ كأنّه مأخوذ من الْبَتْك. وأبدلت الميم فيه من الباء. كما يقال: سَمَّدَ رأْسَه وَسَبَّدَه. وَشَرٌّ لازِم ولازِب. والميم تبدل من الباء كثيرا لقرب مخرجهما. ومنه قيل للمرأة التي لم تُخْفَض، والتي لا تَحبس بولها: مَتْكَاء - أي: خَرْقَاء - والأصل بَتْكَاء. ومما يدل على هذا قوله: { وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا }؛ لأنه طعام لا يُؤكل حتى يُقطع. وقال جُوَيْبِر، عن الضحاك: [ الْمَتْك ] كلّ شيء يُحَزُّ بالسكاكين. { أَكْبَرْنَهُ } هَالَهُن فَأَعْظَمْنَه. 32- { فَاسْتَعْصَمَ } أي: امتنع. 36- { أَعْصِرُ خَمْرًا } يقال: عنبا. قال الأصمعي: أخبرني المُعْتَمِرُ بنُ سليمانَ أنه لقي أعرابيًّا معه عنب، فقال: ما معك؟ فقال: خمر. وتكون الخمر بعينها؛ كما يقال: عصرت زيتا؛ وإنما عصرت زيتونا.
    0
  • فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ ( 31 )

    فلما سمعت امرأة العزيز بغِيْبتهن إياها واحتيالهن في ذمِّها,
    أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها,
    وهيَّأت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد,
    وما يأكلنه من الطعام,
    وأعطت كل واحدة منهن سكينًا ليُقَطِّعن الطعام,
    ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن,
    فلما رأينه أعظمنه وأجللنه,
    وأخَذَهن حسنه وجماله,
    فجرحن أيديهن وهن يُقَطِّعن الطعام من فرط الدهشة والذهول,
    وقلن متعجبات: معاذ الله, ما هذا من جنس البشر;
    لأن جماله غير معهود في البشر,
    ما هو إلا مَلَك كريم من الملائكة.

    قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ( 32 )

    قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتي قطَّعن أيديهن:
    فهذا الذي أصابكن في رؤيتكن إياه ما أصابكن
    هو الفتى الذي لُمتُنَّني في الافتتان به,
    ولقد طلبته وحاولت إغراءه;
    ليستجيب لي فامتنع وأبى,
    ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا
    لَيعاقَبَنَّ بدخول السجن,
    ولَيكونن من الأذلاء.

    قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ( 33 )

    قال يوسف مستعيذًا مِن شرهن ومكرهن:
    يا ربِّ السجنُ أحب إليَّ مما يدعونني إليه من عمل الفاحشة,
    وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهن,
    وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم.

    فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 34 )

    فاستجاب الله ليوسف دعاءه
    فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصواحباتها من معصية الله.
    إن الله هو السميع لدعاء يوسف,
    ودعاء كل داع مِن خلقه,
    العليم بمطلبه وحاجته وما يصلحه,
    وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم.

    ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ( 35 )

    ثم ظهر للعزيز وأصحابه
    - من بعد ما رأوا الأدلة على براءة يوسف وعفته-
    أن يسجنوه إلى زمن يطول أو يقصر;
    منعًا للفضيحة.

    وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ( 36 )

    ودخل السجن مع يوسف فَتَيان,
    قال أحدهما:
    إني رأيت في المنام أني أعصر عنبًا ليصير خمرًا,
    وقال الآخر:
    إني رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه,
    أخبرنا - يا يوسف - بتفسير ما رأينا,
    إنا نراك من الذين يحسنون في عبادتهم لله,
    ومعاملتهم لخلقه.

    قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ( 37 )

    قال لهما يوسف:
    لا يأتيكما طعام ترزقانه في حال من الأحوال
    إلا أخبرتكما بتفسيره قبل أن يأتيكما,
    ذلكما التعبير الذي سأعبِّره لكما مما علَّمني ربي;
    إني آمنت به, وأخلصت له العبادة,
    وابتعدت عن دين قوم لا يؤمنون بالله,
    وهم بالبعث والحساب جاحدون.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيمٌ ( 31 ) فلما سمعت امرأة العزيز بغِيْبتهن إياها واحتيالهن في ذمِّها, أرسلت إليهن تدعوهن لزيارتها, وهيَّأت لهن ما يتكئن عليه من الوسائد, وما يأكلنه من الطعام, وأعطت كل واحدة منهن سكينًا ليُقَطِّعن الطعام, ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن, فلما رأينه أعظمنه وأجللنه, وأخَذَهن حسنه وجماله, فجرحن أيديهن وهن يُقَطِّعن الطعام من فرط الدهشة والذهول, وقلن متعجبات: معاذ الله, ما هذا من جنس البشر; لأن جماله غير معهود في البشر, ما هو إلا مَلَك كريم من الملائكة. قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ ( 32 ) قالت امرأة العزيز للنسوة اللاتي قطَّعن أيديهن: فهذا الذي أصابكن في رؤيتكن إياه ما أصابكن هو الفتى الذي لُمتُنَّني في الافتتان به, ولقد طلبته وحاولت إغراءه; ليستجيب لي فامتنع وأبى, ولئن لم يفعل ما آمره به مستقبلا لَيعاقَبَنَّ بدخول السجن, ولَيكونن من الأذلاء. قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ( 33 ) قال يوسف مستعيذًا مِن شرهن ومكرهن: يا ربِّ السجنُ أحب إليَّ مما يدعونني إليه من عمل الفاحشة, وإن لم تدفع عني مكرهن أَمِلْ إليهن, وأكن من السفهاء الذين يرتكبون الإثم لجهلهم. فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ( 34 ) فاستجاب الله ليوسف دعاءه فصرف عنه ما أرادت منه امرأة العزيز وصواحباتها من معصية الله. إن الله هو السميع لدعاء يوسف, ودعاء كل داع مِن خلقه, العليم بمطلبه وحاجته وما يصلحه, وبحاجة جميع خلقه وما يصلحهم. ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ( 35 ) ثم ظهر للعزيز وأصحابه - من بعد ما رأوا الأدلة على براءة يوسف وعفته- أن يسجنوه إلى زمن يطول أو يقصر; منعًا للفضيحة. وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ( 36 ) ودخل السجن مع يوسف فَتَيان, قال أحدهما: إني رأيت في المنام أني أعصر عنبًا ليصير خمرًا, وقال الآخر: إني رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه, أخبرنا - يا يوسف - بتفسير ما رأينا, إنا نراك من الذين يحسنون في عبادتهم لله, ومعاملتهم لخلقه. قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ( 37 ) قال لهما يوسف: لا يأتيكما طعام ترزقانه في حال من الأحوال إلا أخبرتكما بتفسيره قبل أن يأتيكما, ذلكما التعبير الذي سأعبِّره لكما مما علَّمني ربي; إني آمنت به, وأخلصت له العبادة, وابتعدت عن دين قوم لا يؤمنون بالله, وهم بالبعث والحساب جاحدون. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ( 98 )

    يَقْدُم فرعون قومه يوم القيامة حتى يدخلهم النار,
    وقبُح المدخل الذي يدخلونه.

    وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ( 99 )

    وأتبعهم الله في هذه الدنيا
    مع العذاب الذي عجَّله لهم فيها من الغرق في البحر لعنةً,
    ويوم القيامة كذلك لعنة أخرى بإدخالهم النار,
    وبئس ما اجتمع لهم وترادَف عليهم من عذاب الله,
    ولعنة الدنيا والآخرة.

    ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ( 100 )

    ذلك الذي ذكرناه لك - أيها الرسول-
    من أخبار القرى التي أهلكنا أهلها نخبرك به,
    ومن تلك القرى ما له آثار باقية,
    ومنها ما قد مُحِيَتْ آثاره,
    فلم يَبْق منه شيء.

    وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ( 101 )

    وما كان إهلاكهم بغير سبب وذنب يستحقونه,
    ولكن ظلموا أنفسهم بشركهم وإفسادهم في الأرض,
    فما نفعتهم آلهتهم التي كانوا يدعُونها
    ويطلبون منها أن تدفع عنهم الضر لـمَّا جاء أمر ربك بعذابهم,
    وما زادتهم آلهتهم غير تدمير وإهلاك وخسران.

    وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ( 102 )

    وكما أخذتُ أهل القرى الظالمة بالعذاب
    لمخالفتهم أمري وتكذيبهم برسلي,
    آخذ غيرهم مِن أهل القرى إذا ظلموا أنفسهم
    بكفرهم بالله ومعصيتهم له وتكذيبهم لرسله.
    إنَّ أَخْذه بالعقوبة لأليم موجع شديد.

    إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ( 103 )

    إن في أخذنا لأهل القرى السابقة الظالمة
    لعبرةً وعظة لمن خاف عقاب الله وعذابه في الآخرة,
    ذلك اليوم الذي يُجمع له الناس جميعًا للمحاسبة والجزاء,
    ويشهده الخلائق كلهم.

    وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ ( 104 )

    وما نؤخر يوم القيامة عنكم
    إلا لانتهاء مدة معدودة في علمنا,
    لا تزيد ولا تنقص عن تقديرنا لها بحكمتنا.

    يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ( 105 )

    يوم يأتي يوم القيامة,
    لا تتكلم نفس إلا بإذن ربها,
    فمنهم شقي مستحق للعذاب,
    وسعيد متفضَّل عليه بالنعيم.

    فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ( 106 ) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ( 107 )

    فأما الذين شَقُوا في الدنيا
    لفساد عقيدتهم وسوء أعمالهم,
    فالنار مستقرهم,
    لهم فيها من شدة ما هم فيه من العذاب زفير وشهيق,
    وهما أشنع الأصوات وأقبحها,
    ماكثين في النار أبدًا ما دامت السموات والأرض,
    فلا ينقطع عذابهم ولا ينتهي,
    بل هو دائم مؤكَّد,
    إلا ما شاء ربك من إخراج عصاة الموحدين بعد مدَّة من مكثهم في النار.
    إن ربك - أيها الرسول- فعَّال لما يريد.

    وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ( 108 )

    وأما الذين رزقهم الله السعادة
    فيدخلون الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض,
    إلا الفريق الذي شاء الله تأخيره,
    وهم عصاة الموحدين,
    فإنهم يبقون في النار فترة من الزمن,
    ثم يخرجون منها إلى الجنة بمشيئة الله ورحمته,
    ويعطي ربك هؤلاء السعداء في الجنة عطاء غير مقطوع عنهم.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ ( 98 ) يَقْدُم فرعون قومه يوم القيامة حتى يدخلهم النار, وقبُح المدخل الذي يدخلونه. وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ( 99 ) وأتبعهم الله في هذه الدنيا مع العذاب الذي عجَّله لهم فيها من الغرق في البحر لعنةً, ويوم القيامة كذلك لعنة أخرى بإدخالهم النار, وبئس ما اجتمع لهم وترادَف عليهم من عذاب الله, ولعنة الدنيا والآخرة. ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ( 100 ) ذلك الذي ذكرناه لك - أيها الرسول- من أخبار القرى التي أهلكنا أهلها نخبرك به, ومن تلك القرى ما له آثار باقية, ومنها ما قد مُحِيَتْ آثاره, فلم يَبْق منه شيء. وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ( 101 ) وما كان إهلاكهم بغير سبب وذنب يستحقونه, ولكن ظلموا أنفسهم بشركهم وإفسادهم في الأرض, فما نفعتهم آلهتهم التي كانوا يدعُونها ويطلبون منها أن تدفع عنهم الضر لـمَّا جاء أمر ربك بعذابهم, وما زادتهم آلهتهم غير تدمير وإهلاك وخسران. وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ( 102 ) وكما أخذتُ أهل القرى الظالمة بالعذاب لمخالفتهم أمري وتكذيبهم برسلي, آخذ غيرهم مِن أهل القرى إذا ظلموا أنفسهم بكفرهم بالله ومعصيتهم له وتكذيبهم لرسله. إنَّ أَخْذه بالعقوبة لأليم موجع شديد. إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ( 103 ) إن في أخذنا لأهل القرى السابقة الظالمة لعبرةً وعظة لمن خاف عقاب الله وعذابه في الآخرة, ذلك اليوم الذي يُجمع له الناس جميعًا للمحاسبة والجزاء, ويشهده الخلائق كلهم. وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلا لأَجَلٍ مَعْدُودٍ ( 104 ) وما نؤخر يوم القيامة عنكم إلا لانتهاء مدة معدودة في علمنا, لا تزيد ولا تنقص عن تقديرنا لها بحكمتنا. يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ( 105 ) يوم يأتي يوم القيامة, لا تتكلم نفس إلا بإذن ربها, فمنهم شقي مستحق للعذاب, وسعيد متفضَّل عليه بالنعيم. فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ( 106 ) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ( 107 ) فأما الذين شَقُوا في الدنيا لفساد عقيدتهم وسوء أعمالهم, فالنار مستقرهم, لهم فيها من شدة ما هم فيه من العذاب زفير وشهيق, وهما أشنع الأصوات وأقبحها, ماكثين في النار أبدًا ما دامت السموات والأرض, فلا ينقطع عذابهم ولا ينتهي, بل هو دائم مؤكَّد, إلا ما شاء ربك من إخراج عصاة الموحدين بعد مدَّة من مكثهم في النار. إن ربك - أيها الرسول- فعَّال لما يريد. وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ( 108 ) وأما الذين رزقهم الله السعادة فيدخلون الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض, إلا الفريق الذي شاء الله تأخيره, وهم عصاة الموحدين, فإنهم يبقون في النار فترة من الزمن, ثم يخرجون منها إلى الجنة بمشيئة الله ورحمته, ويعطي ربك هؤلاء السعداء في الجنة عطاء غير مقطوع عنهم. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ( 82 ) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ( 83 )

    فلما جاء أمرنا بنزول العذاب بهم
    جعلنا عالي قريتهم التي كانوا يعيشون فيها سافلها فقلبناها,
    وأمطرنا عليهم حجارة من طين متصلِّب متين,
    قد صُفَّ بعضها إلى بعض متتابعة,
    معلَّمة عند الله بعلامة معروفة لا تشاكِل حجارة الأرض,
    وما هذه الحجارة التي أمطرها الله على قوم لوط من كفار قريش ببعيد
    أن يُمْطَروا بمثلها.
    وفي هذا تهديد لكل عاص متمرِّد على الله.

    وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ( 84 )

    وأرسلنا إلى « مدين » أخاهم شعيبًا,
    فقال: يا قوم اعبدوا الله وحده,
    ليس لكم مِن إله يستحق العبادة غيره جل وعلا،
    فأخلصوا له العبادة،
    ولا تنقصوا الناس حقوقهم في مكاييلهم وموازينهم,
    إني أراكم في سَعَة عيش,
    وإني أخاف عليكم - بسبب إنقاص المكيال والميزان-
    عذاب يوم يحيط بكم.

    وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( 85 )

    ويا قوم أتمُّوا المكيال والميزان بالعدل,
    ولا تُنْقِصوا الناس حقهم في عموم أشيائهم,
    ولا تسيروا في الأرض تعملون فيها بمعاصي الله ونشر الفساد.

    بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ( 86 )

    إن ما يبقى لكم بعد إيفاء الكيل والميزان من الربح الحلال
    خير لكم ممَّا تأخذونه بالتطفيف ونحوه من الكسب الحرام,
    إن كنتم تؤمنون بالله حقا,
    فامتثلوا أمره,
    وما أنا عليكم برقيب أحصي عليكم أعمالكم.

    قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ( 87 )

    قالوا: يا شعيب
    أهذه الصلاة التي تداوم عليها
    تأمرك بأن نترك ما يعبده آباؤنا من الأصنام والأوثان,
    أو أن نمتنع عن التصرف في كسب أموالنا بما نستطيع من احتيال ومكر؟
    وقالوا - استهزاءً به-: إنك لأنت الحليم الرشيد.

    قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ( 88 )

    قال شعيب:
    يا قوم أرأيتم إن كنت على طريق واضح من ربي
    فيما أدعوكم إليه من إخلاص العبادة له,
    وفيما أنهاكم عنه من إفساد المال,
    ورزقني منه رزقًا واسعًا حلالا طيبًا؟
    وما أريد أن أخالفكم فأرتكب أمرًا نهيتكم عنه,
    وما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه إلا إصلاحكم قَدْر طاقتي واستطاعتي,
    وما توفيقي - في إصابة الحق ومحاولة إصلاحكم- إلا بالله,
    على الله وحده توكلت وإليه أرجع بالتوبة والإنابة.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ( 82 ) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ( 83 ) فلما جاء أمرنا بنزول العذاب بهم جعلنا عالي قريتهم التي كانوا يعيشون فيها سافلها فقلبناها, وأمطرنا عليهم حجارة من طين متصلِّب متين, قد صُفَّ بعضها إلى بعض متتابعة, معلَّمة عند الله بعلامة معروفة لا تشاكِل حجارة الأرض, وما هذه الحجارة التي أمطرها الله على قوم لوط من كفار قريش ببعيد أن يُمْطَروا بمثلها. وفي هذا تهديد لكل عاص متمرِّد على الله. وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ( 84 ) وأرسلنا إلى « مدين » أخاهم شعيبًا, فقال: يا قوم اعبدوا الله وحده, ليس لكم مِن إله يستحق العبادة غيره جل وعلا، فأخلصوا له العبادة، ولا تنقصوا الناس حقوقهم في مكاييلهم وموازينهم, إني أراكم في سَعَة عيش, وإني أخاف عليكم - بسبب إنقاص المكيال والميزان- عذاب يوم يحيط بكم. وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( 85 ) ويا قوم أتمُّوا المكيال والميزان بالعدل, ولا تُنْقِصوا الناس حقهم في عموم أشيائهم, ولا تسيروا في الأرض تعملون فيها بمعاصي الله ونشر الفساد. بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ( 86 ) إن ما يبقى لكم بعد إيفاء الكيل والميزان من الربح الحلال خير لكم ممَّا تأخذونه بالتطفيف ونحوه من الكسب الحرام, إن كنتم تؤمنون بالله حقا, فامتثلوا أمره, وما أنا عليكم برقيب أحصي عليكم أعمالكم. قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ( 87 ) قالوا: يا شعيب أهذه الصلاة التي تداوم عليها تأمرك بأن نترك ما يعبده آباؤنا من الأصنام والأوثان, أو أن نمتنع عن التصرف في كسب أموالنا بما نستطيع من احتيال ومكر؟ وقالوا - استهزاءً به-: إنك لأنت الحليم الرشيد. قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ( 88 ) قال شعيب: يا قوم أرأيتم إن كنت على طريق واضح من ربي فيما أدعوكم إليه من إخلاص العبادة له, وفيما أنهاكم عنه من إفساد المال, ورزقني منه رزقًا واسعًا حلالا طيبًا؟ وما أريد أن أخالفكم فأرتكب أمرًا نهيتكم عنه, وما أريد فيما آمركم به وأنهاكم عنه إلا إصلاحكم قَدْر طاقتي واستطاعتي, وما توفيقي - في إصابة الحق ومحاولة إصلاحكم- إلا بالله, على الله وحده توكلت وإليه أرجع بالتوبة والإنابة. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ
    112- { السَّائِحُونَ } الصائمون.
    وأصل السائح: الذاهب في الأَرض.
    ومنه يقال: ماء سَائِحٌ وسَيْحٌ: إذا جرى وذهب.
    والسائح في الأرض ممتنع من الشهوات.
    فشبه الصائم به.
    لإمساكه في صومه عن المطعم والمشرب والنكاح.

    114- ( الأَوَّاهُ ) الْمُتَأَوِّه حزنا وخوفا.
    قال الْمُثَقِّبُ العبْدِيّ وذكر ناقته:
    إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهُ آهةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ

    117- { يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ } أي: تعدل وتميل.
    #غريب_الألفاظ 112- { السَّائِحُونَ } الصائمون. وأصل السائح: الذاهب في الأَرض. ومنه يقال: ماء سَائِحٌ وسَيْحٌ: إذا جرى وذهب. والسائح في الأرض ممتنع من الشهوات. فشبه الصائم به. لإمساكه في صومه عن المطعم والمشرب والنكاح. 114- ( الأَوَّاهُ ) الْمُتَأَوِّه حزنا وخوفا. قال الْمُثَقِّبُ العبْدِيّ وذكر ناقته: إِذَا مَا قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ ... تَأَوَّهُ آهةَ الرَّجُلِ الْحَزِينِ 117- { يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ } أي: تعدل وتميل.
    0
  • وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( 171 )

    واذكر - أيها الرسول- إذ رفعنا الجبل فوق بني إسرائيل
    كأنه سحابة تظلهم,
    وأيقنوا أنه واقع بهم إن لم يقبلوا أحكام التوراة,
    وقلنا لهم: خذوا ما آتيناكم بقوة,
    أي اعملوا بما أعطيناكم باجتهاد منكم,
    واذكروا ما في كتابنا من العهود والمواثيق التي أخذناها عليكم بالعمل بما فيه;
    كي تتقوا ربكم فتنجوا من عقابه.

    وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ( 172 )

    واذكر - أيها النبي-
    إذ استخرج ربك أولاد آدم مِن أصلاب آبائهم,
    وقررهم بتوحيده بما أودعه في فطرهم
    من أنه ربهم وخالقهم ومليكهم,
    فأقروا له بذلك,
    خشية أن ينكروا يوم القيامة,
    فلا يقروا بشيء فيه,
    ويزعموا أن حجة الله ما قامت عليهم,
    ولا عندهم علم بها,
    بل كانوا عنها غافلين.

    أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ( 173 )

    أو لئلا تقولوا:
    إنما أشرك آباؤنا من قبلنا ونقضوا العهد,
    فاقتدينا بهم من بعدهم,
    أفتعذبنا بما فعل الذين أبطلوا أعمالهم بجعلهم مع الله شريكا في العبادة؟

    وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( 174 )

    وكما فَصَّلْنا الآيات,
    وبيَّنَّا فيها ما فعلناه بالأمم السابقة,
    كذلك نفصِّل الآيات ونبيِّنها لقومك أيها الرسول;
    رجاء أن يرجعوا عن شركهم,
    وينيبوا إلى ربهم.

    وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ( 175 )

    واقصص - أيها الرسول- على أمتك
    خبر رجل من بني إسرائيل أعطيناه حججنا وأدلتنا,
    فتعلَّمها,
    ثم كفر بها,
    ونبذها وراء ظهره,
    فاستحوذ عليه الشيطان,
    فصار من الضالين الهالكين;
    بسبب مخالفته أمر ربه وطاعته الشيطان.

    وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ( 176 )

    ولو شئنا أن نرفع قدره بما آتيناه من الآيات لفعلنا,
    ولكنه رَكَنَ إلى الدنيا واتبع هواه,
    وآثر لَذَّاته وشهواته على الآخرة,
    وامتنع عن طاعة الله وخالف أمره.
    فَمَثَلُ هذا الرجل مثل الكلب,
    إن تطرده أو تتركه
    يُخْرج لسانه في الحالين لاهثًا,
    فكذلك الذي انسلخ من آيات الله
    يظل على كفره إن اجتهدْتَ في دعوتك له
    أو أهملته,
    هذا الوصف - أيها الرسول-
    وصف هؤلاء القوم الذين كانوا ضالين قبل أن تأتيهم بالهدى والرسالة,
    فاقصص - أيها الرسول- أخبار الأمم الماضية,
    ففي إخبارك بذلك أعظم معجزة,
    لعل قومك يتدبرون فيما جئتهم به فيؤمنوا لك.

    سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ( 177 )

    قَبُحَ مثلا مثلُ القوم الذين كذَّبوا بحجج الله وأدلته,
    فجحدوها,
    وأنفسهم كانوا يظلمونها;
    بسبب تكذيبهم بهذه الحجج والأدلة.

    مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ( 178 )

    من يوفقه الله للإيمان به وطاعته فهو الموفَّق,
    ومن يخذله فلم يوفقه فهو الخاسر الهالك,
    فالهداية والإضلال من الله وحده.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ( 171 ) واذكر - أيها الرسول- إذ رفعنا الجبل فوق بني إسرائيل كأنه سحابة تظلهم, وأيقنوا أنه واقع بهم إن لم يقبلوا أحكام التوراة, وقلنا لهم: خذوا ما آتيناكم بقوة, أي اعملوا بما أعطيناكم باجتهاد منكم, واذكروا ما في كتابنا من العهود والمواثيق التي أخذناها عليكم بالعمل بما فيه; كي تتقوا ربكم فتنجوا من عقابه. وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ( 172 ) واذكر - أيها النبي- إذ استخرج ربك أولاد آدم مِن أصلاب آبائهم, وقررهم بتوحيده بما أودعه في فطرهم من أنه ربهم وخالقهم ومليكهم, فأقروا له بذلك, خشية أن ينكروا يوم القيامة, فلا يقروا بشيء فيه, ويزعموا أن حجة الله ما قامت عليهم, ولا عندهم علم بها, بل كانوا عنها غافلين. أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ( 173 ) أو لئلا تقولوا: إنما أشرك آباؤنا من قبلنا ونقضوا العهد, فاقتدينا بهم من بعدهم, أفتعذبنا بما فعل الذين أبطلوا أعمالهم بجعلهم مع الله شريكا في العبادة؟ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( 174 ) وكما فَصَّلْنا الآيات, وبيَّنَّا فيها ما فعلناه بالأمم السابقة, كذلك نفصِّل الآيات ونبيِّنها لقومك أيها الرسول; رجاء أن يرجعوا عن شركهم, وينيبوا إلى ربهم. وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ( 175 ) واقصص - أيها الرسول- على أمتك خبر رجل من بني إسرائيل أعطيناه حججنا وأدلتنا, فتعلَّمها, ثم كفر بها, ونبذها وراء ظهره, فاستحوذ عليه الشيطان, فصار من الضالين الهالكين; بسبب مخالفته أمر ربه وطاعته الشيطان. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ( 176 ) ولو شئنا أن نرفع قدره بما آتيناه من الآيات لفعلنا, ولكنه رَكَنَ إلى الدنيا واتبع هواه, وآثر لَذَّاته وشهواته على الآخرة, وامتنع عن طاعة الله وخالف أمره. فَمَثَلُ هذا الرجل مثل الكلب, إن تطرده أو تتركه يُخْرج لسانه في الحالين لاهثًا, فكذلك الذي انسلخ من آيات الله يظل على كفره إن اجتهدْتَ في دعوتك له أو أهملته, هذا الوصف - أيها الرسول- وصف هؤلاء القوم الذين كانوا ضالين قبل أن تأتيهم بالهدى والرسالة, فاقصص - أيها الرسول- أخبار الأمم الماضية, ففي إخبارك بذلك أعظم معجزة, لعل قومك يتدبرون فيما جئتهم به فيؤمنوا لك. سَاءَ مَثَلا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ( 177 ) قَبُحَ مثلا مثلُ القوم الذين كذَّبوا بحجج الله وأدلته, فجحدوها, وأنفسهم كانوا يظلمونها; بسبب تكذيبهم بهذه الحجج والأدلة. مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ( 178 ) من يوفقه الله للإيمان به وطاعته فهو الموفَّق, ومن يخذله فلم يوفقه فهو الخاسر الهالك, فالهداية والإضلال من الله وحده. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ( 131 )

    فإذا جاء فرعونَ وقومَه الخِصْبُ والرزقُ قالوا:
    هذا لنا بما نستحقه,
    وإن يُصِبْهم جدب وقحط يتشاءموا,
    ويقولوا: هذا بسبب موسى ومَن معه.
    ألا إنَّ ما يصيبهم من الجدب والقحط
    إنما هو بقضاء الله وقدره,
    وبسبب ذنوبهم وكفرهم,
    ولكن أكثر قوم فرعون لا يعلمون ذلك;
    لانغمارهم في الجهل والضلال.

    وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ( 132 )

    وقال قوم فرعون لموسى: أي آية تأتِنا بها,
    ودلالة وحجة أقمتها لتصرفنا عما نحن عليه من دين فرعون,
    فما نحن لك بمصدِّقين.

    فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ( 133 )

    فأرسلنا عليهم سيلا جارفًا أغرق الزروع والثمار,
    وأرسلنا الجراد,
    فأكل زروعهم وثمارهم وأبوابهم وسقوفهم وثيابهم,
    وأرسلنا القُمَّل الذي يفسد الثمار ويقضي على الحيوان والنبات,
    وأرسلنا الضفادع فملأت آنيتهم وأطعمتهم ومضاجعهم,
    وأرسلنا أيضًا الدم فصارت أنهارهم وآبارهم دمًا,
    ولم يجدوا ماء صالحًا للشرب,
    هذه آيات من آيات الله لا يقدر عليها غيره,
    مفرقات بعضها عن بعض,
    ومع كل هذا ترفَّع قوم فرعون,
    فاستكبروا عن الإيمان بالله,
    وكانوا قومًا يعملون بما ينهى الله عنه من المعاصي والفسق عتوًّا وتمردًا.

    وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ( 134 )

    ولما نزل العذاب على فرعون وقومه
    فزعوا إلى موسى وقالوا:
    يا موسى ادع لنا ربك بما أوحى به إليك مِن رَفْع العذاب بالتوبة,
    لئن رفعت عنا العذاب الذي نحن فيه لنصدِّقنَّ بما جئت به,
    ونتبع ما دعوت إليه,
    ولنطلقنَّ معك بني إسرائيل,
    فلا نمنعهم من أن يذهبوا حيث شاؤوا.

    فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ ( 135 )

    فلما رفع الله عنهم العذاب الذى أنزله بهم
    إلى أجلٍ هم بالغوه لا محالة فيعذبون فيه,
    لا ينفعهم ما تقدَّم لهم من الإمهال وكَشْفِ العذاب إلى حلوله,
    إذا هم ينقضون عهودهم التي عاهدوا عليها ربهم وموسى,
    ويقيمون على كفرهم وضلالهم.

    فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ( 136 )

    فانتقمنا منهم حين جاء الأجل المحدد لإهلاكهم,
    وذلك بإحلال نقمتنا عليهم,
    وهي إغراقهم في البحر;
    بسبب تكذيبهم بالمعجزات التي ظهرت على يد موسى,
    وكانوا عن هذه المعجزات غافلين,
    وتلك الغفلة هي سبب التكذيب.

    وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ( 137 )

    وأررثنا بني إسرائيل الذين كانوا يُستَذَلُّون للخدمة,
    مشارق الأرض ومغاربها ( وهي بلاد « الشام » )
    التي باركنا فيها,
    بإخراج الزروع والثمار والأنهار,
    وتمت كلمة ربك - أيها الرسول- الحسنى على بني إسرائيل
    بالتمكين لهم في الأرض;
    بسبب صبرهم على أذى فرعون وقومه,
    ودمَّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه من العمارات والمزارع,
    وما كانوا يبنون من الأبنية والقصور وغير ذلك.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ( 131 ) فإذا جاء فرعونَ وقومَه الخِصْبُ والرزقُ قالوا: هذا لنا بما نستحقه, وإن يُصِبْهم جدب وقحط يتشاءموا, ويقولوا: هذا بسبب موسى ومَن معه. ألا إنَّ ما يصيبهم من الجدب والقحط إنما هو بقضاء الله وقدره, وبسبب ذنوبهم وكفرهم, ولكن أكثر قوم فرعون لا يعلمون ذلك; لانغمارهم في الجهل والضلال. وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ( 132 ) وقال قوم فرعون لموسى: أي آية تأتِنا بها, ودلالة وحجة أقمتها لتصرفنا عما نحن عليه من دين فرعون, فما نحن لك بمصدِّقين. فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ( 133 ) فأرسلنا عليهم سيلا جارفًا أغرق الزروع والثمار, وأرسلنا الجراد, فأكل زروعهم وثمارهم وأبوابهم وسقوفهم وثيابهم, وأرسلنا القُمَّل الذي يفسد الثمار ويقضي على الحيوان والنبات, وأرسلنا الضفادع فملأت آنيتهم وأطعمتهم ومضاجعهم, وأرسلنا أيضًا الدم فصارت أنهارهم وآبارهم دمًا, ولم يجدوا ماء صالحًا للشرب, هذه آيات من آيات الله لا يقدر عليها غيره, مفرقات بعضها عن بعض, ومع كل هذا ترفَّع قوم فرعون, فاستكبروا عن الإيمان بالله, وكانوا قومًا يعملون بما ينهى الله عنه من المعاصي والفسق عتوًّا وتمردًا. وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ( 134 ) ولما نزل العذاب على فرعون وقومه فزعوا إلى موسى وقالوا: يا موسى ادع لنا ربك بما أوحى به إليك مِن رَفْع العذاب بالتوبة, لئن رفعت عنا العذاب الذي نحن فيه لنصدِّقنَّ بما جئت به, ونتبع ما دعوت إليه, ولنطلقنَّ معك بني إسرائيل, فلا نمنعهم من أن يذهبوا حيث شاؤوا. فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ ( 135 ) فلما رفع الله عنهم العذاب الذى أنزله بهم إلى أجلٍ هم بالغوه لا محالة فيعذبون فيه, لا ينفعهم ما تقدَّم لهم من الإمهال وكَشْفِ العذاب إلى حلوله, إذا هم ينقضون عهودهم التي عاهدوا عليها ربهم وموسى, ويقيمون على كفرهم وضلالهم. فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ( 136 ) فانتقمنا منهم حين جاء الأجل المحدد لإهلاكهم, وذلك بإحلال نقمتنا عليهم, وهي إغراقهم في البحر; بسبب تكذيبهم بالمعجزات التي ظهرت على يد موسى, وكانوا عن هذه المعجزات غافلين, وتلك الغفلة هي سبب التكذيب. وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ( 137 ) وأررثنا بني إسرائيل الذين كانوا يُستَذَلُّون للخدمة, مشارق الأرض ومغاربها ( وهي بلاد « الشام » ) التي باركنا فيها, بإخراج الزروع والثمار والأنهار, وتمت كلمة ربك - أيها الرسول- الحسنى على بني إسرائيل بالتمكين لهم في الأرض; بسبب صبرهم على أذى فرعون وقومه, ودمَّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه من العمارات والمزارع, وما كانوا يبنون من الأبنية والقصور وغير ذلك. . التفسير المُيَسَّر
    0

  • قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( 23 )

    قال آدم وحواء:
    ربنا ظلمنا أنفسنا بالأكل من الشجرة,
    وإن لم تغفر لنا وترحمنا
    لنكونن ممن أضاعوا حظَّهم في دنياهم وأخراهم.
    ( وهذه الكلمات هي التي تلقاها آدم من ربه, فدعا بها فتاب الله عليه ) .

    قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ( 24 )

    قال تعالى مخاطبًا آدم وحواء لإبليس:
    اهبطوا من السماء إلى الأرض,
    وسيكون بعضكم لبعض عدوًا,
    ولكم في الأرض مكان تستقرون فيه,
    وتتمتعون إلى انقضاء آجالكم.

    قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ( 25 )

    قال الله تعالى لآدم وحوَّاء وذريتهما:
    فيها تحيون,
    أي: في الأرض تقضون أيام حياتكم الدنيا,
    وفيها تكون وفاتكم,
    ومنها يخرجكم ربكم,
    ويحشركم أحياء يوم البعث.

    يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ( 26 )

    يا بني آدم قد جعلنا لكم لباسًا يستر عوراتكم,
    وهو لباس الضرورة,
    ولباسًا للزينة والتجمل,
    وهو من الكمال والتنعم.
    ولباسُ تقوى الله تعالى بفعل الأوامر واجتناب النواهي
    هو خير لباس للمؤمن.
    ذلك الذي مَنَّ الله به عليكم من الدلائل على ربوبية الله تعالى
    ووحدانيته وفضله ورحمته بعباده;
    لكي تتذكروا هذه النعم,
    فتشكروا لله عليها.
    وفي ذلك امتنان من الله تعالى على خَلْقه بهذه النعم.

    يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ( 27 )

    يا بني آدم لا يخدعنَّكم الشيطان,
    فيزين لكم المعصية,
    كما زيَّنها لأبويكم آدم وحواء,
    فأخرجهما بسببها من الجنة,
    ينزع عنهما لباسهما الذي سترهما الله به;
    لتنكشف لهما عوراتهما.
    إن الشيطان يراكم هو وذريته وجنسه وأنتم لا ترونهم
    فاحذروهم.
    إنَّا جعلنا الشياطين أولياء للكفار الذين لا يوحدون الله,
    ولا يصدقون رسله,
    ولا يعملون بهديه.

    وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ( 28 )

    وإذا أتى الكفار قبيحًا من الفعل
    اعتذروا عن فعله بأنه مما ورثوه عن آبائهم,
    وأنه مما أمر الله به.
    قل لهم - أيها الرسول-:
    إن الله تعالى لا يأمر عباده بقبائح الأفعال ومساوئها,
    أتقولون على الله - أيها المشركون-
    ما لا تعلمون كذبًا وافتراءً؟

    قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ( 29 )

    قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين:
    أمر ربي بالعدل,
    وأمركم بأن تخلصوا له العبادة في كل موضع من مواضعها,
    وبخاصة في المساجد,
    وأن تدعوه مخلصين له الطاعة والعبادة,
    وأن تؤمنوا بالبعث بعد الموت.
    وكما أن الله أوجدكم من العدم
    فإنه قادر على إعادة الحياة إليكم مرة أخرى.

    فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ( 30 )

    جعل الله عباده فريقين:
    فريقًا وفَّقهم للهداية إلى الصراط المستقيم,
    وفريقًا وجبت عليهم الضلالة عن الطريق المستقيم,
    إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله,
    فأطاعوهم جهلا منهم وظنًا بأنهم قد سلكوا سبيل الهداية.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( 23 ) قال آدم وحواء: ربنا ظلمنا أنفسنا بالأكل من الشجرة, وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن ممن أضاعوا حظَّهم في دنياهم وأخراهم. ( وهذه الكلمات هي التي تلقاها آدم من ربه, فدعا بها فتاب الله عليه ) . قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ( 24 ) قال تعالى مخاطبًا آدم وحواء لإبليس: اهبطوا من السماء إلى الأرض, وسيكون بعضكم لبعض عدوًا, ولكم في الأرض مكان تستقرون فيه, وتتمتعون إلى انقضاء آجالكم. قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ( 25 ) قال الله تعالى لآدم وحوَّاء وذريتهما: فيها تحيون, أي: في الأرض تقضون أيام حياتكم الدنيا, وفيها تكون وفاتكم, ومنها يخرجكم ربكم, ويحشركم أحياء يوم البعث. يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ( 26 ) يا بني آدم قد جعلنا لكم لباسًا يستر عوراتكم, وهو لباس الضرورة, ولباسًا للزينة والتجمل, وهو من الكمال والتنعم. ولباسُ تقوى الله تعالى بفعل الأوامر واجتناب النواهي هو خير لباس للمؤمن. ذلك الذي مَنَّ الله به عليكم من الدلائل على ربوبية الله تعالى ووحدانيته وفضله ورحمته بعباده; لكي تتذكروا هذه النعم, فتشكروا لله عليها. وفي ذلك امتنان من الله تعالى على خَلْقه بهذه النعم. يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ( 27 ) يا بني آدم لا يخدعنَّكم الشيطان, فيزين لكم المعصية, كما زيَّنها لأبويكم آدم وحواء, فأخرجهما بسببها من الجنة, ينزع عنهما لباسهما الذي سترهما الله به; لتنكشف لهما عوراتهما. إن الشيطان يراكم هو وذريته وجنسه وأنتم لا ترونهم فاحذروهم. إنَّا جعلنا الشياطين أولياء للكفار الذين لا يوحدون الله, ولا يصدقون رسله, ولا يعملون بهديه. وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ( 28 ) وإذا أتى الكفار قبيحًا من الفعل اعتذروا عن فعله بأنه مما ورثوه عن آبائهم, وأنه مما أمر الله به. قل لهم - أيها الرسول-: إن الله تعالى لا يأمر عباده بقبائح الأفعال ومساوئها, أتقولون على الله - أيها المشركون- ما لا تعلمون كذبًا وافتراءً؟ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ( 29 ) قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أمر ربي بالعدل, وأمركم بأن تخلصوا له العبادة في كل موضع من مواضعها, وبخاصة في المساجد, وأن تدعوه مخلصين له الطاعة والعبادة, وأن تؤمنوا بالبعث بعد الموت. وكما أن الله أوجدكم من العدم فإنه قادر على إعادة الحياة إليكم مرة أخرى. فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ( 30 ) جعل الله عباده فريقين: فريقًا وفَّقهم للهداية إلى الصراط المستقيم, وفريقًا وجبت عليهم الضلالة عن الطريق المستقيم, إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله, فأطاعوهم جهلا منهم وظنًا بأنهم قد سلكوا سبيل الهداية. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ( 138 )

    وقال المشركون: هذه إبل وزرع حرام,
    لا يأكلها إلا مَن يأذنون له - حسب ادعائهم-
    مِن سدنة الأوثان وغيرهم.
    وهذه إبل حُرِّمت ظهورها,
    فلا يحل ركوبها والحملُ عليها بحال من الأحوال.
    وهذه إبل لا يَذكرون اسم الله تعالى عليها في أي شأن من شئونها.
    فعلوا ذلك كذبًا منهم على الله,
    سيجزيهم الله بسبب ما كانوا يفترون من كذبٍ عليه سبحانه.

    وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ( 139 )

    وقال المشركون:
    ما في بطون الأنعام من أجنَّة مباح لرجالنا,
    ومحرم على نسائنا,
    إذا ولد حيًّا,
    ويشركون فيه إذا ولد ميتًا.
    سيعاقبهم الله إذ شرَّعوا لأنفسهم من التحليل والتحريم
    ما لم يأذن به الله.
    إنه تعالى حكيم في تدبير أمور خلقه,
    عليم بهم.

    قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ( 140 )

    قد خسر وهلك الذين قتلوا أولادهم
    لضعف عقولهم وجهلهم,
    وحرموا ما رزقهم الله كذبًا على الله.
    قد بَعُدوا عن الحق,
    وما كانوا من أهل الهدى والرشاد.
    فالتحليل والتحريم من خصائص الألوهية في التشريع,
    والحلال ما أحله الله,
    والحرام ما حرَّمه الله,
    وليس لأحد من خَلْقه فردًا كان أو جماعة
    أن يشرع لعباده ما لم يأذن به الله.

    وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ( 141 )

    والله سبحانه وتعالى هو الذي أوجد لكم بساتين:
    منها ما هو مرفوع عن الأرض كالأعناب,
    ومنها ما هو غير مرفوع,
    ولكنه قائم على سوقه كالنخل والزرع,
    متنوعًا طعمه,
    والزيتون والرمان متشابهًا منظره,
    ومختلفًا ثمره وطعمه.
    كلوا - أيها الناس- مِن ثمره إذا أثمر,
    وأعطوا زكاته المفروضة عليكم يوم حصاده وقطافه,
    ولا تتجاوزوا حدود الاعتدال في إخراج المال وأكل الطعام وغير ذلك.
    إنه تعالى لا يحب المتجاوزين حدوده بإنفاق المال في غير وجهه.

    وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ( 142 )

    وأوجد من الأنعام ما هو مهيَّأ للحمل عليه
    لكبره وارتفاعه كالإبل,
    ومنها ما هو مهيَّأ لغير الحمل
    لصغره وقربه من الأرض
    كالبقر والغنم,
    كلوا مما أباحه الله لكم وأعطاكموه من هذه الأنعام,
    ولا تحرموا ما أحلَّ الله منها اتباعًا لطرق الشيطان,
    كما فعل المشركون.
    إن الشيطان لكم عدو ظاهر العداوة.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُهَا إِلا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ( 138 ) وقال المشركون: هذه إبل وزرع حرام, لا يأكلها إلا مَن يأذنون له - حسب ادعائهم- مِن سدنة الأوثان وغيرهم. وهذه إبل حُرِّمت ظهورها, فلا يحل ركوبها والحملُ عليها بحال من الأحوال. وهذه إبل لا يَذكرون اسم الله تعالى عليها في أي شأن من شئونها. فعلوا ذلك كذبًا منهم على الله, سيجزيهم الله بسبب ما كانوا يفترون من كذبٍ عليه سبحانه. وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ( 139 ) وقال المشركون: ما في بطون الأنعام من أجنَّة مباح لرجالنا, ومحرم على نسائنا, إذا ولد حيًّا, ويشركون فيه إذا ولد ميتًا. سيعاقبهم الله إذ شرَّعوا لأنفسهم من التحليل والتحريم ما لم يأذن به الله. إنه تعالى حكيم في تدبير أمور خلقه, عليم بهم. قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ( 140 ) قد خسر وهلك الذين قتلوا أولادهم لضعف عقولهم وجهلهم, وحرموا ما رزقهم الله كذبًا على الله. قد بَعُدوا عن الحق, وما كانوا من أهل الهدى والرشاد. فالتحليل والتحريم من خصائص الألوهية في التشريع, والحلال ما أحله الله, والحرام ما حرَّمه الله, وليس لأحد من خَلْقه فردًا كان أو جماعة أن يشرع لعباده ما لم يأذن به الله. وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ( 141 ) والله سبحانه وتعالى هو الذي أوجد لكم بساتين: منها ما هو مرفوع عن الأرض كالأعناب, ومنها ما هو غير مرفوع, ولكنه قائم على سوقه كالنخل والزرع, متنوعًا طعمه, والزيتون والرمان متشابهًا منظره, ومختلفًا ثمره وطعمه. كلوا - أيها الناس- مِن ثمره إذا أثمر, وأعطوا زكاته المفروضة عليكم يوم حصاده وقطافه, ولا تتجاوزوا حدود الاعتدال في إخراج المال وأكل الطعام وغير ذلك. إنه تعالى لا يحب المتجاوزين حدوده بإنفاق المال في غير وجهه. وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ( 142 ) وأوجد من الأنعام ما هو مهيَّأ للحمل عليه لكبره وارتفاعه كالإبل, ومنها ما هو مهيَّأ لغير الحمل لصغره وقربه من الأرض كالبقر والغنم, كلوا مما أباحه الله لكم وأعطاكموه من هذه الأنعام, ولا تحرموا ما أحلَّ الله منها اتباعًا لطرق الشيطان, كما فعل المشركون. إن الشيطان لكم عدو ظاهر العداوة. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • #غريب_الألفاظ
    135- { يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي: على موضعكم.
    يقال: مكان ومكانة. ومنزل ومنزلة. وتسع وتسعة.
    ومتن ومتنة. وعماد وعمادة.

    136- { مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ }
    أي: مما خلق من الحرث وهو الزرع.
    والأنعام الإبل والبقر والغنم.
    { نَصِيبًا } أي حظا. وكانوا إذا زرعوا خَطُّوا خطا فقالوا:
    هذا لله وهذا لآلهتنا.
    فإذا حصدوا ما جعلوا لله فوقع منه شيء فيما جعلوا لآلهتهم تركوه. وقالوا: هي إليه محتاجة.
    وإذا حصدوا ما جعلوا لآلهتهم فوقع منه شيء فيما جعلوه لله
    أعادوه إلى موضعه.
    وكانوا يجعلون من الأنعام شيئا لله.
    فإذا ولدت إناثها ميتا أكلوه.
    وإذا جعلوا لآلهتهم شيئا من الأنعام فولد ميتا عظموه ولم يأكلوه.
    فقال الله: { وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }

    137- { لِيُرْدُوهُمْ } أي ليهلكوهم. والرّدى: الهلاك.
    .
    #غريب_الألفاظ 135- { يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي: على موضعكم. يقال: مكان ومكانة. ومنزل ومنزلة. وتسع وتسعة. ومتن ومتنة. وعماد وعمادة. 136- { مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ } أي: مما خلق من الحرث وهو الزرع. والأنعام الإبل والبقر والغنم. { نَصِيبًا } أي حظا. وكانوا إذا زرعوا خَطُّوا خطا فقالوا: هذا لله وهذا لآلهتنا. فإذا حصدوا ما جعلوا لله فوقع منه شيء فيما جعلوا لآلهتهم تركوه. وقالوا: هي إليه محتاجة. وإذا حصدوا ما جعلوا لآلهتهم فوقع منه شيء فيما جعلوه لله أعادوه إلى موضعه. وكانوا يجعلون من الأنعام شيئا لله. فإذا ولدت إناثها ميتا أكلوه. وإذا جعلوا لآلهتهم شيئا من الأنعام فولد ميتا عظموه ولم يأكلوه. فقال الله: { وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } 137- { لِيُرْدُوهُمْ } أي ليهلكوهم. والرّدى: الهلاك. .
    0
  • وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 60 )

    وهو سبحانه الذي يقبض أرواحكم بالليل
    بما يشبه قبضها عند الموت,
    ويعلم ما اكتسبتم في النهار من الأعمال,
    ثم يعيد أرواحكم إلى أجسامكم
    باليقظة من النوم نهارًا
    بما يشبه الأحياء بعد الموت;
    لتُقضى آجالكم المحددة في الدنيا,
    ثم إلى الله تعالى معادكم بعد بعثكم من قبوركم أحياءً,
    ثم يخبركم بما كنتم تعملون في حياتكم الدنيا,
    ثم يجازيكم بذلك.

    وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ ( 61 )

    والله تعالى هو القاهر فوق عباده,
    فوقية مطلقة من كل وجه,
    تليق بجلاله سبحانه وتعالى.
    كل شيء خاضع لجلاله وعظمته,
    ويرسل على عباده ملائكة,
    يحفظون أعمالهم ويُحْصونها,
    حتى إذا نزل الموت بأحدهم
    قبض روحَه مَلكُ الموت وأعوانه,
    وهم لا يضيعون ما أُمروا به.

    ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ( 62 )

    ثم أعيد هؤلاء المتوفون إلى الله تعالى مولاهم الحق.
    ألا له القضاء والفصل يوم القيامة بين عباده
    وهو أسرع الحاسبين.

    قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ( 63 )

    قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين:
    من ينقذكم من مخاوف ظلمات البر والبحر؟
    أليس هو الله تعالى الذي تدعونه في الشدائد متذللين جهرًا وسرًّا؟
    تقولون: لئن أنجانا ربنا من هذه المخاوف لنكونن من الشاكرين بعبادته عز وجل وحده لا شريك له.

    قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ( 64 )
    قل لهم - أيها الرسول- :
    الله وحده هو الذي ينقذكم من هذه المخاوف ومن كل شدة,
    ثم أنتم بعد ذلك تشركون معه في العبادة غيره.

    قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ( 65 )

    قل - أيها الرسول- :
    الله عز وجل هو القادر وحده على أن يرسل عليكم عذابًا مِن فوقكم
    كالرَّجْم أو الطوفان, وما أشبه ذلك,
    أو من تحت أرجلكم كالزلازل والخسف,
    أو يخلط أمركم عليكم
    فتكونوا فرقًا متناحرة يقتل بعضكم بعضًا.
    انظر - أيها الرسول- كيف نُنوِّع حججنا الواضحات لهؤلاء المشركين
    لعلهم يفهمون فيعتبروا؟

    وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ( 66 )

    وكذَّب بهذا القرآن الكفارُ مِن قومك أيها الرسول,
    وهو الكتاب الصادق في كل ما جاء به.
    قل لهم: لست عليكم بحفيظ ولا رقيب,
    وإنما أنا رسول الله أبلغكم ما أرسلت إليكم.

    لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ( 67 )

    لكل خبر قرار يستقر عنده,
    ونهاية ينتهي إليها,
    فيتبيَّن الحق من الباطل,
    وسوف تعلمون - أيها الكفار- عاقبة أمركم عند حلول عذاب الله بكم.

    وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( 68 )
    وإذا رأيت - أيها الرسول- المشركين
    الذين يتكلمون في آيات القرآن بالباطل والاستهزاء,
    فابتعد عنهم حتى يأخذوا في حديث آخر,
    وإن أنساك الشيطان هذا الأمر
    فلا تقعد بعد تذكرك مع القوم المعتدين,
    الذين تكلموا في آيات الله بالباطل.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 60 ) وهو سبحانه الذي يقبض أرواحكم بالليل بما يشبه قبضها عند الموت, ويعلم ما اكتسبتم في النهار من الأعمال, ثم يعيد أرواحكم إلى أجسامكم باليقظة من النوم نهارًا بما يشبه الأحياء بعد الموت; لتُقضى آجالكم المحددة في الدنيا, ثم إلى الله تعالى معادكم بعد بعثكم من قبوركم أحياءً, ثم يخبركم بما كنتم تعملون في حياتكم الدنيا, ثم يجازيكم بذلك. وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ ( 61 ) والله تعالى هو القاهر فوق عباده, فوقية مطلقة من كل وجه, تليق بجلاله سبحانه وتعالى. كل شيء خاضع لجلاله وعظمته, ويرسل على عباده ملائكة, يحفظون أعمالهم ويُحْصونها, حتى إذا نزل الموت بأحدهم قبض روحَه مَلكُ الموت وأعوانه, وهم لا يضيعون ما أُمروا به. ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ( 62 ) ثم أعيد هؤلاء المتوفون إلى الله تعالى مولاهم الحق. ألا له القضاء والفصل يوم القيامة بين عباده وهو أسرع الحاسبين. قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ( 63 ) قل - أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: من ينقذكم من مخاوف ظلمات البر والبحر؟ أليس هو الله تعالى الذي تدعونه في الشدائد متذللين جهرًا وسرًّا؟ تقولون: لئن أنجانا ربنا من هذه المخاوف لنكونن من الشاكرين بعبادته عز وجل وحده لا شريك له. قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ ( 64 ) قل لهم - أيها الرسول- : الله وحده هو الذي ينقذكم من هذه المخاوف ومن كل شدة, ثم أنتم بعد ذلك تشركون معه في العبادة غيره. قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ( 65 ) قل - أيها الرسول- : الله عز وجل هو القادر وحده على أن يرسل عليكم عذابًا مِن فوقكم كالرَّجْم أو الطوفان, وما أشبه ذلك, أو من تحت أرجلكم كالزلازل والخسف, أو يخلط أمركم عليكم فتكونوا فرقًا متناحرة يقتل بعضكم بعضًا. انظر - أيها الرسول- كيف نُنوِّع حججنا الواضحات لهؤلاء المشركين لعلهم يفهمون فيعتبروا؟ وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ( 66 ) وكذَّب بهذا القرآن الكفارُ مِن قومك أيها الرسول, وهو الكتاب الصادق في كل ما جاء به. قل لهم: لست عليكم بحفيظ ولا رقيب, وإنما أنا رسول الله أبلغكم ما أرسلت إليكم. لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ( 67 ) لكل خبر قرار يستقر عنده, ونهاية ينتهي إليها, فيتبيَّن الحق من الباطل, وسوف تعلمون - أيها الكفار- عاقبة أمركم عند حلول عذاب الله بكم. وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( 68 ) وإذا رأيت - أيها الرسول- المشركين الذين يتكلمون في آيات القرآن بالباطل والاستهزاء, فابتعد عنهم حتى يأخذوا في حديث آخر, وإن أنساك الشيطان هذا الأمر فلا تقعد بعد تذكرك مع القوم المعتدين, الذين تكلموا في آيات الله بالباطل. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • ﴿ إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَاۤءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَـابٌ عَزِیزࣱ ١ ٤ ﴾
    "فصلت"

    🎈ابن عطية
    ( وصف تعالى الكتاب بالعزة ؛ لأنه بصحة معانيه ممتنع الطعن فيه ، والإزراء عليه ، وهو محفوظ من الله تعالى.)

    💥البغوي
    ( ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾
    قَالَ قَتَادَةُ :
    أَعَزَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِزًّا فَلَا يَجِدُ الْبَاطِلُ إِلَيْهِ سَبِيلًا )

    ✋الموسوعة القرآنية
    ( •مِن عزة هذا القرآن أنه يُعرض عمن أعرض عنه ، ولا يُقبل إلا على من أقبل عليه.

    •هل تدري : لماذا يصعب علينا فهم القرآن ؟
    لأننا نعطيه " فضلَ " أوقاتنا
    لا " أفضلَ " أوقاتنا.

    •القرآن عزيز فأعطه أعز الأوقات.

    •قد تمر أوقات تنهزم فيها الأمة وتضعف ،
    لكن لا يمكن أن تمر لحظة واحدة ينهزم فيها هذا الكتاب ؛
    لأن الله يقول: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}.

    •من معاني العزة القوة ، فالقرآن قوي في شفائه للقلوب من الهموم والأكدار والعقول من الشبهات ، والأجساد من الأدواء.

    • للقرأن أسرار ..
    لا تظهر إلا بطول المصاحبة !.)
    ﴿ إِنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِٱلذِّكۡرِ لَمَّا جَاۤءَهُمۡۖ وَإِنَّهُۥ لَكِتَـابٌ عَزِیزࣱ ١ ٤ ﴾ "فصلت" 🎈ابن عطية ( وصف تعالى الكتاب بالعزة ؛ لأنه بصحة معانيه ممتنع الطعن فيه ، والإزراء عليه ، وهو محفوظ من الله تعالى.) 💥البغوي ( ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾ قَالَ قَتَادَةُ : أَعَزَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِزًّا فَلَا يَجِدُ الْبَاطِلُ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) ✋الموسوعة القرآنية ( •مِن عزة هذا القرآن أنه يُعرض عمن أعرض عنه ، ولا يُقبل إلا على من أقبل عليه. •هل تدري : لماذا يصعب علينا فهم القرآن ؟ لأننا نعطيه " فضلَ " أوقاتنا لا " أفضلَ " أوقاتنا. •القرآن عزيز فأعطه أعز الأوقات. •قد تمر أوقات تنهزم فيها الأمة وتضعف ، لكن لا يمكن أن تمر لحظة واحدة ينهزم فيها هذا الكتاب ؛ لأن الله يقول: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ}. •من معاني العزة القوة ، فالقرآن قوي في شفائه للقلوب من الهموم والأكدار والعقول من الشبهات ، والأجساد من الأدواء. • للقرأن أسرار .. لا تظهر إلا بطول المصاحبة !.)
    0
  • لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ( 78 )

    يخبر تعالى أنه طرد من رحمته الكافرين من بني إسرائيل
    في الكتاب الذي أنزله على داود - عليه السلام- وهو الزَّبور,
    وفي الكتاب الذي أنزله على عيسى - عليه السلام - وهو الإنجيل;
    بسبب عصيانهم واعتدائهم على حرمات الله.

    كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ( 79 )

    كان هؤلاء اليهود يُجاهرون بالمعاصي ويرضونها,
    ولا يَنْهى بعضُهم بعضًا عن أيِّ منكر فعلوه,
    وهذا من أفعالهم السيئة,
    وبه استحقوا أن يُطْرَدُوا من رحمة الله تعالى.

    تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ( 80 )

    تَرَى - أيها الرسول- كثيرًا من هؤلاء اليهود يتخذون المشركين أولياء لهم,
    ساء ما عملوه من الموالاة التي كانت سببًا في غضب الله عليهم,
    وخلودهم في عذاب الله يوم القيامة.

    وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ( 81 )

    ولو أن هؤلاء اليهود الذين يناصرون المشركين
    كانوا قد آمنوا بالله تعالى والنبي محمد صلى الله عليه وسلم,
    وأقرُّوا بما أنزل إليه - وهو القرآن الكريم-
    ما اتخذوا الكفار أصحابًا وأنصارًا,
    ولكن كثيرًا منهم خارجون عن طاعة الله ورسوله.

    لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ( 82 )

    لتجدنَّ - أيها الرسول- أشدَّ الناس عداوة للذين صدَّقوك وآمنوا بك واتبعوك,
    اليهودَ; لعنادهم, وجحودهم, وغمطهم الحق,
    والذين أشركوا مع الله غيره, كعبدة الأوثان وغيرهم,
    ولتجدنَّ أقربهم مودة للمسلمين الذين قالوا: إنا نصارى,
    ذلك بأن منهم علماء بدينهم متزهدين
    وعبَّادًا في الصوامع متنسكين,
    وأنهم متواضعون لا يستكبرون عن قَبول الحق,
    وهؤلاء هم الذين قبلوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم, وآمنوا بها.

    وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ( 83 )

    ومما يدل على قرب مودتهم للمسلمين
    أن فريقًا منهم ( وهم وفد الحبشة لما سمعوا القرآن )
    فاضت أعينهم من الدمع
    فأيقنوا أنه حقٌّ منزل من عند الله تعالى,
    وصدَّقوا بالله واتبعوا رسوله,
    وتضرعوا إلى الله أن يكرمهم بشرف الشهادة مع أمَّة محمد عليه السلام على الأمم يوم القيامة.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ( 78 ) يخبر تعالى أنه طرد من رحمته الكافرين من بني إسرائيل في الكتاب الذي أنزله على داود - عليه السلام- وهو الزَّبور, وفي الكتاب الذي أنزله على عيسى - عليه السلام - وهو الإنجيل; بسبب عصيانهم واعتدائهم على حرمات الله. كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ( 79 ) كان هؤلاء اليهود يُجاهرون بالمعاصي ويرضونها, ولا يَنْهى بعضُهم بعضًا عن أيِّ منكر فعلوه, وهذا من أفعالهم السيئة, وبه استحقوا أن يُطْرَدُوا من رحمة الله تعالى. تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ( 80 ) تَرَى - أيها الرسول- كثيرًا من هؤلاء اليهود يتخذون المشركين أولياء لهم, ساء ما عملوه من الموالاة التي كانت سببًا في غضب الله عليهم, وخلودهم في عذاب الله يوم القيامة. وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ( 81 ) ولو أن هؤلاء اليهود الذين يناصرون المشركين كانوا قد آمنوا بالله تعالى والنبي محمد صلى الله عليه وسلم, وأقرُّوا بما أنزل إليه - وهو القرآن الكريم- ما اتخذوا الكفار أصحابًا وأنصارًا, ولكن كثيرًا منهم خارجون عن طاعة الله ورسوله. لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ ( 82 ) لتجدنَّ - أيها الرسول- أشدَّ الناس عداوة للذين صدَّقوك وآمنوا بك واتبعوك, اليهودَ; لعنادهم, وجحودهم, وغمطهم الحق, والذين أشركوا مع الله غيره, كعبدة الأوثان وغيرهم, ولتجدنَّ أقربهم مودة للمسلمين الذين قالوا: إنا نصارى, ذلك بأن منهم علماء بدينهم متزهدين وعبَّادًا في الصوامع متنسكين, وأنهم متواضعون لا يستكبرون عن قَبول الحق, وهؤلاء هم الذين قبلوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم, وآمنوا بها. وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ( 83 ) ومما يدل على قرب مودتهم للمسلمين أن فريقًا منهم ( وهم وفد الحبشة لما سمعوا القرآن ) فاضت أعينهم من الدمع فأيقنوا أنه حقٌّ منزل من عند الله تعالى, وصدَّقوا بالله واتبعوا رسوله, وتضرعوا إلى الله أن يكرمهم بشرف الشهادة مع أمَّة محمد عليه السلام على الأمم يوم القيامة. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ( 32 )

    بسبب جناية القتل هذه
    شَرَعْنا لبني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير سبب من قصاص,
    أو فساد في الأرض بأي نوع من أنواع الفساد,
    الموجب للقتل
    كالشرك والمحاربة
    فكأنما قتل الناس جميعًا فيما استوجب من عظيم العقوبة من الله,
    وأنه من امتنع عن قَتْل نفس حرَّمها الله
    فكأنما أحيا الناس جميعًا;
    فالحفاظ على حرمة إنسان واحد
    حفاظ على حرمات الناس كلهم.
    ولقد أتت بني إسرائيل رسلُنا بالحجج والدلائل
    على صحة ما دعَوهم إليه من الإيمان بربهم,
    وأداء ما فُرِضَ عليهم,
    ثم إن كثيرًا منهم بعد مجيء الرسل إليهم
    لمتجاوزون حدود الله
    بارتكاب محارم الله وترك أوامره.

    إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 33 )

    إنما جزاء الذين يحاربون الله,
    ويبارزونه بالعداوة,
    ويعتدون على أحكامه,
    وعلى أحكام رسوله,
    ويفسدون في الأرض بقتل الأنفس,
    وسلب الأموال,
    أن يُقَتَّلوا,
    أو يُصَلَّبوا مع القتل
    ( والصلب: أن يُشَدَّ الجاني على خشبة )
    أو تُقْطَع يدُ المحارب اليمنى ورجله اليسرى,
    فإن لم يَتُبْ تُقطعْ يدُه اليسرى ورجلُه اليمنى,
    أو يُنفَوا إلى بلد غير بلدهم,
    ويُحبسوا في سجن ذلك البلد حتى تَظهر توبتُهم.
    وهذا الجزاء الذي أعدَّه الله للمحاربين هو ذلّ في الدنيا,
    ولهم في الآخرة عذاب شديد إن لم يتوبوا.

    إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 34 )

    لكن مَن أتى من المحاربين من قبل أن تقدروا عليهم
    وجاء طائعًا نادمًا
    فإنه يسقط عنه ما كان لله,
    فاعلموا - أيها المؤمنون- أن الله غفور لعباده,
    رحيم بهم.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( 35 )

    يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه,
    خافوا الله,
    وتَقَرَّبوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه,
    وجاهدوا في سبيله;
    كي تفوزوا بجناته.

    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 36 )

    إن الذين جحدوا وحدانية الله,
    وشريعته,
    لو أنهم سلكوا جميع ما في الأرض,
    وملكوا مثله معه,
    وأرادوا أن يفتدوا أنفسهم يوم القيامة من عذاب الله بما ملكوا,
    ما تَقبَّل الله ذلك منهم,
    ولهم عذاب مُوجع.
    .
    التفسير المُيَسَّر
    مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ( 32 ) بسبب جناية القتل هذه شَرَعْنا لبني اسرائيل أنه من قتل نفسا بغير سبب من قصاص, أو فساد في الأرض بأي نوع من أنواع الفساد, الموجب للقتل كالشرك والمحاربة فكأنما قتل الناس جميعًا فيما استوجب من عظيم العقوبة من الله, وأنه من امتنع عن قَتْل نفس حرَّمها الله فكأنما أحيا الناس جميعًا; فالحفاظ على حرمة إنسان واحد حفاظ على حرمات الناس كلهم. ولقد أتت بني إسرائيل رسلُنا بالحجج والدلائل على صحة ما دعَوهم إليه من الإيمان بربهم, وأداء ما فُرِضَ عليهم, ثم إن كثيرًا منهم بعد مجيء الرسل إليهم لمتجاوزون حدود الله بارتكاب محارم الله وترك أوامره. إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 33 ) إنما جزاء الذين يحاربون الله, ويبارزونه بالعداوة, ويعتدون على أحكامه, وعلى أحكام رسوله, ويفسدون في الأرض بقتل الأنفس, وسلب الأموال, أن يُقَتَّلوا, أو يُصَلَّبوا مع القتل ( والصلب: أن يُشَدَّ الجاني على خشبة ) أو تُقْطَع يدُ المحارب اليمنى ورجله اليسرى, فإن لم يَتُبْ تُقطعْ يدُه اليسرى ورجلُه اليمنى, أو يُنفَوا إلى بلد غير بلدهم, ويُحبسوا في سجن ذلك البلد حتى تَظهر توبتُهم. وهذا الجزاء الذي أعدَّه الله للمحاربين هو ذلّ في الدنيا, ولهم في الآخرة عذاب شديد إن لم يتوبوا. إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 34 ) لكن مَن أتى من المحاربين من قبل أن تقدروا عليهم وجاء طائعًا نادمًا فإنه يسقط عنه ما كان لله, فاعلموا - أيها المؤمنون- أن الله غفور لعباده, رحيم بهم. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( 35 ) يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه, خافوا الله, وتَقَرَّبوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه, وجاهدوا في سبيله; كي تفوزوا بجناته. إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 36 ) إن الذين جحدوا وحدانية الله, وشريعته, لو أنهم سلكوا جميع ما في الأرض, وملكوا مثله معه, وأرادوا أن يفتدوا أنفسهم يوم القيامة من عذاب الله بما ملكوا, ما تَقبَّل الله ذلك منهم, ولهم عذاب مُوجع. . التفسير المُيَسَّر
    0
  • وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ( 10 )

    والذين جحدوا وحدانية الله الدالة على الحق المبين,
    وكذَّبوا بأدلته التي جاءت بها الرسل,
    هم أهل النار الملازمون لها.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( 11 )

    يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله
    وعملوا بشرعه
    اذكروا ما أنعم الله به عليكم من نعمة الأمنِ,
    وإلقاءِ الرعب في قلوب أعدائكم
    الذين أرادوا أن يبطشوا بكم,
    فصرفهم الله عنكم,
    وحال بينهم وبين ما أرادوه بكم,
    واتقوا الله واحذروه,
    وتوكلوا على الله وحده في أموركم الدينية والدنيوية,
    وثِقوا بعونه ونصره.

    وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ( 12 )

    ولقد أخذ الله العهد المؤكَّد على بني إسرائيل
    أن يخلصوا له العبادة وحده,
    وأمر الله موسى أن يجعل عليهم اثني عشر عريفًا بعدد فروعهم,
    يأخذون عليهم العهد بالسمع والطاعة لله ولرسوله ولكتابه,
    وقال الله لبني إسرائيل:
    إني معكم بحفظي ونصري,
    لئن أقمتم الصلاة,
    وأعطيتم الزكاة المفروضة مستحقيها,
    وصدَّقتم برسلي فيما أخبروكم به ونصرتموهم,
    وأنفقتم في سبيلي,
    لأكفِّرنَّ عنكم سيئاتكم,
    ولأدْخِلَنَّكُم جناتٍ تجري من تحت قصورها الأنهار,
    فمن جحد هذا الميثاق منكم
    فقد عدل عن طريق الحق إلى طريق الضلال.

    فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( 13 )

    فبسبب نقض هؤلاء اليهود لعهودهم المؤكَّدة
    طردناهم من رحمتنا,
    وجعلنا قلوبهم غليظة لا تلين للإيمان,
    يبدلون كلام الله الذي أنزله على موسى,
    وهو التوراة,
    وتركوا نصيبًا مما ذُكِّروا به,
    فلم يعملوا به.
    ولا تزال - أيها الرسول- تجد من اليهود خيانةً وغَدرًا,
    فهم على منهاج أسلافهم إلا قليلا منهم,
    فاعف عن سوء معاملتهم لك,
    واصفح عنهم,
    فإن الله يحب مَن أحسن العفو والصفح إلى من أساء إليه.
    ( وهكذا يجد أهل الزيغ سبيلا إلى مقاصدهم السيئة
    بتحريف كلام الله وتأويله على غير وجهه,
    فإن عجَزوا عن التحريف والتأويل
    تركوا ما لا يتفق مع أهوائهم مِن شرع الله
    الذي لا يثبت عليه إلا القليل ممن عصمه الله منهم ) .
    .
    التفسير المُيَسَّر
    وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ( 10 ) والذين جحدوا وحدانية الله الدالة على الحق المبين, وكذَّبوا بأدلته التي جاءت بها الرسل, هم أهل النار الملازمون لها. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ( 11 ) يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه اذكروا ما أنعم الله به عليكم من نعمة الأمنِ, وإلقاءِ الرعب في قلوب أعدائكم الذين أرادوا أن يبطشوا بكم, فصرفهم الله عنكم, وحال بينهم وبين ما أرادوه بكم, واتقوا الله واحذروه, وتوكلوا على الله وحده في أموركم الدينية والدنيوية, وثِقوا بعونه ونصره. وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ( 12 ) ولقد أخذ الله العهد المؤكَّد على بني إسرائيل أن يخلصوا له العبادة وحده, وأمر الله موسى أن يجعل عليهم اثني عشر عريفًا بعدد فروعهم, يأخذون عليهم العهد بالسمع والطاعة لله ولرسوله ولكتابه, وقال الله لبني إسرائيل: إني معكم بحفظي ونصري, لئن أقمتم الصلاة, وأعطيتم الزكاة المفروضة مستحقيها, وصدَّقتم برسلي فيما أخبروكم به ونصرتموهم, وأنفقتم في سبيلي, لأكفِّرنَّ عنكم سيئاتكم, ولأدْخِلَنَّكُم جناتٍ تجري من تحت قصورها الأنهار, فمن جحد هذا الميثاق منكم فقد عدل عن طريق الحق إلى طريق الضلال. فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ( 13 ) فبسبب نقض هؤلاء اليهود لعهودهم المؤكَّدة طردناهم من رحمتنا, وجعلنا قلوبهم غليظة لا تلين للإيمان, يبدلون كلام الله الذي أنزله على موسى, وهو التوراة, وتركوا نصيبًا مما ذُكِّروا به, فلم يعملوا به. ولا تزال - أيها الرسول- تجد من اليهود خيانةً وغَدرًا, فهم على منهاج أسلافهم إلا قليلا منهم, فاعف عن سوء معاملتهم لك, واصفح عنهم, فإن الله يحب مَن أحسن العفو والصفح إلى من أساء إليه. ( وهكذا يجد أهل الزيغ سبيلا إلى مقاصدهم السيئة بتحريف كلام الله وتأويله على غير وجهه, فإن عجَزوا عن التحريف والتأويل تركوا ما لا يتفق مع أهوائهم مِن شرع الله الذي لا يثبت عليه إلا القليل ممن عصمه الله منهم ) . . التفسير المُيَسَّر
    0
شاهد المزيد
  • (الوجوه والنظائر - حرف التاء)
    (الوجوه والنظائر - حرف التاء) معاني الكلمات المتماثلة في القرآن - حرف التاء   إعداد مركز المحتوى القرآني   كلمة (التسبيح)   ورد لفظ (التسبيح) في القرآن ما يقارب (87) مرة، وأصل معناه: الاستمرار في التنزيه من السوء على جهة التعظيم. ومعنى (التسبيح) في القرآن جاء على ستة وجوه: أولاً: جاء بمعنى (الصلاة)، كقوله: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ) [الروم:...
    1
    0
  • (الوجوه والنظائر - كاف - لام)
    (الوجوه والنظائر - كاف - لام)   إعداد مركز المحتوى القرآني   (الوجوه والنظائر - حرف الكاف) معاني الكلمات المتماثلة في القرآن - حرف الكاف   كلمة (الكتب)   ورد لفظ (الكتب) في القرآن ما يقارب (45) مرة، وأصل الكتب الجمع، والكتيبة العسكر الذي قد تكتب، أي: تجمع. ومعنى (الكتب) في القرآن جاء على (5) وجوه: أولاً: جاء بمعنى (الفرض)، كقوله: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ)[...
    0
  • آدم عليه السلام في القرآن
    آدم عليه السلام في القرآن الكريم   إعداد مركز المحتوى القرآني   خليفة في الأرض مُكرّم في السماء   يحكم الله أن يجعل خليفة في الأرض، ولا معقّب لحكمه، فكرّم هذا الخليفة، وأمر ملائكته بالسجود له؛ تشريفاً، وإجلالاً، وهذا الخليفة هو: آدم عليه السلام، أول أنبياء الله تعالى، وأبو البشر كلّهم. قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً...
    2
    1
  • أيوب عليه السلام في القرآن
    أيوب عليه السلام في القرآن   إعداد مركز المحتوى القرآني   أيوب عليه السلام مع الابتلاء   وصف الله ابتلاء أيوب عليه السلام، والضرّ الذي أصابه، وما مسه من النصب، والعذاب. قال تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ۝ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ...
    1
    0
  • إبراهيم عليه السلام في القرآن(1)
    إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم (1)   إبراهيم عليه السلام (نبيٌّ أمّة) ما هي صفاته التي حدثنا عنها القرآن الكريم؟   من أكثر القصص وروداً في القرآن الكريم، قصة نبيّ كريم، اصطفاه الله، واصطفى آله، وجعل في ذريته النبوة والكتاب، هو إبراهيم عليه السلام. قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ۝ ذُرِّيَّةً...
    0
  • السياق الثقافي وضرورة مراعاته في ترجمة النصوص الإسلامية (السنة المطهرة أنموذجاً)
    السياق الثقافي وضرورة مراعاته في ترجمة النصوص الإسلامية (السنة المطهرة أنموذجاً) الكاتب / الدكتور وليد بن بليهش العمري   توطئة بين يدي البحث   الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيراً، والصلاة والسلام على خير المرسلين، المبلِّغ عن رب العالمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، أما بعد فترجمة السنة النبوية المطهرة، موضوع ذو أهمية كبيرة، خاصة إذا ما علمنا أن الترجمة...
    0
  • القرآن الكريم وترجمته في الغرب
    القرآن الكريم وترجمته في الغرب[1]   فرانسوا ديروشي ترجمة: الدكتور وليد بن بليهش العمري[2] صفحة المترجم (www.aaynet.com/WaleedBleyhesh)                          تقديم بين يدي البحث الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه: يختص صاحب...
    2
    0
    1
  • المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (1)
    المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (1) مرشد تدريبي ومرجع تأطيري   الكاتب / د. وليد بن بليهش العمري   المقدمة الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلق الله، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن اقتفى أثره واستن بسنته واهتدى بهداه. في مناسبة هذا المرشد: هذا المرشد يكتسب أهميته من تعلقه بلازم من لوازم الدعوة إلى الدين الخاتم، الذي أتم الله تعالى به النعمة، وأعظم...
    2
    0
  • المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (2)
    المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (2) مرشد تدريبي ومرجع تأطيري   الكاتب / د. وليد بن بليهش العمري   الجَلْسَة السَّابعَة طُرُق التّعامل مَعَ حَالَاتِ عَدَم التّطابُق   أهداف الجلسة التعرف على حالات عدم التطابق. التعرف على طرق التعامل معها. التعرف على كونيات الترجمة.   تختلف اللغات من حيث تعبيرها عن الأمور واستيعابها للكلمات التي تعبر عن واقع أهل اللغة...
    1
    0
  • المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (3)
    المرشد في ترجمة المحتوى الإسلامي (3) مرشد تدريبي ومرجع تأطيري   الكاتب / د. وليد بن بليهش العمري   مُلحَق رَقمْ (١ ) نُصُوص تَدْرِيبِيَّة مُقْتَرَحَة تنبيه: تتم مناقشة هذه النصوص مناقشة جماعية مستفيضة، تبحث جميع أبعاد النص، في بيئتيه: المنشأ والمستقبلة، قبل الشروع في ترجمته، ثم تتم بعد ذلك مناقشة الترجمة.   النص التدريبي الأول يناقش هذا النص من حيث:...
    3
    0
  • المناسبات القرآنية (من الشعراء إلى الناس)
    المناسبات القرآنية (من الشعراء إلى الناس)   إعداد مركز المحتوى القرآني   (المناسبات في سورة الشعراء)   تناسب اسم السورة مع مضمونها: سميت (سورة الشعراء) لما ختمت به من المقارنة بين الشعراء الضالين والشعراء المؤمنين في قوله سبحانه: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ إلى قوله: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ [224- 226] بقصد الرد على المشركين الذين...
    1
    1
  • ترجمة معاني القرآن الكريم بين الواقع والمأمول
    ترجمة معاني القرآن الكريم بين الواقع والمأمول مقارنة كمية ونوعية بين ترجمات معاني القرآن الكريم وترجمات الإنجيل   الكاتب / د. وليد بن بليهش العمري   (نشر هذا البحث ضمن أبحاث ندوة اللغات والترجمة: الواقع والمأمول المنعقدة بكلية اللغات والترجمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقد صدرت أبحاث الندوة عام 1426هـ، بعنوان: «الأبحاث المستكتبة والمحكمة لندوة اللغات والترجمة...
    3
    1
  • ذو الكفل عليه السلام
    ذو الكفل عليه السلام   إعداد مركز المحتوى القرآني   اقترن ذكر ذي الكفل في القرآن الكريم بعدد من أنبياء الله تعالى؛ وهذا دليل على أنه نبي. قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ﴾ [ص: 48]. وقال تعالى: ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ ۝وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ...
    0
  • شعيب عليه السلام في القرآن
    شعيب عليه السلام في القرآن الكريم   وإلى مدين أخاهم شعيباً   حدّثنا القرآن الكريم عن شعيب عليه السلام وعن قومه أهل مدين، كما حدثنا عن نوح وهود وصالح ولوط وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام. وقد كانت دعوته كدعوة سائر الأنبياء قبله وبعده، دعوة إلى التوحيد. قال تعالى: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ...
    4
    0
    1
  • صاحب الجنتين
    صاحب الجنتين   إعداد مركز المحتوى القرآني وصف النعيم والثمر يضرب الله تعالى الأمثال للناس لعلهم يعقلون، ومن القصص القرآني التي ضربها الله مثلاً قصة صاحب الجنتين.قال تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ۝ كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ...
    0
  • صالح عليه السلام في القرآن
    صالح عليه السلام في القرآن الكريم   إعداد مركز المحتوى القرآني   وإلى ثمود أخاهم صالحاً   بعث الله نبيه صالحاً عليه السلام إلى ثمود، وصور لنا القرآن الكريم مواقف شتى من قصة هذا النبي الكريم مع قومه، ومنها: 1-     دعوته إلى التوحيد. 2-     إظهار الأدلة والبينات على صدقه. 3-     أمانة النبي عليه السلام في دعوته،...
    1
    0
  • عيسى ابن مريم وأمه عليهما السلام
    عيسى ابن مريم وأمه عليهما السلام   إعداد مركز المحتوى القرآني   آل عمران واصطفاؤهم على العالمين اصطفى الله آدم وذريته على سائر خلقه، واصطفى من هذه الذرية أنبياء ورسلاً مبشرين ومنذرين، كما اصطفى آل عمران على العالمين.قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ۝ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾...
    2
    0
  • قصة ذي القرنين
    قصة ذي القرنين   إعداد مركز المحتوى القرآني ذو القرنينالطواف في الأرض يأتي القصص القرآني لفوائد كثيرة، منها:1- البرهنة على صدق نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا يتجلى من أخبار الغيب التي قصّها عليه القرآن.2- تحذير المشركين، من مصير الأقوام السابقة، ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾ [طه: 113].3- تسلية النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.ومن القصص التي جاءت...
    0
  • لقمان الحكيم عليه السلام
    لقمان الحكيم   إعداد مركز المحتوى القرآني   لقمان الحكيم لم تقتصر قصص القرآن الكريم على الأنبياء عليهم السلام، وأقوامهم؛ بل ورد فيها من الصالحين ما يُعتبر من ذكرهم، ويُتعظ بقصصهم، ويُستفاد منها.ومن هؤلاء الصالحين:لقمان الحكيم.والأكثرون على أنه كان عبداً صالحاً، ولم يكن نبياً. ([1])قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا...
    0
  • مصطلحات علوم القرآن
    مقارنة بين بعض مصطلحات علوم القرآن (نماذج مما يتوهم تداخله من المصطلحات المتعلقة بالنص القرآني وأبرز مباحث علوم القرآن)   الكاتبة: منيرة بنت خليفة بن إبراهيم بوعنقاء الخالدي 1442 هـ -2021م   الملخص   تتناول الدراسة موضوع مصطلحات علوم القرآن؛ وفيها تم انتقاء أبرز الفروق التي تحتاج إلى دراسة، والتي يكثر الخلط وتوهم التشابه بين تعاريفها. وأما طريقة البحث المتبعة هي: منهج...
    1

Warning: Undefined array key "users" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8ba3de4b4f15ce781822631c5e8074d9d8757cb1_0.file.search.tpl.php on line 320

Fatal error: Uncaught TypeError: count(): Argument #1 ($value) must be of type Countable|array, null given in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8ba3de4b4f15ce781822631c5e8074d9d8757cb1_0.file.search.tpl.php:320 Stack trace: #0 /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/includes/libs/Smarty/sysplugins/smarty_template_resource_base.php(123): content_68befdb1e29013_62787904() #1 /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/includes/libs/Smarty/sysplugins/smarty_template_compiled.php(114): Smarty_Template_Resource_Base->getRenderedTemplateCode() #2 /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/includes/libs/Smarty/sysplugins/smarty_internal_template.php(216): Smarty_Template_Compiled->render() #3 /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/includes/libs/Smarty/sysplugins/smarty_internal_templatebase.php(232): Smarty_Internal_Template->render() #4 /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/includes/libs/Smarty/sysplugins/smarty_internal_templatebase.php(134): Smarty_Internal_TemplateBase->_execute() #5 /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/includes/functions.php(1121): Smarty_Internal_TemplateBase->display() #6 /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/search.php(55): page_footer() #7 {main} thrown in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/8ba3de4b4f15ce781822631c5e8074d9d8757cb1_0.file.search.tpl.php on line 320