توثيق تاريخي لكل ما يتعلق بتاريخ القرآن والعناية به كتابة ونشرا منذ نزوله حتى هذا العصر.
Warning: Undefined array key "basic" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/eb5647a598cdcc86fc4561d9bc7dbac072c92bf3_0.file.group.tpl.php on line 797
Warning: Undefined array key "_title" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 29
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 29
تدوينات حديثة
Warning: Undefined array key "_filter" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 35
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 35
/home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 243
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 243
all" data-id="208">
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 243
all" data-id="208">
- ترتيب مصحف عثمان (المصحف الإمام) للسور *
اختلف العلماء في ترتيب السور:
- فالقول الأول: إنه توقيفي، تولاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أخبر به جبريل عن أمر ربه، فكان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرتَّب السور، كما كان مرتب الآيات على هذا الترتيب الذي لدينا اليوم، وهو ترتيب مصحف عثمان الذي لم يتنازع أحد من الصحابة فيه مما يدل على عدم المخالفة والإجماع.
- والقول الثاني: إن ترتيب السور باجتهاد من الصحابة؛ بدليل اختلاف مصاحفهم في الترتيب؛ كمصحف ابن مسعود، ومصحف أُبي.
- والقول الثالث: إن بعض السور ترتيبه توقيفي، وبعضه باجتهاد من الصحابة؛ حيث ورد ما يدل على ترتيب بعض السور في عهد النبوة، فقد ورد ما يدل على ترتيب السبع الطوال والحواميم والمفصل في حياته عليه الصلاة والسلام.
وقد ناقش بعض العلماء (1) هذه الآراء الثلاثة، وانتهى إلى ما يلي:
- أن الرأى الثاني الذي يرى أن ترتيب السور باجتهاد الصحابة لم يستند إلى دليل يُعتمد عليه.
فاجتهاد بعض الصحابة في ترتيب مصاحفهم الخاصة كان اختيارًا منهم قبل أن يجمع القرآن جمعًا مرتبًا، فلما جمع في عهد عثمان بترتيب الآيات والسور على حرف واحد، واجتمعت الأمة على ذلك تركوا مصاحفهم، ولو كان الترتيب اجتهاديًّا لتمسكوا بها.
- أما الرأى الثالث: الذي يرى أن بعض السور ترتيبها توقيفي، وبعضها ترتيبه اجتهادي، فإن أدلته ترتكز على ذكر النصوص الدالة على ما هو توقيفي، أما القسم الاجتهادي فإنه لا يستند إلى دليل يدل على أن ترتيبه اجتهادي؛ إذ إن ثبوت التوقيفي بأدلته لا يعني أن ما سواه اجتهادي، مع أنه قليل جدًّا.
وبهذا يترجح أن ترتيب السور توقيفي كترتيب الآيات (2).
وقال أبو بكر بن الأنباري: "أنزل الله القرآن كله إلى سماء الدنيا، ثم فرقه في بضع وعشرين، فكانت السورة تنزل لأمر يحدث، والآية جواباً لمستخبر، ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على موضع الآية والسورة، فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن قدم سورة أو أخَّرها فقد أفسد نظم القرآن"(3).
وقال الزركشي: قال بعض مشايخنا المحققين: قد وهم من قال: لا يطلب للآي الكريمة مناسبة؛ لأنها على حسب الوقائع المتفرقة، وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلًا، وعلى حسب الحكمة ترتيبًا، فالمصحف كالصحف الكريمة على ما في وفق الكتاب المكنون، مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف، وحافظ القرآن العظيم لو استفتي في أحكام متعددة، أو ناظر فيها، أو أملاها لذكر آية كل حكم على ما سئل، وإذا رجع إلى التلاوة لم يتل كما أفتى، ولا كما نزل مفرقًا؛ بل كما أنزل جملة إلى بيت العزة، ومن المعجز البين أسلوبه، ونظمه الباهر؛ فإنه {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود:1] .
قال: والذي ينبغي في كل آية أن يبحث عن كونها مكملة لما قبلها، أو مستقلة، ثم المستقلة ما وجه مناسباتها لما قبلها؟ ففي ذلك علم جَمٌّ، وهكذا في السور يُطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له.
وإذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما خُتم به السورة قبلها، ثم هو يخفى تارة ويظهر أخرى؛ كافتتاح سورة الأنعام بالحمد، فإنه مناسب لختام سورة المائدة من فصل القضاء؛ كما قال سبحانه وتعالى: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر: 75] وكافتتاح سورة فاطر بـ {الْحَمْدُ} أيضًا، فإنه مناسب لختام ما قبلها من قوله: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} [سبأ: 54] وكافتتاح سورة الحديد بالتسبيح: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحديد: 1] فإنه مناسب لختام سورة الواقعة من الأمر به: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيم} [الواقعة: 74] .
وكافتتاح البقرة بقوله: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} إشارة إلى {الصِّرَاطَ} في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} كأنهم لما سألوا الهداية إلى الصراط المستقيم، قيل لهم: ذلك الصراط الذي سألتم الهداية إليه هو الكتاب.
وهذا معنى حسن يظهر فيه ارتباط سورة البقرة بالفاتحة (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من كلام مرزوق علي إبراهيم في مقدمة كتاب "أسرار ترتيب القرآن" لجلال الدين السيوطي (ص: 5 - 8).
(1) هو الشيخ مناع خليل القطان في كتابه: مباحث في علوم القرآن 141، 142.
(2) مباحث في علوم القرآن، لمناع القطان "141" وما بعدها.
(3) البرهان في علوم القرآن "1/ 260"، والجامع لأحكام القرآن "1/ 60"، والإتقان "1/ 60".
(4) البرهان في علوم القرآن "1/ 38".ترتيب مصحف عثمان (المصحف الإمام) للسور * اختلف العلماء في ترتيب السور: - فالقول الأول: إنه توقيفي، تولاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أخبر به جبريل عن أمر ربه، فكان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرتَّب السور، كما كان مرتب الآيات على هذا الترتيب الذي لدينا اليوم، وهو ترتيب مصحف عثمان الذي لم يتنازع أحد من الصحابة فيه مما يدل على عدم المخالفة والإجماع. - والقول الثاني: إن ترتيب السور باجتهاد من الصحابة؛ بدليل اختلاف مصاحفهم في الترتيب؛ كمصحف ابن مسعود، ومصحف أُبي. - والقول الثالث: إن بعض السور ترتيبه توقيفي، وبعضه باجتهاد من الصحابة؛ حيث ورد ما يدل على ترتيب بعض السور في عهد النبوة، فقد ورد ما يدل على ترتيب السبع الطوال والحواميم والمفصل في حياته عليه الصلاة والسلام. وقد ناقش بعض العلماء (1) هذه الآراء الثلاثة، وانتهى إلى ما يلي: - أن الرأى الثاني الذي يرى أن ترتيب السور باجتهاد الصحابة لم يستند إلى دليل يُعتمد عليه. فاجتهاد بعض الصحابة في ترتيب مصاحفهم الخاصة كان اختيارًا منهم قبل أن يجمع القرآن جمعًا مرتبًا، فلما جمع في عهد عثمان بترتيب الآيات والسور على حرف واحد، واجتمعت الأمة على ذلك تركوا مصاحفهم، ولو كان الترتيب اجتهاديًّا لتمسكوا بها. - أما الرأى الثالث: الذي يرى أن بعض السور ترتيبها توقيفي، وبعضها ترتيبه اجتهادي، فإن أدلته ترتكز على ذكر النصوص الدالة على ما هو توقيفي، أما القسم الاجتهادي فإنه لا يستند إلى دليل يدل على أن ترتيبه اجتهادي؛ إذ إن ثبوت التوقيفي بأدلته لا يعني أن ما سواه اجتهادي، مع أنه قليل جدًّا. وبهذا يترجح أن ترتيب السور توقيفي كترتيب الآيات (2). وقال أبو بكر بن الأنباري: "أنزل الله القرآن كله إلى سماء الدنيا، ثم فرقه في بضع وعشرين، فكانت السورة تنزل لأمر يحدث، والآية جواباً لمستخبر، ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على موضع الآية والسورة، فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمن قدم سورة أو أخَّرها فقد أفسد نظم القرآن"(3). وقال الزركشي: قال بعض مشايخنا المحققين: قد وهم من قال: لا يطلب للآي الكريمة مناسبة؛ لأنها على حسب الوقائع المتفرقة، وفصل الخطاب أنها على حسب الوقائع تنزيلًا، وعلى حسب الحكمة ترتيبًا، فالمصحف كالصحف الكريمة على ما في وفق الكتاب المكنون، مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف، وحافظ القرآن العظيم لو استفتي في أحكام متعددة، أو ناظر فيها، أو أملاها لذكر آية كل حكم على ما سئل، وإذا رجع إلى التلاوة لم يتل كما أفتى، ولا كما نزل مفرقًا؛ بل كما أنزل جملة إلى بيت العزة، ومن المعجز البين أسلوبه، ونظمه الباهر؛ فإنه {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} [هود:1] . قال: والذي ينبغي في كل آية أن يبحث عن كونها مكملة لما قبلها، أو مستقلة، ثم المستقلة ما وجه مناسباتها لما قبلها؟ ففي ذلك علم جَمٌّ، وهكذا في السور يُطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له. وإذا اعتبرت افتتاح كل سورة وجدته في غاية المناسبة لما خُتم به السورة قبلها، ثم هو يخفى تارة ويظهر أخرى؛ كافتتاح سورة الأنعام بالحمد، فإنه مناسب لختام سورة المائدة من فصل القضاء؛ كما قال سبحانه وتعالى: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الزمر: 75] وكافتتاح سورة فاطر بـ {الْحَمْدُ} أيضًا، فإنه مناسب لختام ما قبلها من قوله: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ} [سبأ: 54] وكافتتاح سورة الحديد بالتسبيح: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحديد: 1] فإنه مناسب لختام سورة الواقعة من الأمر به: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيم} [الواقعة: 74] . وكافتتاح البقرة بقوله: {الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} إشارة إلى {الصِّرَاطَ} في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} كأنهم لما سألوا الهداية إلى الصراط المستقيم، قيل لهم: ذلك الصراط الذي سألتم الهداية إليه هو الكتاب. وهذا معنى حسن يظهر فيه ارتباط سورة البقرة بالفاتحة (4). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كلام مرزوق علي إبراهيم في مقدمة كتاب "أسرار ترتيب القرآن" لجلال الدين السيوطي (ص: 5 - 8). (1) هو الشيخ مناع خليل القطان في كتابه: مباحث في علوم القرآن 141، 142. (2) مباحث في علوم القرآن، لمناع القطان "141" وما بعدها. (3) البرهان في علوم القرآن "1/ 260"، والجامع لأحكام القرآن "1/ 60"، والإتقان "1/ 60". (4) البرهان في علوم القرآن "1/ 38".0
- إجماع المسلمين على قبول مصحف عثمان *
لو أمر أحد الملوك أو الأمراء بنسخ مصحف أو كتاب لا يقدمه الكاتب إليه إلا بعد العناية بتصحيحه والتثبت من عدم وجود أي غلط فيه، فكيف بهؤلاء الصحابة الذين بذلوا أنفسهم لله لا يتحرون في كتابة وضبط المصحف الكريم الذى هو أساس الدين الإسلامي الحنيف هذا، ولقد وصلت عدة مصاحف من جمع عثمان إلى البلدان الإسلامية فلو وجدوا فيها خطأ أو غلطاً لما سكت أحد من المسلمين عليه، ولكنهم أجمعوا على صحتها وقبولها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن أمتى لن تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم) رواه ابن ماجه عن أنس بن مالك.
ولن تجد من المسلمين عناية بشيء كعنايتهم بكتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، سواء في نسخه أو تصحيحه، أو حفظه أو حرمته، وهذا لا يحتاج إلى دليل.
وإذا نظرنا كم من المصاحف التى لا تعد ولا تحصى قد كتبت منذ بدء الإسلام إلى يومنا هذا "أي أربعة عشر قرناً" فهل رأيت فيه تبديلاً أو تغييراً مع كثرة أعداء الدين من مختلف الأجناس والعقول.
ومما يذكر في حفظ الله للقرآن الكريم ما رواه البيهقى عن يحى بن أكثم قال: "دخل يهودى على المأمون فأحسن الكلام، فدعاه إلى الإسلام فأبى، ثم بعد سنة جاء مسلماً فتكلم في الفقه فأحسن الكلام، فسأله المأمون ما سبب إسلامه؟ قال: انصرفت من عندك فامتحنت هذه الأديان؛ فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة (1) فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين (2)، فتصفحوها فوجدوا فيها الزيادة والنقصان فرموا بها فلم يشتروها فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي" ذكره الزرقاني على المواهب في الجزء الخامس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 57 - 59)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
(1) قال في المنجد البيعة بكسر الباء المعبد للنصارى واليهود.
(2) هم الذين يبيعون الكتب والورق.
إجماع المسلمين على قبول مصحف عثمان * لو أمر أحد الملوك أو الأمراء بنسخ مصحف أو كتاب لا يقدمه الكاتب إليه إلا بعد العناية بتصحيحه والتثبت من عدم وجود أي غلط فيه، فكيف بهؤلاء الصحابة الذين بذلوا أنفسهم لله لا يتحرون في كتابة وضبط المصحف الكريم الذى هو أساس الدين الإسلامي الحنيف هذا، ولقد وصلت عدة مصاحف من جمع عثمان إلى البلدان الإسلامية فلو وجدوا فيها خطأ أو غلطاً لما سكت أحد من المسلمين عليه، ولكنهم أجمعوا على صحتها وقبولها، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن أمتى لن تجتمع على ضلالة، فإذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم) رواه ابن ماجه عن أنس بن مالك. ولن تجد من المسلمين عناية بشيء كعنايتهم بكتاب الله تعالى الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، سواء في نسخه أو تصحيحه، أو حفظه أو حرمته، وهذا لا يحتاج إلى دليل. وإذا نظرنا كم من المصاحف التى لا تعد ولا تحصى قد كتبت منذ بدء الإسلام إلى يومنا هذا "أي أربعة عشر قرناً" فهل رأيت فيه تبديلاً أو تغييراً مع كثرة أعداء الدين من مختلف الأجناس والعقول. ومما يذكر في حفظ الله للقرآن الكريم ما رواه البيهقى عن يحى بن أكثم قال: "دخل يهودى على المأمون فأحسن الكلام، فدعاه إلى الإسلام فأبى، ثم بعد سنة جاء مسلماً فتكلم في الفقه فأحسن الكلام، فسأله المأمون ما سبب إسلامه؟ قال: انصرفت من عندك فامتحنت هذه الأديان؛ فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ، فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة (1) فاشتريت مني، وعمدت إلى الإنجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيعة فاشتريت مني، وعمدت إلى القرآن فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها إلى الوراقين (2)، فتصفحوها فوجدوا فيها الزيادة والنقصان فرموا بها فلم يشتروها فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ، فكان هذا سبب إسلامي" ذكره الزرقاني على المواهب في الجزء الخامس. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 57 - 59)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي. (1) قال في المنجد البيعة بكسر الباء المعبد للنصارى واليهود. (2) هم الذين يبيعون الكتب والورق.0
- ضبط المصحف الكريم *
قد يتوهم بعض قاصري العقول أن القرآن ربما سقط منه شيء حين نسخه الصحابة وجمعهم له أو حصل فيه تغيير أو تحريف! كما زعم ذلك بعض المستشرقين من الافرنج، وكما زعمت الشيعه أن الصحابة حرفوا القرآن وأسقطوا كثيراً من آياته وسوره، وكتموا ما نزل في إمامة علي رضي الله عنه واستخلافه!.
والرد على ذلك أن الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم، وضمن صيانته من عبث العابثين بصريح قوله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وقوله: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}، وأى دليل أعظم على ذلك من مرور أربعة عشر قرناً والقرآن هو هو ما مسته أيدى الخلائق بالتحريف ولا بالتزوير، وهكذا يكون محفوطاً إلى أن يرفعه الله من الصدور والمصاحف فلا تبقى في الأرض منه آية، ويكون هذا في آخر الزمان قبل يوم القيمة كما جاء في كثير من الأخبار، فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم ما كانوا ليتهاونوا في أمر المصحف وهم الذين أيد الله بهم الإسلام، فقد ورد عن زيد بن ثابت أنه قال: كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملي علي، فإذا فرغت قال: اقرأه، فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه.
ولما فرغ زيد بن ثابت من نسخ مصحف عثمان رضي الله عنهما راجعه ثلاث مرات، ثم راجعه أمير المؤمنين عثمان بنفسه، فلما اطمأن قلبه حمل الناس على أن يكتبوا المصاحف على هذا المصحف الإمام، فهل بعد هذه المراجعات الأربعة وإجماع الصحابة كلهم على قبوله يتطرق الشك إلى قلب أحد من المسلمين في كلام رب العالمين القائل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولو جوزنا في نسخ القرآن وكتابته وجمعه السهو والنسيان عليهم أو عدم معرفتهم لأصول الكتابة وقواعد الإملاء لأدى ذلك فيه إلى التغيير والتبديل، والنقص والزيادة، وهذا محال؛ فالقرآن سليم من اللحن والغلط ليس فيه حرف زايد، ولا حرف ناقص ولا تبديل في كلمة، ولا تحريف في أخرى، وكيف لا يكون كذلك والذين جمعوه هم كبار الصحابة وأشراف العرب الذين عنهم أخذت الفصاحة، وفيهم ظهر البيان، وقد تلقوه غضاً طرياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 52 - 56)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.ضبط المصحف الكريم * قد يتوهم بعض قاصري العقول أن القرآن ربما سقط منه شيء حين نسخه الصحابة وجمعهم له أو حصل فيه تغيير أو تحريف! كما زعم ذلك بعض المستشرقين من الافرنج، وكما زعمت الشيعه أن الصحابة حرفوا القرآن وأسقطوا كثيراً من آياته وسوره، وكتموا ما نزل في إمامة علي رضي الله عنه واستخلافه!. والرد على ذلك أن الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم، وضمن صيانته من عبث العابثين بصريح قوله {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وقوله: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}، وأى دليل أعظم على ذلك من مرور أربعة عشر قرناً والقرآن هو هو ما مسته أيدى الخلائق بالتحريف ولا بالتزوير، وهكذا يكون محفوطاً إلى أن يرفعه الله من الصدور والمصاحف فلا تبقى في الأرض منه آية، ويكون هذا في آخر الزمان قبل يوم القيمة كما جاء في كثير من الأخبار، فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم ما كانوا ليتهاونوا في أمر المصحف وهم الذين أيد الله بهم الإسلام، فقد ورد عن زيد بن ثابت أنه قال: كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملي علي، فإذا فرغت قال: اقرأه، فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه. ولما فرغ زيد بن ثابت من نسخ مصحف عثمان رضي الله عنهما راجعه ثلاث مرات، ثم راجعه أمير المؤمنين عثمان بنفسه، فلما اطمأن قلبه حمل الناس على أن يكتبوا المصاحف على هذا المصحف الإمام، فهل بعد هذه المراجعات الأربعة وإجماع الصحابة كلهم على قبوله يتطرق الشك إلى قلب أحد من المسلمين في كلام رب العالمين القائل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولو جوزنا في نسخ القرآن وكتابته وجمعه السهو والنسيان عليهم أو عدم معرفتهم لأصول الكتابة وقواعد الإملاء لأدى ذلك فيه إلى التغيير والتبديل، والنقص والزيادة، وهذا محال؛ فالقرآن سليم من اللحن والغلط ليس فيه حرف زايد، ولا حرف ناقص ولا تبديل في كلمة، ولا تحريف في أخرى، وكيف لا يكون كذلك والذين جمعوه هم كبار الصحابة وأشراف العرب الذين عنهم أخذت الفصاحة، وفيهم ظهر البيان، وقد تلقوه غضاً طرياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 52 - 56)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.0
- إرسال نسخ مصحف الإمام مع صحابي يقرئ كل قٌطر *
قال الزّركشي رحمه الله: "قال أبو عمرو الداني في المقنع: أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ، وبعث إلى كلّ ناحية واحداً، الكوفة، والبصرة، والشام، وترك واحداً عنده، وقد قيل: أنه جعله سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين، قال: والأول أصح وعليه الأئمة)[1].
ويقول الإمام السيوطي رحمه الله اُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسلَ عثمان أربعة مصاحف، قال أبو داود: وسمعت أبا حاتم السّجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكّة، والشّام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدنية واحداً[2].
وكانت كلّها مكتوبة على الورق (الكاغد) إلاّ المصحف الذي خصّ به نفسه فقد قيل: إنه على رق الغزال[3].
والمصاحف المدنية والمكية تسمي بالمصاحف الحجازية عند أهل الرسم، والكوفي والبصري هما المرادان بالمصاحف العراقية عند أهل الرسم أيضاً، والخامس هو المصحف الشامي[4]، وإذا كان هو أصلََُ لكل هذه المصاحف - أي الإمام - فيجب القول بأنه لا اختلاف بينها لأنه الحكم وأنها صورة لنسخة واحدة، ويكون "الإمام" هو المرجع الأول في الدولة، ترجع إليه كل المصاحف وهو الحاكم عليها[5].
ولم يكتف سيدنا عثمان رضي الله عنه بإرسال المصاحف إلى الأمصار، وإنما بعث مع كل مصحف واحداً من الصحابة يقرئ من أرسل إليهم المصحف، وغالباً ما كانت قراءة هذا الصحابي توافق ما كتب به المصحف، فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي، والمغيرة بن شهاب مع الشامي، وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي، وعامر بن عبد القيس مع البصري، وهذا يرجح الرواية التي تنص على أن النسخ كانت خمسة لا سبعة[6].
وبهذا يُعرف كيفية انتشار هذه المصاحف لأن الاعتماد في نقل القرآن على التلقي من صدور الرجال ثقةً عن ثقةٍ وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك اختار عثمان حفاظاً يثق بهم وانفذهم إلى الأقطار الإسلامية واعتبر هذه المصاحف أصولاً ثواني - ثانوي- مبالغة في الأمر، وتوثيقاً للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في أكثر الأغلب [7].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف يسير من "فضل القرآن الكريم ومراحل تدوينه" لأبي سليمان المختار بن العربي مؤمن (https://www.alukah.net/sharia/0/57264/#ixzz6amMa32tR).
[1] البرهان في علوم القرآن بدرالدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794هـ، 1/334(دار المعرفة، بيروت، ط3-1415هـ).
[2] الإتقان جلال الدين السيوطي ت 911ه (1/132) (الكتب العلمية - بيروت ط 1415.3هـ).
[3] سمير الطالبين على محمد الضباع ص 16.
[4] جامع البيان في معرفة رسم القرآن على إسماعيل السيد هنداوي ص21 (دار الفرقان -الرياض، 1410هـ).
[5] المعجزة الكبرى محمد أبوزهرة ص30.
[6] رسم المصحف وضبطه الدكتور شعبان محمد إسماعيل ص19 (دار الثقافة - قطر، ط 1412.1هـ).
[7] مناهل العرفان للزرقاني (1/ 330).إرسال نسخ مصحف الإمام مع صحابي يقرئ كل قٌطر * قال الزّركشي رحمه الله: "قال أبو عمرو الداني في المقنع: أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ، وبعث إلى كلّ ناحية واحداً، الكوفة، والبصرة، والشام، وترك واحداً عنده، وقد قيل: أنه جعله سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين، قال: والأول أصح وعليه الأئمة)[1]. ويقول الإمام السيوطي رحمه الله اُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسلَ عثمان أربعة مصاحف، قال أبو داود: وسمعت أبا حاتم السّجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكّة، والشّام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدنية واحداً[2]. وكانت كلّها مكتوبة على الورق (الكاغد) إلاّ المصحف الذي خصّ به نفسه فقد قيل: إنه على رق الغزال[3]. والمصاحف المدنية والمكية تسمي بالمصاحف الحجازية عند أهل الرسم، والكوفي والبصري هما المرادان بالمصاحف العراقية عند أهل الرسم أيضاً، والخامس هو المصحف الشامي[4]، وإذا كان هو أصلََُ لكل هذه المصاحف - أي الإمام - فيجب القول بأنه لا اختلاف بينها لأنه الحكم وأنها صورة لنسخة واحدة، ويكون "الإمام" هو المرجع الأول في الدولة، ترجع إليه كل المصاحف وهو الحاكم عليها[5]. ولم يكتف سيدنا عثمان رضي الله عنه بإرسال المصاحف إلى الأمصار، وإنما بعث مع كل مصحف واحداً من الصحابة يقرئ من أرسل إليهم المصحف، وغالباً ما كانت قراءة هذا الصحابي توافق ما كتب به المصحف، فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي، والمغيرة بن شهاب مع الشامي، وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي، وعامر بن عبد القيس مع البصري، وهذا يرجح الرواية التي تنص على أن النسخ كانت خمسة لا سبعة[6]. وبهذا يُعرف كيفية انتشار هذه المصاحف لأن الاعتماد في نقل القرآن على التلقي من صدور الرجال ثقةً عن ثقةٍ وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك اختار عثمان حفاظاً يثق بهم وانفذهم إلى الأقطار الإسلامية واعتبر هذه المصاحف أصولاً ثواني - ثانوي- مبالغة في الأمر، وتوثيقاً للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في أكثر الأغلب [7]. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف يسير من "فضل القرآن الكريم ومراحل تدوينه" لأبي سليمان المختار بن العربي مؤمن (https://www.alukah.net/sharia/0/57264/#ixzz6amMa32tR). [1] البرهان في علوم القرآن بدرالدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794هـ، 1/334(دار المعرفة، بيروت، ط3-1415هـ). [2] الإتقان جلال الدين السيوطي ت 911ه (1/132) (الكتب العلمية - بيروت ط 1415.3هـ). [3] سمير الطالبين على محمد الضباع ص 16. [4] جامع البيان في معرفة رسم القرآن على إسماعيل السيد هنداوي ص21 (دار الفرقان -الرياض، 1410هـ). [5] المعجزة الكبرى محمد أبوزهرة ص30. [6] رسم المصحف وضبطه الدكتور شعبان محمد إسماعيل ص19 (دار الثقافة - قطر، ط 1412.1هـ). [7] مناهل العرفان للزرقاني (1/ 330).0
- المصحف الإمام .. مصحف عثمان رضي الله عنه *
بعد ما اتسعت رقعة الخلافة الإسلامية في أقطار الدنيا، وحمل الصحابة والتابعون كلام الله تعالى ينشرونه نوراً في الآفاق، وكان كل صحابي يعلّم تلاميذه بالحرف الذي تلقاه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وعندما اتجه الجيش الإسلامي إلى "أرمينية" و"أذربيجان"، التقت كتائب الجيش التي جاءت من الشام والعراق، فكاد الشقاق والنزاع يقع بينهم في أحقية قراءة كل جهة منهم أنها هي المحقة، فسارع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في إبلاغ أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بما وقع من التناكر والاختلاف، وكان عثمان رضي الله عنه لمس هذا الاختلاف من قراء المدينة أنفسهم فقام خطيباً وقال: "أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون فمن نأى عني من الأمصار أشدّ فيه اختلافا وأشدّ لحنا، اجتمعوا يا أصحاب محمّد، واكتبوا للنّاس إماماً" [1]، فسمي بالمصحف الإمام.
وخطوات جمعه كانت على النحو التالي:
1- خطبة عثمان رضي الله عنه، وعزمه على جميع الصحابة بجمع ما عندهم من الصحف والمجيء بها عنده.
2- بعثه إلى حفصة لترسل له الصحف التي جمعت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم ردها إليها.
3- تكليفه لزيد بن ثابت من الأنصار، وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام من قريش بنسخ مصاحف منها، وقد ندب اثنا عشر رجلاً آخرين لمعاونتهم في هذا الأمر الجليل[2].
4- إذا كان في الآية أكثر من قراءة تكتب خالية من أيّة علامة تقصر النّطق بها على قراءة واحدة مثال ذلك قوله تعالى:
أ- ﴿ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6] قرئت أيضاً (فتثبتوا)[3].
ب- ﴿ نُنْشِزُهَا ﴾ [البقرة: 259] قرئت أيضاً (ننشرها)[4].
وقد كتب "المصحف الإمام" في أواخر سنة 24هـ وأوائل سنة 25هـ، ولم تذكر المدة التي استغرقتها اللجنة في كتابة المصحف، وقد رضي الصحابة رضي الله عنهم ما صنعه عثمان رضي الله عنه، وأجمعوا على صحته وسلامته، وقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: "فرأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: أحسن والله عثمان، أحسن والله عثمان"[6].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف يسير من "فضل القرآن الكريم ومراحل تدوينه" لأبي سليمان المختار بن العربي مؤمن (https://www.alukah.net/sharia/0/57264/#ixzz6amMa32tR).
[1] المصاحف لابن أبي داود(29).
[2] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص (21-22).
[3] وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف.
[4] الأولى قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي، وقرأ الباقون بالراء المهملة.
[5] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص19. من اهم المراجع التي أخذت منها.
[6] غرائب القرآن للنيسابوري (1/27).المصحف الإمام .. مصحف عثمان رضي الله عنه * بعد ما اتسعت رقعة الخلافة الإسلامية في أقطار الدنيا، وحمل الصحابة والتابعون كلام الله تعالى ينشرونه نوراً في الآفاق، وكان كل صحابي يعلّم تلاميذه بالحرف الذي تلقاه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، وعندما اتجه الجيش الإسلامي إلى "أرمينية" و"أذربيجان"، التقت كتائب الجيش التي جاءت من الشام والعراق، فكاد الشقاق والنزاع يقع بينهم في أحقية قراءة كل جهة منهم أنها هي المحقة، فسارع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في إبلاغ أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه بما وقع من التناكر والاختلاف، وكان عثمان رضي الله عنه لمس هذا الاختلاف من قراء المدينة أنفسهم فقام خطيباً وقال: "أنتم عندي تختلفون فيه فتلحنون فمن نأى عني من الأمصار أشدّ فيه اختلافا وأشدّ لحنا، اجتمعوا يا أصحاب محمّد، واكتبوا للنّاس إماماً" [1]، فسمي بالمصحف الإمام. وخطوات جمعه كانت على النحو التالي: 1- خطبة عثمان رضي الله عنه، وعزمه على جميع الصحابة بجمع ما عندهم من الصحف والمجيء بها عنده. 2- بعثه إلى حفصة لترسل له الصحف التي جمعت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم ردها إليها. 3- تكليفه لزيد بن ثابت من الأنصار، وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام من قريش بنسخ مصاحف منها، وقد ندب اثنا عشر رجلاً آخرين لمعاونتهم في هذا الأمر الجليل[2]. 4- إذا كان في الآية أكثر من قراءة تكتب خالية من أيّة علامة تقصر النّطق بها على قراءة واحدة مثال ذلك قوله تعالى: أ- ﴿ فَتَبَيَّنُوا ﴾ [الحجرات: 6] قرئت أيضاً (فتثبتوا)[3]. ب- ﴿ نُنْشِزُهَا ﴾ [البقرة: 259] قرئت أيضاً (ننشرها)[4]. وقد كتب "المصحف الإمام" في أواخر سنة 24هـ وأوائل سنة 25هـ، ولم تذكر المدة التي استغرقتها اللجنة في كتابة المصحف، وقد رضي الصحابة رضي الله عنهم ما صنعه عثمان رضي الله عنه، وأجمعوا على صحته وسلامته، وقال زيد بن ثابت رضي الله عنه: "فرأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون: أحسن والله عثمان، أحسن والله عثمان"[6]. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف يسير من "فضل القرآن الكريم ومراحل تدوينه" لأبي سليمان المختار بن العربي مؤمن (https://www.alukah.net/sharia/0/57264/#ixzz6amMa32tR). [1] المصاحف لابن أبي داود(29). [2] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص (21-22). [3] وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف. [4] الأولى قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف بالزاي، وقرأ الباقون بالراء المهملة. [5] جمع القرآن الكريم في عهد الخلفاء الراشدين، أ.د. فهد الرومي ص19. من اهم المراجع التي أخذت منها. [6] غرائب القرآن للنيسابوري (1/27).1
- الفرق بين جمع أبي بكر للقرآن الكريم وجمع عثمان رضي الله عنهما *
قال ابن التين وغيره: "الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته؛ لأنه لم يكن مجموعاً في موضع واحد فجمعه في صحائف مرتباً لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات؛ فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض فخشي من تفاقم الأمر في ذلك، فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتباً لسوره، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجاً بأنه نزل بلغتهم، وإن كان قد وسع في قراءته بلغة غيرهم رفعاً للحرج والمشقة في ابتداء الأمر، فرأى أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة" ا.هـ.
فلو تأملت ما كان يحصل لبعضهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الفزع وتغير الحال عند سماعه قراءة لا يعرفها كما سيأتي بيانه عند حديث: (أنزل القرآن على سبعة أحرف)، لم تستغرب حدوث الاختلاف في قراءة القرآن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام بنحو خمسة عشر عاماً، وأن جمع عثمان القرآن بحرف واحد وحمل الناس عليه لهو عين الحكمة وعين الصواب، وهو سر قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولو ترك الناس على ما كانوا عليه ولم تتوحد قراءتهم للقرآن لوقع التحريف والتبديل فيه إلى يوم القيامة، فرضى الله تعالى عن صحابة رسول الله أجمعين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 40)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.الفرق بين جمع أبي بكر للقرآن الكريم وجمع عثمان رضي الله عنهما * قال ابن التين وغيره: "الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان أن جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته؛ لأنه لم يكن مجموعاً في موضع واحد فجمعه في صحائف مرتباً لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات؛ فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض فخشي من تفاقم الأمر في ذلك، فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتباً لسوره، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجاً بأنه نزل بلغتهم، وإن كان قد وسع في قراءته بلغة غيرهم رفعاً للحرج والمشقة في ابتداء الأمر، فرأى أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة" ا.هـ. فلو تأملت ما كان يحصل لبعضهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الفزع وتغير الحال عند سماعه قراءة لا يعرفها كما سيأتي بيانه عند حديث: (أنزل القرآن على سبعة أحرف)، لم تستغرب حدوث الاختلاف في قراءة القرآن بعد وفاته عليه الصلاة والسلام بنحو خمسة عشر عاماً، وأن جمع عثمان القرآن بحرف واحد وحمل الناس عليه لهو عين الحكمة وعين الصواب، وهو سر قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، ولو ترك الناس على ما كانوا عليه ولم تتوحد قراءتهم للقرآن لوقع التحريف والتبديل فيه إلى يوم القيامة، فرضى الله تعالى عن صحابة رسول الله أجمعين. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 40)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.1
- هل أحرق عثمان الصحف التي كانت عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهم؟ *
بعد أن نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
ولم يأمر عثمان بحرق صحف حفصة لأنها كتبت بأمر أبي بكر بالأحرف السبعة لا يتطرقها الشك، وعنها نقل مصحفه، ولأنه وعدها بردها إليها، فبقيت عندها إلى وفاتها، فلما توفيت استردها مروان حين كان أميراً بالمدينة من جهة معاوية، وأمر بتشقيقها وغسلها، وقال: إنما فعلت هذا لأنى خشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب، وقيل: لما ماتت حفصة سلم عبد الله بن عمر هذه الصحف لجمع من الصحابة فغسلت غسلاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 36)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
هل أحرق عثمان الصحف التي كانت عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهم؟ * بعد أن نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. ولم يأمر عثمان بحرق صحف حفصة لأنها كتبت بأمر أبي بكر بالأحرف السبعة لا يتطرقها الشك، وعنها نقل مصحفه، ولأنه وعدها بردها إليها، فبقيت عندها إلى وفاتها، فلما توفيت استردها مروان حين كان أميراً بالمدينة من جهة معاوية، وأمر بتشقيقها وغسلها، وقال: إنما فعلت هذا لأنى خشيت إن طال بالناس زمان أن يرتاب في شأن هذه الصحف مرتاب، وقيل: لما ماتت حفصة سلم عبد الله بن عمر هذه الصحف لجمع من الصحابة فغسلت غسلاً. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 36)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.0
- الجمع الثالث للقرآن الكريم .. جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه *
بتصرف من "تاريخ القرآن الكريم" لمحمد طاهر الكردي
(الجمع الثالث) جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولم ينقل أنه كتب بيده مصحفاً، وإنما أمر بجمعه وكتابته على حرف واحد من الأحرف السبعة التى نزل بها القرآن فلذلك ينسب إليه، ويقال: "المصحف العثماني".
وسببه كما في البخاري عن أنس أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذريجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى.
فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف (1)، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا (2).
حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
والسبب في إحراقها هو قطع جذور اختلاف الناس في القراءة، فقد يكون بعضهم كتب شيئاً من القرآن على غير وجه صحيح لما نشأ فيهم من الخلاف الذى كان سبباً في قيام عثمان بجمع القرآن وحمل الناس عليه، فبإحراق تلك الصحف تتوحد قراءتهم على حرف واحد حسب ما في مصحف عثمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 32 - 36)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
(1) وأخرج ابن أبي داود أنه جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، وقال لهم: إذا اختلفتم في لغة فاكتبوه بلغة قريش، فلم يختلفوا إلا في التابوت في البقرة، فقال زيد بالهاء، وقال غيره بالتاء، فكتبوه بالتاء.
الجمع الثالث للقرآن الكريم .. جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه * بتصرف من "تاريخ القرآن الكريم" لمحمد طاهر الكردي (الجمع الثالث) جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولم ينقل أنه كتب بيده مصحفاً، وإنما أمر بجمعه وكتابته على حرف واحد من الأحرف السبعة التى نزل بها القرآن فلذلك ينسب إليه، ويقال: "المصحف العثماني". وسببه كما في البخاري عن أنس أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذريجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف (1)، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنه إنما نزل بلسانهم ففعلوا (2). حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. والسبب في إحراقها هو قطع جذور اختلاف الناس في القراءة، فقد يكون بعضهم كتب شيئاً من القرآن على غير وجه صحيح لما نشأ فيهم من الخلاف الذى كان سبباً في قيام عثمان بجمع القرآن وحمل الناس عليه، فبإحراق تلك الصحف تتوحد قراءتهم على حرف واحد حسب ما في مصحف عثمان. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 32 - 36)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي. (1) وأخرج ابن أبي داود أنه جمع اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار، وقال لهم: إذا اختلفتم في لغة فاكتبوه بلغة قريش، فلم يختلفوا إلا في التابوت في البقرة، فقال زيد بالهاء، وقال غيره بالتاء، فكتبوه بالتاء.0
- إيداع الصحف عند حفصة بنت عمر رضي الله عنها*
لماذا أو دعت الصحف عند حفصة ولم تودع عند الخليفة الجديد الذي ولي أمر المسلمين، وهو عثمان بن عفان؟
أو دعت الصحف عند حفصة بوصية من أبيها عمر بن الخطاب لأنها كانت تحفظ القرآن كله في صدرها، وكانت تقرأ وتكتب، وهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين، وابنة عمر بن الخطاب خليفة المسلمين، ثم إنه لم يتعين خليفة حين وفاة عمر حتي تسلم إليه؛ لأن عمر لم يوص بالخلافة إلى أحد، وإنما جعلها شورى في بضعة أشخاص فلهذه الاعتبارات كانت حفصة رضي الله عنها أولى من غيرها بحفظ المصحف، ونظر عمر أصوب وأحكم.
وفي كتاب الإصابة قال أبو عمر: أوصى عمر إلى حفصة وأوصت حفصة إلى أخيها عبد الله بما أوصى به إليها عمر، وبصدقة تصدقت بها بالغابة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 25)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
إيداع الصحف عند حفصة بنت عمر رضي الله عنها* لماذا أو دعت الصحف عند حفصة ولم تودع عند الخليفة الجديد الذي ولي أمر المسلمين، وهو عثمان بن عفان؟ أو دعت الصحف عند حفصة بوصية من أبيها عمر بن الخطاب لأنها كانت تحفظ القرآن كله في صدرها، وكانت تقرأ وتكتب، وهي زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين، وابنة عمر بن الخطاب خليفة المسلمين، ثم إنه لم يتعين خليفة حين وفاة عمر حتي تسلم إليه؛ لأن عمر لم يوص بالخلافة إلى أحد، وإنما جعلها شورى في بضعة أشخاص فلهذه الاعتبارات كانت حفصة رضي الله عنها أولى من غيرها بحفظ المصحف، ونظر عمر أصوب وأحكم. وفي كتاب الإصابة قال أبو عمر: أوصى عمر إلى حفصة وأوصت حفصة إلى أخيها عبد الله بما أوصى به إليها عمر، وبصدقة تصدقت بها بالغابة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 25)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.0
- لماذا لم يكتف زيد بن ثابت بحفظه، ويترك تتبع ما كتب عليه القرآن من قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب؟*
لقد كان زيد حافظاً للقرآن وجامعاً له فما وجه تتبعه القرآن؟ أنه كان يستكمل وجوه قراءاته ممن عنده ما ليس عنده، وكذا نظره في المكتوبات التى قد عرف كتابتها، وتيقن أمرها فلا بد من النظر فيها، وإن كان حافظاً ليستظهر بذلك، وليعلم هل فيها قراءة غير قراءته أم لا، وإذا استند الحافظ عند الكتابة إلى أصل يعتمد عليه كان آكد وأثبت في ضبط المحفوظ، وجاء في إرشاد القراء والكاتبين: "أن زيداً كتب القرآن كله بجميع أجزائه وأوجهه المعبر عنها بالأحرف السبعة الواردة في حديث: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه، وكان أولاً أتاه جبريل، فقال له: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف واحد، ثم راجعه إلى السابعة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه أصابوا)" إهـ، من عنوان البيان في علوم التبيان.
فأبوبكر رضي الله عنه هو أول من جمع القرآن الكريم بالأحرف السبعة التى نزل بها، وإليه تنسب الصحف البكرية، وكان ذلك بعد وقعة اليمامة التى كان انتهاؤها سنة اثنتى عشرة للهجرة، فجمعه للقرآن كان في سنة واحدة تقريباً؛ لأنه وقع بين غزوة اليمامة وبين وفاته رضي الله عنه التى كانت في جمادى الثانية سنة ثلاثة عشر، قال على بن ابى طالب: أعظم الناس في المصاحف اجراً أبو بكر رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 27 - 29)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
والأُدُم: بضمتين وبفتحتين أيضاً، جمع أديم وهو الجلد المدبوغ، والأكتاف جمع كتف، وهو عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان، والعُسْب: بضم فسكون وبضمتين أيضاً جمع عسيب، وهو جريد النخل إذا نزع منه خوصه.لماذا لم يكتف زيد بن ثابت بحفظه، ويترك تتبع ما كتب عليه القرآن من قطع الأدم وكسر الأكتاف والعسب؟* لقد كان زيد حافظاً للقرآن وجامعاً له فما وجه تتبعه القرآن؟ أنه كان يستكمل وجوه قراءاته ممن عنده ما ليس عنده، وكذا نظره في المكتوبات التى قد عرف كتابتها، وتيقن أمرها فلا بد من النظر فيها، وإن كان حافظاً ليستظهر بذلك، وليعلم هل فيها قراءة غير قراءته أم لا، وإذا استند الحافظ عند الكتابة إلى أصل يعتمد عليه كان آكد وأثبت في ضبط المحفوظ، وجاء في إرشاد القراء والكاتبين: "أن زيداً كتب القرآن كله بجميع أجزائه وأوجهه المعبر عنها بالأحرف السبعة الواردة في حديث: (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه، وكان أولاً أتاه جبريل، فقال له: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف واحد، ثم راجعه إلى السابعة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه أصابوا)" إهـ، من عنوان البيان في علوم التبيان. فأبوبكر رضي الله عنه هو أول من جمع القرآن الكريم بالأحرف السبعة التى نزل بها، وإليه تنسب الصحف البكرية، وكان ذلك بعد وقعة اليمامة التى كان انتهاؤها سنة اثنتى عشرة للهجرة، فجمعه للقرآن كان في سنة واحدة تقريباً؛ لأنه وقع بين غزوة اليمامة وبين وفاته رضي الله عنه التى كانت في جمادى الثانية سنة ثلاثة عشر، قال على بن ابى طالب: أعظم الناس في المصاحف اجراً أبو بكر رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 27 - 29)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي. والأُدُم: بضمتين وبفتحتين أيضاً، جمع أديم وهو الجلد المدبوغ، والأكتاف جمع كتف، وهو عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان، والعُسْب: بضم فسكون وبضمتين أيضاً جمع عسيب، وهو جريد النخل إذا نزع منه خوصه.0
- فكرة جمع القرآن من فضائل عمر رضي الله عنه *
لقد كان سعى عمر رضي الله عنه لجمع القرآن من فضائله التي لا تحصى، ومناقبه التى لا تستقصى كيف وقد قال فيه صلى الله عليه وسلم: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)، وقال: (لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يكن في أمتى أحد فانه عمر) رواه البخاري ومسلم، قوله: محدثون هو بفتح الدال المهملة وتشديدها أي ملهمون، وكما نزل القرآن بموافقته في أسرى بدر، وفي الحجاب، وفي تحريم الخمر وافق عمر الحق والصواب، وفي إشارته على أبي بكر بجمع القرآن، ولقد جمع بعضهم موافقات عمر رضى الله عنه في منظومة أولها:
الحمدلله وصلى الله * على نبيه الذى اجتباه
يا سائلي والحادثات تكثر * عن الذى وافق فيه عمر
وما يرى أنزل في الكتاب * موافقاً لرأيه الصواب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 31 - 32)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
فكرة جمع القرآن من فضائل عمر رضي الله عنه * لقد كان سعى عمر رضي الله عنه لجمع القرآن من فضائله التي لا تحصى، ومناقبه التى لا تستقصى كيف وقد قال فيه صلى الله عليه وسلم: (إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه)، وقال: (لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يكن في أمتى أحد فانه عمر) رواه البخاري ومسلم، قوله: محدثون هو بفتح الدال المهملة وتشديدها أي ملهمون، وكما نزل القرآن بموافقته في أسرى بدر، وفي الحجاب، وفي تحريم الخمر وافق عمر الحق والصواب، وفي إشارته على أبي بكر بجمع القرآن، ولقد جمع بعضهم موافقات عمر رضى الله عنه في منظومة أولها: الحمدلله وصلى الله * على نبيه الذى اجتباه يا سائلي والحادثات تكثر * عن الذى وافق فيه عمر وما يرى أنزل في الكتاب * موافقاً لرأيه الصواب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 31 - 32)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.0
- نظم الشاطبي في جمع القرآن
للإمام الشاطبي رحمه الله نظم في موضوع جمع القرآن في عقيلة أتراب القصائد أورده الشيخ محمد طاهر في كتابه "تاريخ القرآن الكريم" * :
إن اليمامة أغواها مسيلمة الكـ *ـذاب في زمن الصديق إذ خسرا
وبعد بأس شديد حان مصرعه * وكان بأساً على القراء مستعرا
نادى أبا بكر الفاروق خفت على القـ * ـراء فادارك القرآن مستطرا
فأجمعوا جمعه في الصحف واعتمدوا * زيد بن ثابت العدل الرضى نظرا
فقام فيه بعون الله يجمعه * بالنصح والجد والحزم الذي بهرا
من كل أوجهه حتى استتم له * بالأحرف السبعة العليا كما اشتهرا
فأمسك الصحف الصديق ثم إلى الفـ * ـاروق أسلمها لما قضى العمرا
وعند حفصة كانت بعد فاختلف القـ * ـراء فاعتزلوا في أحرف زمرا
وكان في بعض مغزاهم مشاهدهم * حذيفة فرآى في خلفهم عبرا
فجاء عثمان مذعوراً فقال له * أخاف أن يخلطوا فادارك البشرا
فاستحضر الصحف الأولى التي جمعت * وخص زيداً ومن قريشهم نفرا
على لسان قريش فاكتبوه كما * على الرسول به إنزاله انتشرا
فجردوه كما يهوى كتابته * ما فيه شكل ولا نقط فيحتجرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* تاريخ القرآن الكريم (ص: 46)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
نظم الشاطبي في جمع القرآن للإمام الشاطبي رحمه الله نظم في موضوع جمع القرآن في عقيلة أتراب القصائد أورده الشيخ محمد طاهر في كتابه "تاريخ القرآن الكريم" * : إن اليمامة أغواها مسيلمة الكـ *ـذاب في زمن الصديق إذ خسرا وبعد بأس شديد حان مصرعه * وكان بأساً على القراء مستعرا نادى أبا بكر الفاروق خفت على القـ * ـراء فادارك القرآن مستطرا فأجمعوا جمعه في الصحف واعتمدوا * زيد بن ثابت العدل الرضى نظرا فقام فيه بعون الله يجمعه * بالنصح والجد والحزم الذي بهرا من كل أوجهه حتى استتم له * بالأحرف السبعة العليا كما اشتهرا فأمسك الصحف الصديق ثم إلى الفـ * ـاروق أسلمها لما قضى العمرا وعند حفصة كانت بعد فاختلف القـ * ـراء فاعتزلوا في أحرف زمرا وكان في بعض مغزاهم مشاهدهم * حذيفة فرآى في خلفهم عبرا فجاء عثمان مذعوراً فقال له * أخاف أن يخلطوا فادارك البشرا فاستحضر الصحف الأولى التي جمعت * وخص زيداً ومن قريشهم نفرا على لسان قريش فاكتبوه كما * على الرسول به إنزاله انتشرا فجردوه كما يهوى كتابته * ما فيه شكل ولا نقط فيحتجرا ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * تاريخ القرآن الكريم (ص: 46)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.0
- الهدف من جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن *
بتصرف من تاريخ القرآن الكريم لمحمد طاهر الكردي.
لماذا لم يأمر أبو بكر أو عمر أن ينسخ الناس مصاحف مما كتبه زيد بن ثابت؟ ولماذا لم يحرص كبار الصحابة على أن يكون لدي كل واحد منهم أو لدى بعضهم على الأقل نسخ من هذه الصحف التى تتضمن كتاب الله؟.
لإن أبا بكر رضي الله عنه لم يجمع القرآن لحدوث خلل في قراءته، وإنما جمعه خوفاً من ذهاب حملته بقتلهم في الغزوات، وكان جمعه له بالأحرف السبعة والناس يقرؤون بها إلى زمن عثمان فلا يختلف مصحف أبي بكر عما يقرؤه الناس ويحفظونه فلا داعى إذا لحمل الناس على مصحفه.
أما عثمان رضي الله عنه فإنه لم يجمع القرآن إلا بعد أن رآى اختلاف الناس في قراءته.
أما عدم نسخ كبار الصحابة مصاحف على نمط ما جمعه أبو بكر فلم يكن هناك ما يدعو لذلك لعدم اختلاف ما جمعه أبو بكر بما عند الناس، وأن بعضهم كتبوا مصاحفهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتلقوه منه سماعاً - فكان جمع أبي بكر بمثابة سجل للقرآن يرجع إليه إذا حدث أمر كما وقع لعثمان حين جمعه القرآن فإنه رجع إلى الصحف البكرية.
وإذا عرفت أنهم كانوا يجمعونه مما كتب على نحو العظام والألواح والحجارة، وأنهم ما كانوا يقبلون من أحد شيئاً من القرآن إلا بشاهدين علمت أنهم يحتاجون في البحث والترتيب والمراجعة والتصحيح إلى مدة غير قصيرة، وظهر لك ما تحملوه من المشقة العظمى والتعب الكبير - خصوصاً وأنهم في هذه المرة جمعوه بالأحرف السبعة كلها، وهذا يستلزم أن يكون حجم مصحف أبي بكر أضعاف حجم مصحف عثمان لأن هذا جمعه على حرف واحد من الأحرف السبعة.
لذلك أسند الخلفاء الأربعة جمع القرآن إلى زيد بن ثابت كاتب الوحي بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي شهد العرضة الأخيرة وكان من حفظة القرآن وأعلم الصحابة فقام بهذه المهمة خير قيام في مصحف أبي بكر وفي مصحف عثمان رضي الله عنهم (1) وجزاهم عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء. والحقيقة لو لم يلهم الله تعالى هؤلاء الصحابة الكرام بجمع القرآن العظيم بكتابته في الصحف لذهب بموت حفاظه، وانقراض الصحابة، وهذا مصداق عزوجل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم: (ص: 29 - 31)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
(1) كان عمر زيد حين كتب مصحف أبي بكر نحو اثنتين وعشرين سنة، وكان عمره حين كتب مصحف عثمان نحو خمس وثلاثين سنة.
الهدف من جمع أبي بكر رضي الله عنه للقرآن * بتصرف من تاريخ القرآن الكريم لمحمد طاهر الكردي. لماذا لم يأمر أبو بكر أو عمر أن ينسخ الناس مصاحف مما كتبه زيد بن ثابت؟ ولماذا لم يحرص كبار الصحابة على أن يكون لدي كل واحد منهم أو لدى بعضهم على الأقل نسخ من هذه الصحف التى تتضمن كتاب الله؟. لإن أبا بكر رضي الله عنه لم يجمع القرآن لحدوث خلل في قراءته، وإنما جمعه خوفاً من ذهاب حملته بقتلهم في الغزوات، وكان جمعه له بالأحرف السبعة والناس يقرؤون بها إلى زمن عثمان فلا يختلف مصحف أبي بكر عما يقرؤه الناس ويحفظونه فلا داعى إذا لحمل الناس على مصحفه. أما عثمان رضي الله عنه فإنه لم يجمع القرآن إلا بعد أن رآى اختلاف الناس في قراءته. أما عدم نسخ كبار الصحابة مصاحف على نمط ما جمعه أبو بكر فلم يكن هناك ما يدعو لذلك لعدم اختلاف ما جمعه أبو بكر بما عند الناس، وأن بعضهم كتبوا مصاحفهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتلقوه منه سماعاً - فكان جمع أبي بكر بمثابة سجل للقرآن يرجع إليه إذا حدث أمر كما وقع لعثمان حين جمعه القرآن فإنه رجع إلى الصحف البكرية. وإذا عرفت أنهم كانوا يجمعونه مما كتب على نحو العظام والألواح والحجارة، وأنهم ما كانوا يقبلون من أحد شيئاً من القرآن إلا بشاهدين علمت أنهم يحتاجون في البحث والترتيب والمراجعة والتصحيح إلى مدة غير قصيرة، وظهر لك ما تحملوه من المشقة العظمى والتعب الكبير - خصوصاً وأنهم في هذه المرة جمعوه بالأحرف السبعة كلها، وهذا يستلزم أن يكون حجم مصحف أبي بكر أضعاف حجم مصحف عثمان لأن هذا جمعه على حرف واحد من الأحرف السبعة. لذلك أسند الخلفاء الأربعة جمع القرآن إلى زيد بن ثابت كاتب الوحي بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي شهد العرضة الأخيرة وكان من حفظة القرآن وأعلم الصحابة فقام بهذه المهمة خير قيام في مصحف أبي بكر وفي مصحف عثمان رضي الله عنهم (1) وجزاهم عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء. والحقيقة لو لم يلهم الله تعالى هؤلاء الصحابة الكرام بجمع القرآن العظيم بكتابته في الصحف لذهب بموت حفاظه، وانقراض الصحابة، وهذا مصداق عزوجل: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم: (ص: 29 - 31)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي. (1) كان عمر زيد حين كتب مصحف أبي بكر نحو اثنتين وعشرين سنة، وكان عمره حين كتب مصحف عثمان نحو خمس وثلاثين سنة.0
- الجمع الثاني للقرآن الكريم *
بتصرف من تاريخ القرآن الكريم لمحمد طاهر الكردي.
جمع أبي بكر الصديق رضى الله عنه:
في البخاري: أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أرسل إلي أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر رضى الله عنه: إن عمر أتانى فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة (1) بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإنى أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقلت لعمر كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه، فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني من جمع القرآن، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبى خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره (2) {لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ...} حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضى الله عنه رواه البخاري في كتاب التفسير في باب جمع القرآن.
وكان زيد رضي يالله عنه لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد شهيدان فان أبا بكر قال لعمر ولزيد: "اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه" أخرجه ابن أبي داود من طريق هشام بن عروة عن أبيه جاء في كتاب نهاية القول المفيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 23 - 27)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي.
(1) استحر القتل أي اشتد، واليمامة واقعة جهة نجد وكانت مع مسيلمة الكذاب الذى ادعى النبوة وقد قتل في هذه الوقعة وابتدأت غزوتها في أواخر عام الحادي عشر وانتهت في ربيع الأول عام الثاني عشر للهجرة، وفيها قتل من القراء سبعون قارئاً من الصحابة وقيل سبعمائة.
(2) أي لم يجد صحيفتها وإلا فهي محفوظة في الصدور، أولم يجد في آخر سورة التوبة قراءة من الأحرف السبعة إلا عند أبي خزيمة الأنصاري فتأمل.الجمع الثاني للقرآن الكريم * بتصرف من تاريخ القرآن الكريم لمحمد طاهر الكردي. جمع أبي بكر الصديق رضى الله عنه: في البخاري: أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أرسل إلي أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر رضى الله عنه: إن عمر أتانى فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة (1) بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، وإنى أرى أن تأمر بجمع القرآن، فقلت لعمر كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر، قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه، فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني من جمع القرآن، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبى خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره (2) {لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ...} حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر رضى الله عنه رواه البخاري في كتاب التفسير في باب جمع القرآن. وكان زيد رضي يالله عنه لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد شهيدان فان أبا بكر قال لعمر ولزيد: "اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه" أخرجه ابن أبي داود من طريق هشام بن عروة عن أبيه جاء في كتاب نهاية القول المفيد. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * بتصرف من كتاب "تاريخ القرآن الكريم" (ص: 23 - 27)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي. (1) استحر القتل أي اشتد، واليمامة واقعة جهة نجد وكانت مع مسيلمة الكذاب الذى ادعى النبوة وقد قتل في هذه الوقعة وابتدأت غزوتها في أواخر عام الحادي عشر وانتهت في ربيع الأول عام الثاني عشر للهجرة، وفيها قتل من القراء سبعون قارئاً من الصحابة وقيل سبعمائة. (2) أي لم يجد صحيفتها وإلا فهي محفوظة في الصدور، أولم يجد في آخر سورة التوبة قراءة من الأحرف السبعة إلا عند أبي خزيمة الأنصاري فتأمل.0
- الجمع الأول للقرآن الكريم *
إن القرآن جمع ثلاث مرات (الجمع الأول) كتب كله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن غير مجموع في موضوع واحد، ولا مرتب السور بل كان مفرقاً في العسب واللخاف والرقاع والاقتاب (1) ونحوها مع كونه محفوظاً في الصدور، فقد روي الحاكم في المستدرك عن زيد بن ثابت قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع الحديث"، وعنه أيضاً قال: "كنت أكتب الوحى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملي على فإذا فرغت قال: اقرأه، فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه"، وروى البخاري عن البراء قال: لما نزلت: {لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} قال النبي صلى الله عليه وسلم: ادع لى زيداً وليجئ باللوح والدواة والكتف، أو الكتف والدواة، ثم قال: أكتب لا يستوى القاعدون ... الحديث، وأخرج مسلم من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكتبوا عنى شيئاً غير القرآن (2)، قال الحارث المحاسبى في كتاب فهم السنن: "كتابة القرآن ليست بمحدثة فإنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقاً في الرقاع والاكتاف والعسب اهـ. وعدم جمعه في مجلد في حياته عليه الصلاة والسلام كان لأمرين (الأول) الأمن فيه من وقوع خلاف بين الصحابة لوجوده صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم (الثاني) خوف نسخ شيء منه بوحي قرآن بدله، ففي الإتقان قال الخطابى: "إنما لم يجمع صلى الله عليه وسلم القرآن في مصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة"، وإلى ما تقدم أشار العلامة الشيخ محمد العاقب الشنقيطى رحمه الله بقوله:
لم يجمع القرآن في مجلد * على الصحيح في حياة أحمد
للأمن فيه من خلاف ينشأ * وخيفة النسخ بوحى يطرأ
وكان يكتب على الأكتاف * وقطع الأدم واللخاف
وبعد إغماض النبي فالأحق * أن أبا بكر بجمعه سبق
جمعه غير مرتب السور * بعد إشارة إليه من عمر
ثم تولى الجمع ذو النوزين * فضمه ما بين دفتين
مرتب السور والآيات * مخرجا بأفصح اللغات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* تاريخ القرآن الكريم (ص: 20 - 23)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي الشافعي.
(1) العُسْب بضم فسكون، وبضمتين أيضاً جمع عسيب، وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض، واللِخاف بكسر اللام جمع لخفة بفتح فسكون، وتجمع أيضا على لخف بضمتين وهى صفائح الحجارة الرقاق، والرقاع بالكسر جمع رقعة بالضم وهى القطعة من النسيج أو الجلد والاقتاب جمع قتب بفتحتين وهو رحل البعير.
(2) قال النووي في شرحه على صحيح مسلم عند هذا الحديث ما ملخصه: "قيل إنما نهي عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا يختلط فيشتبه على القارئ، وقيل: إن حديث النهي منسوخ بجملة أحاديث ذكرها النووي في شرحه، ثم قال: قال القاضي: كان بين السلف من الصحابة والتابعين اختلاف كثير في كتابة العلم، فكرهها كثيرون منهم، وأجازها أكثرهم، ثم أجمع المسلمون على جوازها، وزال ذلك الخلاف أهـ.
الجمع الأول للقرآن الكريم * إن القرآن جمع ثلاث مرات (الجمع الأول) كتب كله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكن غير مجموع في موضوع واحد، ولا مرتب السور بل كان مفرقاً في العسب واللخاف والرقاع والاقتاب (1) ونحوها مع كونه محفوظاً في الصدور، فقد روي الحاكم في المستدرك عن زيد بن ثابت قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع الحديث"، وعنه أيضاً قال: "كنت أكتب الوحى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملي على فإذا فرغت قال: اقرأه، فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه"، وروى البخاري عن البراء قال: لما نزلت: {لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} قال النبي صلى الله عليه وسلم: ادع لى زيداً وليجئ باللوح والدواة والكتف، أو الكتف والدواة، ثم قال: أكتب لا يستوى القاعدون ... الحديث، وأخرج مسلم من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكتبوا عنى شيئاً غير القرآن (2)، قال الحارث المحاسبى في كتاب فهم السنن: "كتابة القرآن ليست بمحدثة فإنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقاً في الرقاع والاكتاف والعسب اهـ. وعدم جمعه في مجلد في حياته عليه الصلاة والسلام كان لأمرين (الأول) الأمن فيه من وقوع خلاف بين الصحابة لوجوده صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم (الثاني) خوف نسخ شيء منه بوحي قرآن بدله، ففي الإتقان قال الخطابى: "إنما لم يجمع صلى الله عليه وسلم القرآن في مصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة"، وإلى ما تقدم أشار العلامة الشيخ محمد العاقب الشنقيطى رحمه الله بقوله: لم يجمع القرآن في مجلد * على الصحيح في حياة أحمد للأمن فيه من خلاف ينشأ * وخيفة النسخ بوحى يطرأ وكان يكتب على الأكتاف * وقطع الأدم واللخاف وبعد إغماض النبي فالأحق * أن أبا بكر بجمعه سبق جمعه غير مرتب السور * بعد إشارة إليه من عمر ثم تولى الجمع ذو النوزين * فضمه ما بين دفتين مرتب السور والآيات * مخرجا بأفصح اللغات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * تاريخ القرآن الكريم (ص: 20 - 23)، لمحمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي الشافعي. (1) العُسْب بضم فسكون، وبضمتين أيضاً جمع عسيب، وهو جريد النخل كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض، واللِخاف بكسر اللام جمع لخفة بفتح فسكون، وتجمع أيضا على لخف بضمتين وهى صفائح الحجارة الرقاق، والرقاع بالكسر جمع رقعة بالضم وهى القطعة من النسيج أو الجلد والاقتاب جمع قتب بفتحتين وهو رحل البعير. (2) قال النووي في شرحه على صحيح مسلم عند هذا الحديث ما ملخصه: "قيل إنما نهي عن كتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا يختلط فيشتبه على القارئ، وقيل: إن حديث النهي منسوخ بجملة أحاديث ذكرها النووي في شرحه، ثم قال: قال القاضي: كان بين السلف من الصحابة والتابعين اختلاف كثير في كتابة العلم، فكرهها كثيرون منهم، وأجازها أكثرهم، ثم أجمع المسلمون على جوازها، وزال ذلك الخلاف أهـ.0
- القرآن في اللوح المحفوظ *
محمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي الشافعي
الخطاط بالمعارف العامة بمكة المكرمة الخطاط (المتوفى: 1400هـ)
"جاء في تفسير ابن كثير في سورة القدر ما نصه: قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وجاء فيه ايضا عند قوله تعالى: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} ما نصه: وقال الحسن البصري: إن هذا القرآن المجيد عند الله في لوح محفوظ ينزل منه ما يشاء على من يشاء من خلقه، وقال الطبراني عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى خلق لوحاً محفوظاً من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمه نور وكتابه نور لله في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحيى، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء. اهـ"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* تاريخ القرآن الكريم لمحمد طاهر الكردي ص (18).القرآن في اللوح المحفوظ * محمد طاهر بن عبد القادر الكردي المكي الشافعي الخطاط بالمعارف العامة بمكة المكرمة الخطاط (المتوفى: 1400هـ) "جاء في تفسير ابن كثير في سورة القدر ما نصه: قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وجاء فيه ايضا عند قوله تعالى: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} ما نصه: وقال الحسن البصري: إن هذا القرآن المجيد عند الله في لوح محفوظ ينزل منه ما يشاء على من يشاء من خلقه، وقال الطبراني عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى خلق لوحاً محفوظاً من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمه نور وكتابه نور لله في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحيى، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء. اهـ" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * تاريخ القرآن الكريم لمحمد طاهر الكردي ص (18).0
- تاريخ المصحف الشريف وعناية المملكة العربية السعودية به *
معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ
وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد -سابقاً-.
أنزل الله القرآن الكريم على قلب محمد صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين، فحفظه ووعاه، وأداه كما أوحاه الله إليه وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ.
وكان العرب أمّة أمية لا تكتب ولا تحسب، وكان اعتمادهم على الحفظ في صدورهم.
وكان القرآن يكتب في حياته صلى الله عليه وسلم وبأمره فيما تيسر من الوسائل المتاحة للكتابة في ذلك الزمن كاللخاف والعسب ونحوها.
ولما توفي عليه الصلاة والسلام وتولى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة، وقتل كثير من القراء في حروب الردة أشار عمر رضي الله عنه على أبي بكر بجمع القرآن مخافة عليه من الضياع، فتم جمعه في صحف مجموعة بقيت عند أبي بكر مدة خلافته، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم آلت إلى حفصة - رضي الله عنها -، وهذه الصحف هي التي نسخت منها في عهد عثمان - رضي الله عنه - المصاحف، وبعث بها إلى الأمصار؛ لما ظهرت بوادر الاختلاف في القراءة؛ حماية للنص القرآني الكريم من أي تحريف.
ثم تنوعت مظاهر العناية بالقرآن الكريم- بعد الصدر الأول -، وبخاصة من ناحية كتابته وتجويدها، وتحسينها، ثم إعجام الحروف. ومهر جمهرة من الخطاطين على مرّ العصور ببراعة الخط وجماله، وكتبوا المصاحف الخاصة والعامة، وكان الغالب في كتابة المصاحف الخط الكوفي حتى القرن الخامس الهجري، ثم كتبت بخط الثلث حتى القرن التاسع الهجري، ثم استقرت كتابتها بخط النسخ إلى وقتنا الحالي.
ومع ظهور الطباعة برزت عدة طبعات مبكرة للقرآن الكريم في أوربا، اكتنفتها دوافع مريبة، ولم تلق الذيوع ولا القبول عند المسلمين؛ لما فيها من أخطاء شنيعة، ولمخالفتها قواعد الرسم العثماني.
كما صدرت بعد ذلك طبعات للقرآن الكريم في بلدان أخرى، إلا أنها لم يلتزم فيها الرسم العثماني.
وبقي الأمر على ذلك حتى طبع المصحف الذي كتبه الشيخ المقرئ أبو عيد رضوان بن محمد المخللاتي عام (1308 هـ) في المطبعة البهية بالقاهرة، وراعى فيه أصول الرسم والضبط، ووضع له ستة أنواع من علامات الوقف والابتداء.
ثم توالت طبعات المصحف الشريف في مصر، وغيرها من أقطار العالم الإسلامي.
وتعود بداية طباعة المصحف في المملكة العربية السعودية إلى عام (1369 هـ - 1949 مـ) عندما تمت طباعة مصحف باسم: مصحف مكة المكرمة، وتولَّت طباعته شركة مصحف مكة المكرمة.
ثم ظهر مصحف آخر في مدينة جدة عام (1399 هـ - 1979مـ) في مطابع الروضة، بعد مراجعته، والموافقة عليه من الجهة المختصة في المملكة.
وأصبحت عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن منهجًا متميزًا جديرًا بالإعجاب والتقدير؛ لما امتاز به من أسس واضحة، ومظاهر متعددة.
فمن ذلك جعل القرآن الكريم أساسًا لشؤون الحكم، ومناحي الحياة، وتوجيه العلوم والمعارف - في جميع مراحل التعليم - وجهة إسلامية، مستمدة من القرآن الكريم، والسنة المشرفة، إضافة إلى إقامة مدارس خاصة لتعليم القرآن الكريم، وإنشاء كليات وأقسام ومعاهد متخصصة به في الجامعات.
وأنشئت إذاعة مختصة بالقرآن الكريم، تبث الآيات المتلوَّة بأصوات أشهر القراء، وتقدم البرامج الممتعة النافعة، ويستمر بثها إلى عشرين ساعة يوميًا.
وتتشرف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بالإشراف على ست عشرة جمعية لتحفيظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده، منتشرة في أنحاء المملكة.
وبالإشراف على تنظيم المسابقات الدولية والمحلية لحفظ القرآن الكريم، وتجويده وتفسيره، ومسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز؛ لتشجيع الحفظ، وتكريم المتسابقين من حملة كتاب الله.
ومن أروع مظاهر عناية المملكة بالقرآن الكريم إقامة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية، الذي تعتز وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالإشراف عليه، وهو أكبر صرح لطباعة القرآن الكريم، ويعد من مفاخر المملكة ومآثرها الجليلة في عهد خادم الحرمين الشريفين.
وقد سمي المصحف المطبوع فيه (مصحف المدينة النبوية) ، ولم يقتصر اهتمام المجمع على طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي، وفق أعلى مواصفات الدقة والجودة والإتقان، بل تخطاه إلى تسجيل تلاوة القرآن الكريم بأصوات مشاهير القراء، وإلى ترجمة معاني القرآن الكريم إلى أهم لغات العالم وأوسعها انتشارًا وطباعتها في طبعات متميزة في الجودة وحسن الإخراج، وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من مقدمة كتاب "تطور كتابة المصحف الشريف وطباعته"
تأليف: أ. د. محمد سالم بن شديد العوفي.تاريخ المصحف الشريف وعناية المملكة العربية السعودية به * معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد -سابقاً-. أنزل الله القرآن الكريم على قلب محمد صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين، فحفظه ووعاه، وأداه كما أوحاه الله إليه وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ. وكان العرب أمّة أمية لا تكتب ولا تحسب، وكان اعتمادهم على الحفظ في صدورهم. وكان القرآن يكتب في حياته صلى الله عليه وسلم وبأمره فيما تيسر من الوسائل المتاحة للكتابة في ذلك الزمن كاللخاف والعسب ونحوها. ولما توفي عليه الصلاة والسلام وتولى أبو بكر رضي الله عنه الخلافة، وقتل كثير من القراء في حروب الردة أشار عمر رضي الله عنه على أبي بكر بجمع القرآن مخافة عليه من الضياع، فتم جمعه في صحف مجموعة بقيت عند أبي بكر مدة خلافته، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم آلت إلى حفصة - رضي الله عنها -، وهذه الصحف هي التي نسخت منها في عهد عثمان - رضي الله عنه - المصاحف، وبعث بها إلى الأمصار؛ لما ظهرت بوادر الاختلاف في القراءة؛ حماية للنص القرآني الكريم من أي تحريف. ثم تنوعت مظاهر العناية بالقرآن الكريم- بعد الصدر الأول -، وبخاصة من ناحية كتابته وتجويدها، وتحسينها، ثم إعجام الحروف. ومهر جمهرة من الخطاطين على مرّ العصور ببراعة الخط وجماله، وكتبوا المصاحف الخاصة والعامة، وكان الغالب في كتابة المصاحف الخط الكوفي حتى القرن الخامس الهجري، ثم كتبت بخط الثلث حتى القرن التاسع الهجري، ثم استقرت كتابتها بخط النسخ إلى وقتنا الحالي. ومع ظهور الطباعة برزت عدة طبعات مبكرة للقرآن الكريم في أوربا، اكتنفتها دوافع مريبة، ولم تلق الذيوع ولا القبول عند المسلمين؛ لما فيها من أخطاء شنيعة، ولمخالفتها قواعد الرسم العثماني. كما صدرت بعد ذلك طبعات للقرآن الكريم في بلدان أخرى، إلا أنها لم يلتزم فيها الرسم العثماني. وبقي الأمر على ذلك حتى طبع المصحف الذي كتبه الشيخ المقرئ أبو عيد رضوان بن محمد المخللاتي عام (1308 هـ) في المطبعة البهية بالقاهرة، وراعى فيه أصول الرسم والضبط، ووضع له ستة أنواع من علامات الوقف والابتداء. ثم توالت طبعات المصحف الشريف في مصر، وغيرها من أقطار العالم الإسلامي. وتعود بداية طباعة المصحف في المملكة العربية السعودية إلى عام (1369 هـ - 1949 مـ) عندما تمت طباعة مصحف باسم: مصحف مكة المكرمة، وتولَّت طباعته شركة مصحف مكة المكرمة. ثم ظهر مصحف آخر في مدينة جدة عام (1399 هـ - 1979مـ) في مطابع الروضة، بعد مراجعته، والموافقة عليه من الجهة المختصة في المملكة. وأصبحت عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن منهجًا متميزًا جديرًا بالإعجاب والتقدير؛ لما امتاز به من أسس واضحة، ومظاهر متعددة. فمن ذلك جعل القرآن الكريم أساسًا لشؤون الحكم، ومناحي الحياة، وتوجيه العلوم والمعارف - في جميع مراحل التعليم - وجهة إسلامية، مستمدة من القرآن الكريم، والسنة المشرفة، إضافة إلى إقامة مدارس خاصة لتعليم القرآن الكريم، وإنشاء كليات وأقسام ومعاهد متخصصة به في الجامعات. وأنشئت إذاعة مختصة بالقرآن الكريم، تبث الآيات المتلوَّة بأصوات أشهر القراء، وتقدم البرامج الممتعة النافعة، ويستمر بثها إلى عشرين ساعة يوميًا. وتتشرف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بالإشراف على ست عشرة جمعية لتحفيظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده، منتشرة في أنحاء المملكة. وبالإشراف على تنظيم المسابقات الدولية والمحلية لحفظ القرآن الكريم، وتجويده وتفسيره، ومسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز؛ لتشجيع الحفظ، وتكريم المتسابقين من حملة كتاب الله. ومن أروع مظاهر عناية المملكة بالقرآن الكريم إقامة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية، الذي تعتز وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالإشراف عليه، وهو أكبر صرح لطباعة القرآن الكريم، ويعد من مفاخر المملكة ومآثرها الجليلة في عهد خادم الحرمين الشريفين. وقد سمي المصحف المطبوع فيه (مصحف المدينة النبوية) ، ولم يقتصر اهتمام المجمع على طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي، وفق أعلى مواصفات الدقة والجودة والإتقان، بل تخطاه إلى تسجيل تلاوة القرآن الكريم بأصوات مشاهير القراء، وإلى ترجمة معاني القرآن الكريم إلى أهم لغات العالم وأوسعها انتشارًا وطباعتها في طبعات متميزة في الجودة وحسن الإخراج، وإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * من مقدمة كتاب "تطور كتابة المصحف الشريف وطباعته" تأليف: أ. د. محمد سالم بن شديد العوفي.0
- المصحف الشريف دراسة تاريخية وفنية.
تأليف: محمد عبد العزيز مرزوق.
المصحف الشريف دراسة تاريخية وفنية. تأليف: محمد عبد العزيز مرزوق.2
0
/home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 277
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 277
all" data-id="208"> شاهد المزيد
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/d7c4fbf2c644f66b4ae4f7f7fe6697250158ee0d_0.file._posts.tpl.php on line 277
all" data-id="208"> شاهد المزيد
Warning: Undefined array key "_is_photo" in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/01d2adeac6199d09004fed7d239af462c6358987_0.file.__feeds_post.comments.tpl.php on line 30
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/aaynetcom/dev01.aaynet.com/content/themes/default/templates_compiled/01d2adeac6199d09004fed7d239af462c6358987_0.file.__feeds_post.comments.tpl.php on line 30